تكريم واجب للبطلة مها أبوقريع «١»
حزنى عليكِ يا مها سالم أبوقريع كبير حزن يعتصر القلب ويدمى العين لما أصابك، يا مها أنتِ بطلة مصرية لابد أن نكتب اسمك فى كل مكان فى الصحف وفى الإعلام وفى كل أنحاء مصر، أنتِ ابنة مصر البارة التى لابد أن تعترف بدورك مصر كلها رجالها ونساؤها. لابد أن نروى قصتك فى مناهج التعليم، أنت شهيدة مصر التى وجب تكريمك على أعلى مستوى.. أنت التى وهبتى حياتك لمصر رغم أنك كان من الممكن أن تعيشى حياتك حياة عادية ونمطية، دماؤك الطاهرة لن تذهب هباء، فها أنا أرثيك وأطالب الدولة بتكريمك وأطالب الرئيس السيسى بأن يصدر تعليماته بأن تكرمى على أعلى مستوى، وأطالب الرئيس بأن يصدر تعليماته برعاية أبنائك الخمسة الذين تركتيهم يتامى وأصغرهم رضيع يبلغ العامين من عمره فقط.
إن قصة مها تستحق أن تروى وأن يعرفها كل المصريين الشرفاء، إن مها أبوقريع شهيدة مصرية اغتالتها يد الإرهاب الأسود منذ أيام لدورها البطولى فى مساعدة الجيش فى إسقاط الخلايا الإرهابية فى سيناء الحبيبة، اغتالوها ليسكتوا صوتها وينشروا الرعب والترويع فى قلوب المصريين.. مها اسمها بالكامل مها إبراهيم سالم أبوقريع وعنوانها رفح فى المنطقة الحدودية فى شمال سيناء.. هى سيدة بدوية وأم لخمسة أطفال تبلغ من العمر ٣٢ عاماً وتتميز بالجمال المصرى الصميم، وقبل ذلك هى وطنية حتى النخاع وشجاعة إلى حد الاستشهاد، تم اختطافها من منزلها فى قرية «طويل الأمير» أمام أطفالها الخمسة، قتلوها برصاصة فى رأسها بعد أن تم تعذيبها لإرهاب كل من يساند الجيش المصرى.
قبل ذلك كانوا قد اختطفوا ابنها الكبير الذى يبلغ ١١ عاماً وتم تعذيبه وإلقاؤه فى أرض المقابر.. لم تأخذ مها ما تستحقه من وسائل الإعلام من تكريم ومن إلقاء الضوء عليها ومن مساعدة فى رعاية أبنائها الصغار، وتلبية احتياجاتهم الضرورية، وإكمال تعليمهم ليشبوا مواطنين صالحين يحبون وطنهم ويشاركون فى تنميته. حزنى عليكِ يا مها بلا حدود لأنك لم تأخذى المساحة التى تستحقينها من اهتمام المصريين، ومن مساحة فى وسائل الإعلام الذى يشارك فى الهدم والفجاجة وتشتيت العقول والاهتمام بأهل الفن وبنشطاء فرضوا علينا فى برامج التوك شو ومعظمهم يعملون وفقاً لأجندات خارجية. حزنى عليك سيبقى وروحك ستظل معنا فأنت بطلة من لحم ودم، أنت حقيقة فى حياتنا فى حربنا ضد الإرهاب، وفى مصر الجديدة التى نحاول بناءها والتى يستشهد فيها كل يوم بعض من خيرة أجناد الأرض لتحيا مصر وأهل مصر.. إن أقل ما يمكن أن تقدمه الدولة لها معاشاً استثنائياً لأبنائها والاهتمام بهم وإطلاق اسمها على قريتها وعلى أحد الميادين الكبرى فى قاهرة المعز. وأطالب الدولة بأخذ ثأر مها، وبالقصاص لها.. إن مها أبوقريع هى بطلة نفتخر بها إنها ليست أقل من جان دارك الفرنسية ومن جميلة أبو حريد الجزائرية، ومن حمى خليل وفاطمة محمد أول شهيدتين فى ثورة ١٩١٩ اللتين استشهدتا بطلقات رصاص الاحتلال الإنجليزى أثناء مشاركتهما فى المظاهرات جنبا إلى جانب الرجال. وللحديث بقية.