شباب يهربون من العنوسة بـ"جوازة كسر" و"عريس شايب"
"أنا هتجوز وهكون أسرة مع اللى أنا بحبه" ، " أمتى اكبر بقى علشان أتزوج" أحلام طفولية مزقتها ظروف العصر التي لم تأخذ في الحسبان أي اعتبار لأماني نسجت، ليصبح أجمل حلم واقعا مريرا يتعايشون معه، فهذا شاب ارتبط بسيدة بلغت من العمر أرذله، وتلك فتاه ارتبطت بمن يماثل والدها عمرا .
ذكر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن هناك أسباب عدة دفعت بالشاب والفتاة للارتباط بمن يكبرهم عمرا، فالولد يجد نفسه محاصرا بالضغوط الاقتصادية التي تطالبه بتوفير شقة مجهزة بأحدث الإمكانيات وهو ما يزال في مقتبل حياته العملية، فلا تجد الفتاة من ذوي عمرها من يتمكن من إشباع احتياجاتها وتوفير الحياة التي تتمناها.
وأشار فرويز أن هذا الزوج الذي يفوقها عمرا من الممكن أن يكون في نظر الفتاة صورة للأب التي حرمت منه، فهو يعوضها عما عانته من فقدان لصورة الأب المثالية وحنانه وهي صغيرة، فأصبح بديلها الوحيد ومنبع سعادتها على حسب اعتقادها.
وأوضح استشاري الطب النفسي أن الهروب من شبح العنوسة سبب رئيسي يدفع بمعظم الفتيات إلى الارتباط بشخص يقارب عمر والدها أو يزيد، فيكون هو منقذها الوحيد من الضغوط التي تتعرض لها من قبل المجتمع والتي تجعلها تنسى الشروط التي وضعتها لشريك حياتها.
فيما قال الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، أنه لا يمكن تحديد الفارق العمر بين الزوجين لأن التوافق الفكري من الممكن أن يحدث لكن يفضل ألا يزيد الفارق عن عشر سنوات.
وأشار إلى أن فقدان الزواج لأحد أهم أركانه ألا وهو التوافق الفكرى يجعله مهددا بمواجهة العديد من المشاكل منها العجز عن التفاهم والنظرة المختلفة لطرق الاستمتاع بالحياة نظرا لتفاوت الخبرات، فضلا عن التعليقات التي سوف يسمعها الزوج والتى تفيد بأنه متزوج من فتاة تماثل عمر ابنته، مما يؤدي الى زيادة المشاكل والتى قد تصل إلى الطلاق.
وأكد استشاري الطب النفسي أن الحل يعتمد في المقام الأول على المجتمع الذي ييسر للشباب قصة الارتباط بمن يرغبون، فالشاب يجب أن يجد نفسه قادرا على تلبية متطلبات الزواج بعد تخرجه، فضلا عن امتناع كل من الشاب والفتاه عن الارتباط بأي شخص دون دراسته جيدا لمعرفة مدى التوافق بينهما.