واشنطن بوست..
فوز كاميرون بالأغلبية يثير تساؤلات بشأن الاتحاد الأوروبي واسكتلندا
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي تحرك لوضع شروط وأولويات حكومته الجديدة على وجه السرعة، بعد انتخابات وطنية مذهلة أعطت حزب المحافظين أغلبية غير متوقعة ودمرت ثلاثة أحزاب أخرى، كما أعادت رسم الخريطة السياسية لاسكتلندا.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - "إنه عقب تكهنات بأن مناورات ما بعد الانتخابات لتشكيل حكومة، قد تستغرق أيامًا إن لم يكن أسابيع، وضع الانتصار الكبير الذي أحرزه حزب المحافظين، نهاية سريعة للتكهنات حول من سيكون مكلفًا بتشكيل الحكومة".
وتابعت قائلة: "إنه على الرغم من أن الانتخابات أفرزت نتيجة واضحة بشكل غير متوقع، فإنها ربما تكون قد رفعت الاحتمال لأن تواجه البلاد فترة من النقاش الداخلي وسياسة الانكفاء على الذات، وعدم الاستقرار المحتمل مع تساؤلات يتعين الإجابة عليها حول متانة المملكة المتحدة ومكانتها في كل من أوروبا والعالم".
ورأت الصحيفة الأمريكية، أنه سيتعين على كاميرون إيجاد وسيلة لإدارة انبعاث القوميين الاسكتلنديين الذين يطالبون بمزيد من الصلاحيات وربما بإجراء استفتاء أخر على الاستقلال، لافتة إلى أنه علاوة على ذلك، فإن تعهد كاميرون بإجراء استفتاء لتحديد مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي سيظل يثير غموضًا حول التزامات البلاد وموثوقيتها هناك.
وأشارت إلى تعرض رئيس الوزراء البريطاني لضغوط قبل أسبوعين لتكثيف أدائه في الحملة الانتخابية، لافتة إلى أنه قام، أمس الجمعة، بزيارة بروتوكولية إلى قصر باكنجهام لمقابلة مع الملكة إليزابيث الثانية، التي طلبت منه بدورها تشكيل حكومة وبعد دقائق عاد إلى مقر رئاسة الوزراء "10 داونينج ستريت" متعهدًا بتضميد جراح أمة تعرضت لضغوط كبيرة خلال حملة انتخابية ألهبت المشاعر القومية.
ووفقًا للصحيفة، أكد كاميرون تعهده بإجراء استفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وشدد أيضًا على المكافآت والحوافز التي تعهد بها في بيان حزب المحافظين - ومن بينها المساعدة في التدريب المؤهل للوظائف، إضافة إلى إعانات رعاية الأطفال وبرامج بناء المساكن - بيد أنه أغفل الإشارة إلى خفض الرعاية الاجتماعية الضخمة وهو أمر لازم كي تؤتي تعهداته ثمارها.
واختتمت "واشنطن بوست" تقريرها بالقول: إنه بدلًا من التكهنات حول من سيشكل الحكومة، أُثيرت تساؤلات، أمس الجمعة، حول مستقبل الأحزاب التي قد تحطمت إثر الانتصار الكاسح الذي حققه المحافظون، مشيرة إلى أنه في تعاقب سريع، أعلن قادة ثلاثة أحزاب -إد ميليباند، رئيس حزب العمال، ونيك كليج، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، ونايجل فاراج، زعيم حزب الاستقلال- استقالتهم من مناصبهم، في سلسلة غير مسبوقة من التغيرات التي أكدت الحطام الذي خلفه الناخبون بعد أن قالوا كلمتهم.