«خطاب الرئيس وأحوال المرأة المصرية «١»
بحثت فى خطاب الرئيس وهو خطاب المكاشفة للشعب فوجدت المرأة المصرية غير موجودة إلا من خلال مشكلة الغارمات فقط، انتظرت أن يقول لنا الرئيس إنه سيولى المرأة المصرية اهتماماً بقضاياها ومشاكلها ولكننى لم أجد، كنت أتمنى أن يصدر توجيهاته إلى الأجهزة التنفيذية لوضع استراتيجية للنهوض بأحوال المرأة المصرية وأن مصر الجديدة لابد أن تحقق المساواة للمرأة مع الرجل فى جميع المواقع والمجالات، أو أن يتم فتح ملف المرأة ولكنى لم أجد ولو إشارة، رغم أنها شريك استراتيجى فى بناء مصر الجديدة.
لقد جاء خطاب الرئيس خطوة نوعية موفقة وغير مسبوقة، كأنها كشف حساب للشعب الذى فوضه واختاره بأغلبية ساحقة، وجسر تواصل رائع نأمل أن يكون منتظماً بالفعل وشهرياً، وبحيث يقدم للشعب المصرى الحقائق باعتباره المسئول الاول عن مصر وأهلها، ولأننا فى حالة حرب شرسة تتآمر فيها على بلدنا عدة دول، ولأنه أكد لنا بضرب الإرهاب والأخذ بالثأر لشهدائنا فى ليبيا أنه يحس بالمواطن البسيط، ونحن على ثقة فى وطنيته وشجاعته وقدرته على اتخاذ القرار المناسب للحفاظ على كرامة مصر والمصريين.
إننا اليوم فى وضع جد خطير لابد أن نعبره معاً، ولابد أن يكون هدفنا الانتصار فى حرب شرسة دولية لا مكان فيها للضعفاء أو المتخاذلين أو المتهاونين فى حق الوطن، هناك عدة رسائل يمكن أن نستخلصها من هذه الكلمة المهمة التى تم تقديمها بفكر جديد وفى شكل جديد اقرب إلى المكاشفة منها إلى لغة الخطاب التقليدى، وأعتقد أن هذا التواصل وهذه المكاشفة ضروريان لأننا الآن إذا أردنا الانتصار فى معركة المصير، فلابد من احتشاد الشعب لعبور المرحلة الخطيرة التى نعيشها والمليئة بأبشع أنواع العنف والبربرية لتمزيق المنطقة، وأيضاً لى ملاحظة مهمة اريد أن أبدأ منها أملاً من الرئيس أن يوليها اهتمامه فى الخطاب المقبل.
أما الملحوظة التى أرى أن الخطاب افتقد إليها فهى أن للمرأة دوراً أساسياً فى المرحلة الحالية، ولابد من إعطائها ما تستحقه من دعم من الرئيس من منطلق حقها فى دفعة قوية فى جميع الاتجاهات باعتبارها شريكاً أساسياً فى ثورة ٣٠ يونيو، حيث كانت فى الصفوف الأولى للثورة، ثم فى الصفوف الأولى للاستفتاء على الدستور، ثم فى الصفوف الأولى لانتخاب الرئيس السيسى .
نعم ان من حق المرأة يا سيادة الرئيس أن تدعمها فى كل المواقع، وأن تعطى توجيهاتك بالاهتمام بمشاكلها وهى كثيرة وأساسية، ولها الحق انطلاقاً من دورها الوطنى الذى قامت به فى إسقاط نظام ظلامى دموى، ولابد أن تواصل هذا الدور، وقد طالباتها فى مقالى السابق بالصمود والاصطفاف خلف الرئيس حتى يتحقق لنا الانتصار وبناء الدولة الجديدة التى ننشدها ونحلم بها،ودولة حرة وقوية ومستنيرة وحديثة وديمقراطية تحترم القانون، وتجد المرأة نفسها متساوية مع الرجل باعتبارها شريكاً فعالاً فى بناء مصر، نطالبها بالصمود والتحمل والعمل، وبينما لم نجدها فى أجندة أول خطاب مكاشفة للرئيس مع الشعب، مع انها الأكثر تأثيراً فى المجتمع، ومع أنها نصف هذا المجتمع، ومع أنها لاتزال تعانى مشاكل أساسية لابد أن نولى اهتماماً بحلها.
وللحديث بقية