مشاركة مصرية قوية فى معرض "كوتم" cottm السياحي الدولي ببكين
شاركت مصر وبقوة على مدى الايام الثلاثة الماضية فى الدورة الحادية عشرة لمعرض الصين للرحلات والسياحة الخارجية "كوتم" (cottm) الذى يعد من أهم المعارض السياحية الدولية فى الصين والذى اختتم أعماله اليوم بصالة المعارض الزراعية الدولية ببكين.
وبحسب المدير المنظم للمعرض مات طومسون فقد كان الاقبال هذا العام ملفتا حيث زار المعرض الالاف من الشركات الصينية ومنظمو الرحلات المتخصصون فى السياحة الخارجية وكان عدد العارضين 380 يمثلون 65 دولة. وأشار ان التوقعات بالنسبة لهذا العام اكثر من رائعة حيث انه ووفقا لدراسات قامت بها اكاديمة الصين للسياحة ستكون هناك زيادة بمقدار 16.8 فى المائة فى حركة السياحة حيث سيصل عدد السياح من الصينيين المتوجهين للخارج الى اكثر من 135 مليون سائح.
وقال انه عقد على هامش المعرض العديد من الندوات وورش العمل التى تناولت مواضيع شتى مثل التقرير السنوى حول تطور السياحة الصينية الخارجية فى عام 2015 والتوقعات حتى عام 2020 مشيرا الى ان الغرض من هذه الفاعليات هو القاء الضؤ على اتجاهات السياحة الخارجية الصينية والتحديات المستقبلية والمعلومات السوقية والفرص التجارية بالاضافة الى السياسات الحكومية.
وتميز الجناح المصرى - وهو اكبر جناح فى المعرض حيث يمتد على مساحة 120 مترا مربعا ويشارك فيه 20 من أهم الشركات والفنادق المصرية التى تتعامل مع السائح الصينى- باللون الازرق الفاتح والرسومات الفرعونية الجميلة والبوسترات االتى تظهر الجمال المبهر للمقاصد السياحية المصرية وعظمة الاثار المصرية والمناظر الطبيعية الساحرة سواء على جانبى نهر النيل او على الشواطئ وفى المناطق الصحراوية الممتدة.
وخلال زيارته للمعرض وبعد جولته بالجناح المصرى فى يوم الافتتاح نوه السفير مجدى عامر ،سفير مصر بالصين، فى تصريحات خاصة لمراسلة وكالة انباء الشرق الاوسط ببكين بالمشاركة المصرية فى المعرض قائلا ان الغرض منها هو تسليط الضوء علي مقاصد مصر السياحية خاصة الثقافية والاثرية التى يعشقها السائح الصينى.
وأشار الى اهمية هذا المعرض الذى يركز على العاملين فى صناعة السياحة حيث يعتبر من أكبر التجمعات لتبادل المعلومات وعقد اللقاءات والصفقات بين منظمى الرحلات وشركات السياحة والسفر والمتخصصين فى قطاع السياحة بكل مجالاته وعلى جميع مستوياته.
وقال عامر ان حركة السياحة الصينية لمصر تضاعفت خلال الشهور الثلاثة الاولى من هذا العام مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضى لعدة اسباب منها زيادة خطوط الطيران والرحلات المنتظمة حيث توجد رحلات مباشرة لمصر للطيران الى بكين وجوانزو ومن المخطط فى القريب العاجل ان يفتتح ايضا خط الى شانغهاى بالاضافة الى افتتاح خطوط الطيران العارض فى بداية هذا العام.
وأكد ان زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى الصين فى اواخر ديسمبر الماضى ولقاءه مع رؤساء كبرى شركات السياحة والسفر والعاملين فى تلك الصناعة الهامة ودعوته للصينيين بالا يترددوا فى السفر لمصر كان كان لها الاثر الكبير على السوق السياحى الصينى.
ومن جانبة قال المستشار السياحى بسفارة مصر بالصين ابو المعاطى شعراوى ان مصر كانت دائما ما تشارك فى هذا المعرض الدولى المتخصص لمنظمى الرحلات ومنذ دورته الاولى وان الهدف هو تعريف الجانب الصينى بالمقاصد السياحية المتنوعة فى مصر مثل السياحة الثقافية فى الاقصر واسوان والترفيهية فى البحر الاحمر وسياحة السفارى وقيادة السيارات وسياحة الرحلات النيلية بين الاقصر واسوان وسياحة الحوافز والاجتماعات والصيد والمغامرات فى الصحراء وتسلق الجبال فى سانت كاترين والمحميات الطبيعية وايضا السياحة العلاجية فى سفاجة.
وكشف شعراوى انه فى الثلاثة شهور الاولى من هذا العام زار مصر 40,000 سائح صينى مما يبشر بموسم سياحى ناجح خاصة اذا كانت هناك مقارنة بالعام الماضى الذى زار مصر خلاله 70,000 سائح وحتى بالمقارنة بعام 2010 الذى كان يعتبر افضل موسم سياحى فى تاريخ مصر حيث كان عدد السياح الصينيين فيه 100,00 فقط. وقال انه وبحسبة بسيطة فان عدد السائحين زاد اكثر من 30 فى المائة فى الثلاثة اشهر الاولى من هذا العام مقارنة بعام 2010 وبنسبة 200 فى المائة مقارنة بعام 2014.
وتحدث عن الطيران بين مصر والصين فقال ان مصر للطيران تسير اسبوعيا ثلاث رحلات منتظمة مباشرة الى بكين وخمس رحلات الى جوانجو بالاضافة الى رحلات طيران عارض (شارتر) بدأت فى شهر فبراير هذا العام من ثلاث مدن وهى شينزين وتشانغدو وشانغهاى وهى عبارة عن رحلة كل اسبوع من كل مدينة.
وأضاف شعراوى انه بالنسبة للصين فهناك موسمين يقال عليهما الاسبوعين الذهبيين للسياحة الاول هو فترة العيد الوطنى الصينى فى شهر أكتوبر والثانى عيد الربيع فى شهر فبراير وانه فى الماضى كان التركيز على هاتين الفترتين فقط ولكن الان فان الاستراتيجية هى الترويج السياحى طوال العام .
واستطرد قائلا ان الشرائح المستهدفة هى من يبلغ متوسط اعمارهم بين الـ 20 والـ 45 عاما مشيرا الى ان برامج الترويج خلال السنة المالية 2014/15 كانت مكثفة لاستعادة الحركة فى السوق الصينى.
واعرب شعراوى عن امله فى ان توافق الصين على التأشيرات الجماعية للسفر لمصر وان تزداد رحلات مصر للطيران قائلا ان هناك طلبا كبيرا لزيادة رحلة رابعة اسبوعيا من بكين وسادسة من جوانجو، بالاضافة الى تدشين اربع رحلات اسبوعيا من شانغهاى.
والقى المستشار السياحى الضوء على البرامج الترويجية الحالية قائلا ان هناك حملات اعلانية عبارة عن اعلانات عن مصر على الجسم الخارجى للاتوبيسات بدأت فى شهرى ديسمبر ويناير الماضيين فى بكين وجوانجو وشنغهاى وهونج كونج وستبدأ واحدة جديدة فى شهرى مايو ويونيو فى مدن اخرى وهى شينزين وشينغدو ووهان وتيانجين..وهناك ايضا برنامج تعليمى سياحى باللغة الصينية عن طريق الانترنت وهو يستهدف الشركات السياحية وان البرنامج، الذى اطلق عليه "الخبير المصرى"،يبتغى زيادة الوعى عن المقاصد السياحية المصرية بين العاملين فى مجال السياحة بالصين وبخاصة مديرى المبيعات والتسويق.
وقال ان البرنامج بدأ هذا الشهر ويستمر حتى شهر يونيو، وانه حتى الان هناك 500 شركة مسجلة به.
وتحدث علاء كارسون، مدير مكتب "مصر للطيران" فى الصين والفلبين وفيتنام حول حركة رحلات الشركة فى الصين فقال ان المعدلات جيدة ومبشرة وان نسب الامتلاء والحجوزات اكثر من جيدة وأشار الى ان تسيير ثلاثة رحلات مباشرة لبكين تتناسب مع حجم الحركة الحالية فى السوق مضيفا ان أكثر ما يميز السوق المصرى هو انه سريع التعافى حيث انه وبمجرد ان تستقر الامور ولو قليلا تتحسن المعدلات فورا، وتحدث عن ان زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين جعلت هناك حراك وثقة اكثر بالنسبة للوضع فى مصر وهذا بالتالى انعكس بشكل ايجابى على سوق السياحة والسفر. وفى سياق الحديث عن زيادة خطوط الطيران وعدد الرحلات قال ان هذا يحتاج لدراسات جيدة لتوجهات السوق والتوقعات المستقبلية ثم يحتاج بعد ذلك الى عقد اتفاقيات مع الجانب الصينى، وأشار الى انه فى الفترة القادمة سيكون هناك افتتاح لخط الطيران المباشر لمصر للطيران من شنغهاى، وبالنسبة للمعرض قال ان الملاحظ هو ان الاعداد من المشاركين سواء من الجانب المصرى او الصينى زادت زيادة ملفتة مقارنة بالعام الماضى.
وتحدث محمود عبد الوهاب، المدير العام بهيئة السياحة المصرية والذى جاء خصيصا من مصر لحضور المعرض حول اهمية الصين كأحد الاسواق الواعدة بالنسبة لمصر، وأشار الى ان المشاركة فى المعرض تهدف الى اخذ مصر لحصة عادلة من السوق السياحى الصينى.
وقال ان السائح الصينى ذو طابع خاص وهو يستهوية بالاخص السياحة الثقافية والنيلية واعرب عن توقعه بان تزداد معدلات حركة السياحة فى 2015/16 عنها فى عام 2010 مدفوعة بزيادة الثقة فى قدرة مصر على اجتذاب الاستثمارات الدولية خاصة بعد النجاح الكبير للمؤتمر الاقتصادى المصرى العالمى، وكشف عن ان المستهدف هو زيادة المعدلات 20 فى المائة بقدوم عيد الربيع الصينى.
كما تحدث عضو مجلس ادارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية حسين شكرى عن الاهتمام الكبير الذى توليه مصر للسوق الصينية السياحية الواعدة التى لم تتأثر بشكل كبير بالاحداث التى عانت منها مصر فى أحلك ظروفها وقال ان الصينيين محبون للسياحة والسفر وخاصة السياحة الثقافية والنيلية وان السوق الصينى سوق محترم وواعد جدا وهو يستطيع ان يكون بديلا عن السوق الاوروبى الذى يعانى حاليا من عدة مشاكل.
واضاف شكرى ان زيادة عدد السائحين الصينيين ستسبب انتعاشة كبيرة للسياحة فى مصر وان 320 فندقا عائما فى منطقة الاقصر واسوان متوقفة عن العمل حاليا بسبب قلة السياح ولهذا فهم ينتظرون بكل أمل تدفق السياحة الصينية التى تستطيع ان تعود بهم الى العمل.
وتحدث شكرى عن الحاجة لتسريع خطوات اصدار التاشيرة الالكترونية فى مصر لانها الحل لكثير من المشاكل التى تواجهها صناعة السياحة وايضا زيادة خطوط ورحلات الطيران الى الصين وبناء مراكز تسوق عالمية بجانب المناطق السياحية وذلك لتشجيع سياحة التسوق.