مشاركة أمريكا بالمؤتمر الاقتصادي.. تغيير حقيقي.. أم "حضور شرفي"
"المشاركة في المؤتمر الاقتصادي تستهدف نزع "جذور الشر" التي يحاول البعض نشرها في العلاقات المصرية الأمريكية" جزء من كلمة "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكي خلال المؤتمر الاقتصادي، الأمر الذي يكشف تغير جذري في نظرة الإدارة الأمريكية للدولة المصرية.
"كيري" أكد أن الجميع حريص على تنمية مصر واستقرارها، قائلا "هي من الأمور الهامة للغاية التي نحرص عليها"، واعتبر "سامح شكري" أن هذه التصريحات تعكس الرغبة في تطوير العلاقات بما يخدم مصالح مصر والولايات المتحدة.
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية" قال إن كلمة وزير الخارجية الأمريكي في المؤتمر الاقتصادي مهمة جدا للعلاقات المصرية الأمريكية، متوقعا ألا تحمل هذه المشاركة تغيير في موقف الإدارة الأمريكية، ولكنها تمسك بالعصا من المنتصف، وبناء عليه اقتضي الأمر الحضور في المؤتمر.
وشدد علي ضرورة أن تترجم هذه التصريحات إلي مواقف فعلية، إذا أرادت أمريكا أن تصنع شيئا جديدا في مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية فعليها أن تبدأ من الآن في الاستفادة من المستجدات الموجودة حاليا علي الساحة الأمريكية ومنها، أن مجموعة الجمهوريين في الكونجرس أصدقاء مصر تثير الآن ورقة عمل بيضاء حول مستقبل العلاقات، بجانب مساعي مجموعة اللوبي 21 والتي تسعى لاستئناف ضخ المساعدات العسكرية لمصر، مؤكدا أن تجاوب أمريكا مع هذا شيء جيد في المدى المنظور، دون الاكتفاء بمشاركة كيري.
وأشار إلي أن وجود الشركات الأمريكية في المؤتمر لا يذكر، بالتالي لا نتوقع تغيير في الموقف الأمريكي، موضحا أن ما تبقى للإدارة الأمريكية لا يؤهلها لدعم الدور المصري إل إذا قامت باستدعاء مصر في ملف التسوية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أو أن تشهد المنطقة تغيرات جديدة بأن تحقق الانتخابات الإسرائيلية نتائج ايجابية تضر المصالح الأمريكية، وهنا يمكن أن تدخل مصر علي الطريق.
" كيري كاذب" بهذه الكلمات وصف السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي في المؤتمر الاقتصادي، قائلا" جذور الشر التي يدعي أنها شيء مدعم لكنها ناتج خلاف في وجهات النظر بين مصر وأمريكا فيما يتعلق بجماعة الإخوان الإرهابية وهي جذور الشر التي يتحدث عنها.
وأكد أن كلام " كيري" خاطئ وفي الهواء، وبخلاف ما تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية في سياستها ضد مصر، وإذا صدق كلامه لأعلن خلال المؤتمر الإفراج عن المساعدات المالية والعسكرية كبادرة تغيير في السياسة الأمريكية وتأييد لمصر، مشيرا إلي أن ما قاله " كيري" كلام فقط لا يدل علي التغيير فالسياسات عندما تتغير تصاحبها أفعال مادية، لكنه صرح بتصريحات لا يؤيدها الواقع.
ولفت إلي أن " كيري" يحاول أن يغطي علي الموقف المزري لاستقبال أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية في الكونجرس ولهم ممثلين هناك، لذا كيري كاذب في تصريحاته.
ورأي حسين عبد الرازق، القيادي بحزب التجمع، أن العلاقات المصرية الأمريكية منذ ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم الإخوان يشوبها نوع من التوتر لأن السياسة الأمريكية في المنطقة كانت تراهن على حكم الإخوان، لكن مصر بالنسبة لأمريكا هي دولة هامة في المنطقة، بالتالي تضطر لإعادة النظر في موقفهم من الحكم الحالي خاصة بعد إصدار الدستور وانتخاب رئيس جمهورية وأيضا نجاح السياسة المصرية في العودة عربيا وإقليميا ودوليا واعتراف كل دول بما فيها دول الاتحاد الأوربي بالحكم الجديد في مصر وتعاملهم معهم.
وأضاف لم يعد أمام الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن تلحق بالركب وتتعامل مع النظام القائم في مصر وتحاول حماية مصالحها في المنطقة، مشيرا إلي أن هذا لا يعنى أن هناك انقلاب في السياسة الأمريكية، لكن هناك سياسة واقعية بتغير الوسائل دون تغيير الأهداف.