"الشوباشي" وعدم شرعية ارتداء الحجاب.. وماذا بعد؟

لم يسلك يومًا سبل العلوم الشرعية.. لم يجالس العلماء في محافلهم الفقهية.. ثقافته (باريسية).. ليست مسوغًا كي يخرج بفتوى دينية.. هو الكاتب الصحفي شريف الشوباشي، الذي أفتى بعدم فرضية الحجاب، مخالفًا آيات ربانية.. وأحاديث نبوية.. لينفرد وحده بفتوى "شوباشية".

الفتوى الشوباشية، بعدم فرضية الحجاب، خلقت نوعًا من الجدل في مجتمع يهوى مثل هذه الأمور، فمن بين التشكيك في كتب التراث إلى الفتوى بعدم فرضية الحجاب، تتمحور حياة المصريين، خلال هذه الأيام، وسط اختفاء أصوات العاطلين والفقراء والمعتقلين.

ما بين مؤيد ومعارض، يرصد "الدستور" أثار دعوة "الشوباشي" لدى المثقفين والإعلاميين والفنانين...

الفن:
الفنان نبيل الحلفاوي، علق قائلاً: "ما كنتش عاوز أعلق على موضوع أنا شايف أصلاً إنه مكانش ليه لازمة، لكن الحقيقة إن الشوباشي لا يجبر أحدًا على خلع الحجاب، فكرته أصلاً ضد الإجبار".

الفنانة مديحة يسري، وافقت الشوباشي، الرأي، أن الحجاب ليس دليلاً على الدين، فقالت "أنا محجبة بقلبي، والتدين الحقيقي يظهر فيما يقدمه الشخص، وليس في الظاهر".

لكن الوسط الفني لم يدعمه طيلة الخط، فكما ترددت أصوات مؤيدة، هاجمته أصوات أخرى فقالت الفنانة إنجى خطاب، إن "الكاتب شريف الشوباشي، الذي دعا لمليونية خلع الحجاب معقد نفسيًا".

المثقفون:
أصداء مدوية لدعوة "الشوباشي" في أوساط المثقفين، بداية من نوال السعداوي مرورًا بفاطمة ناعوت، وانتهاء بمصطفى بكري.

نوال السعداوي، قالت "أنا ضد الحجاب؛ لأنه ضد الأخلاق، وأنا لو عايزة أظهر بمظهر الشريفة اشتري حجاب بخمسين قرش، واشتري الجنة بهذا المبلغ. أنا أريد أن أدخل الجنة بأخلاقي وسلوكي وليس بحجاب على رأسي".

وأضافت "المرأة تتحجب لأن الرجل عينه شهوانية، فينظر لها وتفسد الأخلاق، والمرأة لها شهوة أيضًا، فلماذا لا نغطى الرجل أيضًا بالحجاب".

فاطمة ناعوت، دافعت عن دعوات الشوباشي بالحط من قدر المصريين واصفة هجومهم على خلع الحجاب بالشعب الهزلي، وقالت: "قامت الدنيا ولم تقعد على الشوباشي، والسبب؟ أننا شعبٌ لا يمتلك مشروعًا قوميًّا يشغله بما يفيد، شعبٌ يهرب من العمل إلى الكلام واللغو، شعبٌ يفرُّ من الجدّ إلى الهزل، نتركُ المتنَ ونخوض فى الهامش، نترك الجوهر ونركضُ وراء الشكل".

وأكدت أن "الحجاب ليس فريضة كما يدعي البعض، لكنه مسألة جدلية"، مستندة في كلامها بخروج فتيات المدارس الأزهرية في أوائل القرن الماضي كاشفات الرأس.

الكاتب الصحفي، مصطفى بكري، كان له رأي مغاير، وهاجم شريف الشوباشي، فقال "لا أنت ولا غيرك لكم الحق في التحريض على خلع الحجاب في ميدان التحرير"، مؤكدًا "كلمات الشوباشي تُظهر كل فتاة ترتدي الحجاب على أنها متخلفة، وليس لديها حرية لاتخاذ قرارها".

وأضاف "التحريض على خلع الحجاب لا يقل عن التحريض على العنف، لكن علينا دائما احترام حرية الآخرين".

علماء الدين
"أصبح المنكر معروفًا والمعروف منكرًا"، "الشوباشي عنده حالة نفسية"، كان رد الشيخ خالد الجندي، على الدعوة لخلع الحجاب، مؤكدًا أن ارتداء الحجاب فريضة على النساء ولا يوجد مذهب ديني يبيح لها كشف رأسها، وشعر المرأة عورة.

"هذا التجمهر شيطاني وسيئ ومخالف لشرع الله".. هكذا أكد مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مضيفًا "على المسلمين أن يتقوا الله ويعلموا أن الحجاب شرف للأمة الإسلامية وعز لها، وأن الذين يدعون لخلع الحجاب هم أعداء الإسلام".

الأقباط
لم تقتصر الردود على دعوة خلع الحجاب من جانب المؤسسات الدينية والأزهر فقط، بل لعبت بعض الشخصيات المسيحية، دورا هي الأخرى في رفض هذه الدعاوى.

"نرفض دعوتك لخلع الحجاب حتى لا نرى دعوة الفتاة المسيحية لخلع الصليب"، هكذا رفض الدكتور نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، دعاوى خلع الحجاب، مؤكدا أنها شكل من أشكال العنصرية تؤدي لحدوث فتنة في المجتمع وتُمثل تحديًا لتناغم مسلمي مصر وأقباطها.

ولم يقتصر الأمر عند حد هذه الكلمات بل أضاف، قائلا: "الحجاب فريضة دينية يجب عدم المساس بها، كما أن مثل هذه الدعوات تمثل انتهاكًا صارخًا للحرية الشخصية، واعتداءً على قيم وفرائض دينية".

نجوم الكرة
"إحنا بنحب الحشمة، إنت غضبان ليه وزعلان، لو مش عاجبك خلي بنتك تمشي بالمايوه في الشارع"، هكذا جاء انتقاد أحمد شوبير، الإعلامي الرياضي، على دعوات خلع الحجاب بهذه الكلمات، مضيفا "إيه اللي مزعلكم من الحجاب، فيه بنات كتير مبسوطة بالحجاب وشايفة نفسها حلوة فيه". كما جاءت كلمات رئيس نادي الزمالك مؤيدة لكلمات شوبير، ومنتقدة لدعوات خلع الحجاب؛ حيث عبر عن موقفه من دعاوى خلع الحجاب، بسؤال الشوباشي، هل أنت تشرب الخمر؟، ليثبت له أن هذه الأمور حرية شخصية، مثلها مثل ارتداء الحجاب.

وأكد، أن الحجاب فريضة في القرآن الكريم، وأن ابنته ارتدت الحجاب، دون ضغط منه.