أزهريون: فتوى أبو عاصي تحول البيت إلى "مصارعة ثيران"
"يجوز للمرأة دفع العنف عنها من قبل زوجها برده إليه".. رأي أثار جدلًا بين عدد من أساتذة الأزهر عندما أدلى به الدكتور محمد أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، الذي أكد أن الشريعة الإسلامية أجازت للزوجة ذلك.
الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أكدت رفضها لهذا الرأي، موضحة أن تبادل العنف يمكن أن يقلب البيت إلى "مصارعة ثيران"، وأوضحت أنه إذا ضاقت الزوجة بعنف الزوج فعليها اللجوء إلى أهله للمصارحة والمصالحة ووضع حد للعنف تجاهها.
وأضافت نصير في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن البيت المسلم، يقام على أعمدة أساسية هي المودة والرحمة، فإذا غابا انقلب البيت إلى جحيم ونتج أبناء مشوهين خلقيًا.
وأكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن هذا الرأي المنصوب خطأ ويتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية؛ لأن الإسلام يدعو إلى الاحترام المتبادل بين الزوجين.
وأضاف أن اعتداء الزوج على زوجته بالضرب محرمًا؛ فالتهديد لا يكون إلا للزوجة الناشز، وفي حالة تخلي الزوج عن رجولته وانسانيته وأحكام الشرع وأهان زوجته فلا تبادله الزوجة هذا العنف، فالله تعالى قال: "ادفع بالتي هي أحسن".
بينما قال الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتاوى الأسبق، إنه يختلف مع جزء من الرأي ويتفق مع جزءًا آخر، موضحًا أنه إذا تطاول الزوج على زوجته وضربها ضربًا مبرحًا كاد أن يودي بحياتها فلا مانع أن تدافع عن نفسها بأي وسيلة، أما إذا لم يصل الأمر إلى هذا الحد، فلا تتجرأ الزوجة على زوجها حرصًا على بقاء العشرة ودوام الحياة الزوجية.
وطرح مثالًا على ذلك بوصية المرأة العربية "أسماء بن خارجة الفزارية" لابنتها في ليلة زفافها، حيث جاء في مضمون الوصية " كوني له أرضًا يكن لكي سماءً، وكوني له فرشًا يكن لكي غطاءً"، فالأصل في المرأة الأنوثة الكاملة.