خلال ندوة ثقافية...
مفكرين وكتاب: أزمة "سد النهضة" قد تفجر ثورة جياع
ناقش عدد من المفكرين والكتّاب الأوضاع الاجتماعية السيئة التي مرت بها مصر عبر تاريخها وحتى الآن، بما ينذر بقيام ثورة جياع، وذلك خلال ندوة نظمها "بيت حُسن"، بمنطقة الحسين، مساء الأحد، تحت عنوان "تاريخ ثورات الجياع في مصر والعصور القديمة".
وشارك فى الندوة الدكتور صلاح هاشم الخبير التنموي، والدكتور الكاتب عمار على حسن ، والدكتور سعيد اللاوندي الخبير الدولي، والدكتور رشاد بيومي نائب رئيس جامعة حلوان، وعدد من الإعلاميين والمفكرين، وتم خلال الندوة عرض كتاب "ثورات الجياع" لمؤلفه الدكتور صلاح هاشم.
وعن كتابه، أوضح الدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط بجامعة الفيوم، والكاتب السياسي، أن الكتاب يناقش قضيتي الفقر والعدل، ويوضح أن مصر خلال تاريخها عانت من فترات فوضى تحولت إلى الاستقرار النسبي مع الوقت بسبب الثورات.
وأفاد أن الكتاب يجيب على "هل قامت الثورة أم لا، وكيف صارت ثورة وكيف تم الحشد لها، وكيف تعامل النظام الحاكم معها بالقمع أم بدبلوماسية السياسة، وكيف تحولت مصر من مراحل الفوضى للاستقرار، وما نتائج تلك الثورات؟".
وبيّن "هاشم" أن فكرة الجوع مؤشر أساسي لقياس الغضب الشعبي، وتطوره سيحول مصر إلى ثورة، موضحًا أن السياسية تفكك الناس عن بعضها وتسود المصالح فتفقد الدولة استقرارها، وهذا ما حدث في ثورة يناير، لافتًا إلى أن نهر النيل له دور في استقرار الدولة أو جرّها للفوضى، وأن العصر الفاطمي كان عصر نحسٍ؛ لأن النيل انحسرت مياهه تمامًا مسببا مجاعة، محذرًا من أن التآمر حاليًا على النيل وعدم حل أزمة "سد النهضة" سيعرِّض مصر لمجاعة، خاصة أن مصر تفقد 3.5 فدان من الدلتا بشكل دوري وحصتها من المياه ستقل، ونستورد 60% من غذائنا إلى جانب انتشار الأمراض ومشروع التأمين الصحي "فاشل"، كل ذلك إن لم يحل سيؤدي لثورة جياع حقيقية قريبا.
ومن جهته، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية، أن كتاب "ثورات الجياع" قراءة سوسيولوجية لأول مرة تعرض تعامل أنظمة الحكم في مصر منذ التاريخ مع الجوعى، واصفًا أسلوب العرض الذي اتبعه الكاتب بالشيق والممتاز، واستخدم ألفاظ سلسة من اللغة العربية، وكان واضحًا فيما استدل به من تقارير وإحصائيات معترف بها من قبل الأمم المتحدة تحدثت عن الجوع والفقر.
وأثنى اللاوندي على اسم الكتاب، معتبرًا أن الكاتب استقاه من أفواه الناس الذين حذروا آلاف المرات –ومازالوا- من قيام ثورات جياع نتيجة ما يتعرضون له من ظلم وفقر، متوقعًا أن الكتاب سيكون مرجعًا ومن أمهات الكتب التي يعود إليها الباحثين عن تاريخ الثورات في مصر.
وفي سياق حديثه، اعتبر الدكتور عمار علي حسن، المحلل السياسي والكاتب والروائي، أن الكتاب غير مسبوق في موضوعه، لأنه تناول أهم مسببًا للثورات وهو "الجوع" حاكيًا عن المهمشين والضعفاء، على العكس من الكتب الأخرى التي تتحدث عن الحكام وتتناول الثورات بشكل عام، لافتًا إلى أن الكاتب تناول أهم 3 أسباب لثورات الجياع، أولها "نهر النيل" الذي إن زاد منسوبه وأغرق البلاد سيقضي على الغذاء وسيؤدي إلى ثورة، كذلك العكس إن انحسر وجفت الأرض، والسبب الثاني هو النهب الاستعماري المنظم والتي تعتبر مصر من أكثر الدول العربية التي تعرضت له، وآخر الأسباب "الظلم الاجتماعي" الذي وضع الثروة في يد طائفة من الشعب وتسبب في فجوة بين الشعب والسلطة بالإضافة للكوارث الطبيعية.
وأضاف حسن، أن التقارير المحلية تتحدث عن أن من يعيش تحت خط الفقر أي بدخل دولارين في الشهر فقط، حوالي 40% من سكان مصر، وكتب كثير من الاقتصاديين عن انهيار الطبقة الوسطى وزيادة الفجوة الاقتصادية، بما يشعل الضوء الأحمر للمسئولين لتجنب الغضب الشعبي وثورة جياع قادمة إذا استشرى الفساد أكثر.
وقال رشاد عبد اللطيف نائب رئيس جامعة حلوان، أن ثورات الجياع خرجت من داخل الحارة المصرية، مشيدًا بشخصية الكاتب الذي جمع بين الشعر والسياسة والفلسفة وعلم الاجتماع في كتاباته، مؤكدًا أن الجوع يعطل التنمية لكنه لا يمنع الفكر بل يخلق علماء يفكرون من أجل غيرهم، متوقعًا أن يصبح الكاتب عالمًا من العلماء المؤثرة في وضع خطط التنمية في مصر.