قتال الإرهاب
منذ عام 1973، لم تخرج طائرات مصر الحربية، من قواعدها إلا للتدريب، أو المشاريع المشتركة مع بعض الدول الصديقة، أو البيانات العملية أثناء المشاريع التعبوية للقوات المسلحة، أو للاستعراض العسكرى. ولكن فجر يوم 15 فبراير 2015، كانت الطائرات تخرج لهدف ضرب عدو محدد وصريح وواضح ومعروف، وانقضت بكل نيرانها، وعنفوانها على هذاالهدف .
لم يكن خروج طائراتنا بعد اثنين وأربعين عاماً، لتضرب عدواً، من قبيل الاستعراض، أو الترهيب، ولكنه نوع من الدفاع عن النفس، ضد جماعات لا دين لها، دينها العنف والقتل والذبح والحرق، فهذا ليس غريباً على جيش، طوال عمره يدافع عن أرضه ولا يهاجم أحداً. وهو الجيش الوحيد فى الشرق الأوسط الذى نجا من المجزرة الكبرى التى رسمها له مخططو الربيع العربى المشئوم، بمعاونة تركيا وقطر والولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا وألمانيا. والذى من ثماره، أن جيشنا دخل فى حرب مستعرة، مع الشياطين الذين أدخلتهم قطر وتركيا،لسيناء منذ أعوام طويلة، لتحقيق الحلم الذى رآه حكام تركيا، وقصروه على حكام قطر فصدقوهم، وبدأت قطر، تنفق ببذخ لتحقيق هذا الحلم الذى رآه أردوغان. فقد رأى أردوغان أنه يسكن فى قصر يلدز فى إسطنبول، الذى كان مقراً للسلطان العثمانى عبدالحميد الثانى، والحكومة العثمانية حتى 1853، وأن إسطنبول ستعود مقراً للخلافة الإسلامية، وأن حكومته أصبحت الباب العالى، والذى كان يحكم الإمبراطورية العثمانية على مدار 400 سنة من تاريخها الممتد 600 سنة.
والغريب أن عوامل الوهن والضعف التى أصابت الإمبراطورية العثمانية، مازالت قائمة، فقد كانت دولة متعصبة، نشأت على أشلاء جثث البلاد التى احتلتها، والمشانق التى نصبتها لأبناء البلاد التى هيمنت عليها. والغريب أن الحلم العثمانى لاقى رواجاً وقبولاً من الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول أوروبا، وبدأت بالفعل تنفيذه بالاتفاق مع بعض الجماعات الإرهابية، التى ارتضت أن تهدم بلادها، من أجل أن تصل إلى الحكم. كل هذا تبلور عنه ما يعرف بالربيع العربى، وما نتج عنه من خراب لبعض الدول العربية ومنها ليبيا واليمن. فكان، ماكان، وأصبحت ليبيا مقراً لكل جماعات العنف، ومنها تنظيم «داعش» الذى ارتكب جريمته ضد 21 من المصريين الفقراء الذين يعملون فى ليبيا، من أجل لقمة العيش. وعندها هاجمت مصر أوكار هذا التنظيم.
هاجمت جماعة الإخوان المسلمين، وأذرعها الإعلامية، من مواقع وصفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعى، ما قام به الجيش المصرى، من الثأر للضحايا المصريين. بالعملية العسكرية التى شنتها القوات الجوية المصرية فجر 15 فبراير، فى درنة الليبية.والحق أن هناك بعض المصريين من الذين لا يؤيدون، ما قامت مصر من إزاحة الإرهاب الرسمى عن عرش بلادها، والمحافظة على بلادنا، من الفيروس الخطير الذى ألقاه البعض من أبناء الدول الدول العربية، خلال الربيع العربى، هذا الفيروس هو التقسيم، وهو الخطر الذى بات يهدد كل الدول العربية دون استثناء ما فعلته قواتنا المسلحة، من مهاجمة أوكار تلك الجماعة فى ليبيا، وغيرها، ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن جيشنا سليم، وقادر بكل قوة على الدفاع عن أراضى مصر وحمايتها، من كل الأخطار التى تحدق بها.
■ كاتب