الفوسفات في مياه النيل.. عندما يأتي الموت في "حنفية" المياه
حالة من الطوارئ تشهدها محطات المياه والصرف الصحي، ووزراء البيئة والموارد المائية، جراء غرق باخرة نيلية محملة بـ500 طن فوسفات، بعد اصطدامها بأحد أعمدة كوبري "دندرة العلوي" بمدينة قنا.
حالة من الهلع أصابت المواطنين جراء هذا الحادث مع مخاوف من شرب المياه، خوفًا من التسمم والمخاطر التي يسببها الفوسفات والذي يحتوى علي كميات كبيرة من اليورانيوم المشع.
وشدد مغاوري شحاتة، أستاذ الموارد المائية، على ضرورة معالجة الموقف بمنتهى السرعة والحسم، حتى لا تكون هناك تأثيرات سلبية على فتحات ومآخذ محطات المياه والمعالجة، وكذلك التعامل مع الموقف بشكل علمي بإبعاد المياه الملوثة عن مآخذ المياه وتركيب فلاتر، حتى تدخل المياه مرحلة المعالجة دون تلوث.
وأكد على التأثير السلبي للفوسفات على الزراعة والري، ويمكن معالجة ذلك عند الحقل في المجاري المائية بسرعة السيطرة عليها حتى لا تؤثر علي مجرى مياه نهر النيل، لأن تركيز أي مادة في المياه بدرجة أعلي من المطلوب لها تقديرات ضارة على صحة الإنسان والحيوان، لذا لابد من التحرك السريع لتقليل احتمالات المخاطر وإزالتها.
وقال إنه لابد من التركيز الآن لمنع وصولها لمياه الشرب ثم مياه الري ومن ثم باقي الأنشطة الأخرى، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي تتكرر فيها مثل هذه الحوادث فقد تكون للمرة الثالثة أو الرابعة.
وأكد أن شرب المياه الملوثة بالفوسفات لا تسبب الوفاة، خاصة وأنه ليست مادة سريعة الذوبان في المياه، بالتالي يمكن استخراج جزء كبير منه قبل الذوبان، لذا لابد من تعقب اتجاه سريان المياه في الشمال لحماية المحطات تباعا، حتى انتهاء التأثير السلبي.
وأوضح العميد محي الدين الصرفي، المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، أنه لا توجد خطورة حتى الآن من غرق حافلة الفوسفات، وهي ثابتة في مكانها لا تتحرك، فالفوسفات مادة رسوبية تثبت في مكانها ولا تنجرف مع التيار.
وأكد أن محطات المياه تعمل بكل طاقتها، محذرا من استغلال بعض المغرضين لهذا الحادث، وإرسال رسائل علي التليفونات للمواطنين بتخزين المياه، نافيا أي حديث عن قطع المياه في المحافظات المختلفة، وإيقاف خمس محطات مياه بمحافظة قنا جاء كإجراء احترازي.
وأعلن رفع حالة الطوارئ وأقصى درجات التأهب والاستعداد بمحافظة قنا وبطول المجرى الملاحي للنيل بمحافظات أسيوط وسوهاج، وتم إرسال فريق من المعامل لأخذ عينات من المياه بمنطقة غرق الناقلة، ومن أمام مآخذ المحطات التي تم غلقها للتأكد من سلامة مياه الشرب، وتم تركيب أطواق على مآخذ محطات المياه، لحجز أي شوائب إضافة إلى زيادة نسبة الكلور والشبة المضافة في الحدود المسموح بها للتعامل مع أي ملوثات.
وأكد المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، علي أنه تم إعلان الطوارئ في كافة المحطات، لافتا إلى أن الفوسفات مادة صلبة لا تذوب في المياه، وهناك إجراءات تتم الآن لرفع كميات الفوسفات من مكان رسوبها.
كما أكد على عدم وجود أي تأثير على محطات مياه الشرب، وأنه تم قطع المياه لمدة 3 ساعات في محافظة قنا عن بعض المحطات، وتم أخذ عينات وجاءت النتيجة سلبية دون أي تأثير سلبي، مضيفا أن عملية أخذ العينات مستمرة لمتابعة الموقف.
وأشار إلى أنه لا خطورة من شرب المياه، وفي حالة أثبتت التحاليل وجود تلوث في المياه سيتم إيقاف المحطات.
وقال محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إن الفوسفات مادة سامة، تؤثر على الصحة العامة، وسبق من سنوات أن أقرت اللجنة العليا لحماية النيل عدم نقل مواد خطرة باستخدام السفن، مثل المواد البترولية والكيماوية، وهذا القرار لم يعمل به الآن، وكان يحمي الناس من مخاطر تكرار مثل هذه الحوادث.
وطالب بإعادة النظر في المواد التي يتم تحميلها في نهر النيل لحماية المستخدم ومنع تكرار الحوادث، وتطبيق خطوات إجرائية تم إقراراها في السابق، في عام 2010 لخطورتها على الصحة العامة.