رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين "الحصار والتفجير".. "مدينة الإنتاج الإعلامي" قبلة المعتصمين

جريدة الدستور


لم يكن تفجير محول كهربائي داخل مدينة الإنتاج الإعلامي الحدث الأول من نوعه الذي يحل بها، لاسيما إبان ثورة 25 يناير وعهد جماعة الإخوان، فمنذ نشأتها عام 1989 وهي تشهد أحداث عصيبة.
"اعتصامي حازم أبو إسماعيل" كانا الحدثين الأكبر الذين تعرضت لهما المدينة خلال تاريخها، حيث اتخذها القيادي الإخواني مقرًا لاعتصامه، عقب هجمات عديدة شنتها القنوات الفضائية على نظام الرئيس المعزول "محمد مرسي".
الاعتصام الأول كان في 7 ديسمبر 2012، والذي خرج بعدما دعت وهللت له مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، حول تنظيم مليونية أمام بوابات المدينة وأحاطتها من كل الجوانب، وكتب أبو إسماعيل لأنصاره قائلًا: "مهما سمعتم عن تراجعات فإن موعد الحشد اليوم أمام مدينة الإنتاج الإعلامي قائم بلا تردد وبكل قوة".
"حازمون" كانت الحركة الأكثر تأثيرًا في الاعتصام حيث استطاعت أن تحكم قبضتها على المدينة، وقامت بمنع دخول بعض الإعلاميين والضيوف أيضًا أمثال، الإعلامي "حسين عبد الغني" ومحاولة الاعتداء عليه، والإعلامية "ريهام السهلي".
كان الاعتصام نتيجة أخذ "إسماعيل" وأنصاره مواقف معادية للإعلام المصري إبان عهد الرئيس المعزول "محمد مرسي"؛ فنظموا تظاهرات واعتصامات عديدة أمامها، ووصفوا ما يحدث داخل المدينة بأنه "تلون إعلامي مشبوه".
ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإطلاق الأعيرة النارية لإرهاب الإعلاميين والتأثير فيهم، واستمر الاعتصام عدة أيام بعدما أسموها مدينة الإنتاج الإسلامي، وحين انفض واستمر البث في مختلف قنوات.
ولم يكتف أنصار "أبو إسماعيل" بذلك الاعتصام والتخريب الذي خلفوه، إذا جددوا الاعتصام مرة أخرى في 2 أغسطس 2013، وانضم لهم الكثير من منتمين إلى جماعة الإخوان، وكان الاعتصام أمام البوابة الثانية والرابعة من المدينة.
وكان هذا الاعتصام أعنف من السابق إذا تطور سريعًا إلى اشتباكات وأحداث عنف بين المعتصمين من جهة وقوات الشرطة من جهة أخرى، انتهت باعتقال بعضهم وتقديمهم إلى المحاكمة بتهم التعدي على منشآت عامة لتنفيذ أعمال إرهابية وحيازة أسلحة.
وعقب فض الاعتصام وجد حول المدينة أنهم قاموا ببناء مراحيض وذبحوا عجلًا أمام المدينة، في صورة تداولها رواد المواقع الاجتماعية بشكل موسع، وسط صمت وهدوء تام الحكومة ووزارة الإعلام والرئيس "محمد مرسي" آنذاك.
وبعد ثورة 30 يونيو وعزل "محمد مرسي"، نظم العشرات من مؤيدي ما أسموه "شرعية الرئيس المنتخب" في 19 يوليو عام 2013 احتجاجات أمام البوابتين 2 و3 للمدينة، وحاولوا اقتحامهما، وهددوا بالاعتصام إلا أن الأمن تعامل معهم ولم تخرج التظاهرة عن كونها مجرد احتجاج.
وأثناء اعتصامي ميدان "رابعة والنهضة" كانت مدينة الإنتاج الإعلامي قبلتهم الثانية، فتم الاعتصام أمامها، وخلال تلك الأيام تم سرقة سيارة بث مباشر من اتحاد الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو"، وظلوا محتفظين بسيارة البث حتى فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013.
وبالرغم من أن تاريخ مدينة الإنتاج الإعلامي مع جماعة الإخوان طويلًا، إلا أنها كانت ورقة ضغط استخدمها الكثيرون للضغط على الدولة المصرية، حتى ضباط الشرطة الذين نظموا وقفات احتجاجية كبيرة عام 2013 قبل الماضي، مطالبين بسن قانون لحماية رجال الشرطة أثناء تأدية عملهم، وتوضيح موقف الرئاسة ووزارة الداخلية، من الضباط الثلاثة وأمين الشرطة المختطفين منذ يوم 28 يناير إبان الثورة.