العلاقات "المصرية ـ القطرية" تصل إلى طريق مسدود.. وتصعيد مصري وشيك
تكشفت أوراق قطر العدائية، تجاه مصر والتي حاولت إخفائها منذ رحيل الملك عبد الله بين عبد العزيز، العاهل السعودي، وفي أول موقف صريح صعدت من موقفها بتحفظها على الضربة الجوية المصرية ضد داعش في ليبيا، والطلب المصري برفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي.
يأتي هذا في الوقت الذي أصدرت جامعة الدول العربية، بيانًا أعربت خلاله عن تفهمها الكامل لتوجيه مصر ضربة عسكرية ضد مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة "درنة" الليبية، وحق مصر والدول الأعضاء في الدفاع الشرعي عن النفس وحماية مواطنيها ضد أي تهديد وفقا لنصوص ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة.
وفي خطوة تصعيديه قامت قطر باستدعاء سفيرها بالقاهرة "محمد سيف بو عينين" للتشاور ردا على ما وصفته بـ"الاتهامات التي وجهها مندوب مصر بجامعة الدول العربية لها بدعم الإرهاب".
سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، وصف موقف قطر بالغريب ويشق الصف العربي، بعد أن أكدت كل الدول العربية حق مصر في الدفاع عن أمنها القومي وأن تحافظ على مواطنيها في أي مكان، خاصة أن داعش التي في ليبيا مثل داعش في سوريا.
وقال إن موقف الدول العربية داعم للموقف المصري وأعطاها الحق في مطالبة المجتمع الدولي برفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، لاسيما أن هناك تنسيقًا بين الجيش الليبي والقوات المسلحة المصرية، مضيفا أن قطر تنفذ أجندة أمريكية بأن تقوم بخرق الصف العربي، وتتضامن في ذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال اتفاقية الدفاع المشترك بين الدولتين، والقاعدة الأمريكية الموجودة في قطر.
وأوضح أن مصر طلبت غطاء دوليا لمواجهة داعش في ليبيا، ولم تطلب أمريكا ذلك عندما قامت بضربات عسكرية ضد داعش في سوريا والعراق، متسائلا "كيف تكون ضد داعش في سوريا ومع داعش في ليبيا".
واعتبر السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن موقف قطر برفض الضربة الجوية التي قانت بها القوات المسلحة المصرية ضد تنظيم داعش في ليبيا، متوقع بخلاف الدول العربية التي رحبت باتخاذ مصر أي إجراءات لمواجهة الخطر المشترك والتكاتف معها، بما يعكس ثقة الدول العربية في السياسة الخارجية المصرية والقوات المسلحة المصرية، باعتبارها ليس فقط درع مصر ولكن درع العالم العربي كله.
ورأى أنه بات من الواضح أن قطر من الممكن أن تتحالف مع الشيطان ضد مصالح الأمة العربية وتوظف أموالها لشراء استقرار سياسي مزعوم في الداخل القطري، معربا عن أمله في أن تتمكن دول مجلس التعاون الخليجي أن تقلل من غلواء السياسة القطرية التي أصبحت تهدد الأمن القومي العربي.
وعن استدعاء قطر سفيرها، رحب السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بهذه الخطوة من جانب قطر قائلا "لا نريد عودته أو سماع اسم قطر مرة أخرى".
وأضاف قطر أصبحت تكشف عن وجها أكثر وتتحالف مع القوى المعادية لمصر، والأمر لا يحتاج إلى تعليق، فقطر دولة عميلة للولايات المتحدة الأمريكية وتتفق معها وتركيا أيضا في معاداة مصر، مشيرا إلى أن موقف جامعة الدول العربية ليست متفقة على موقف واحد وهناك تحفظات من بعض الدول.
وعن الإجراءات المصرية المتوقعة، أوضح طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر لن تصمت علي هذا التصعيد من قبل قطر، وستشهد الفترة القادمة تصعيد اللهجة الدبلوماسية المصرية، وتتغير اللغة الهادئة التي اعتمدت عليها مصر منذ المصالحة التي تزعمها الملك عبد الله بن عبد العزيز- رحمه الله- وبعد وفاته، فلم يحدث أن يتم سحب سفير.
وأشار إلى أن الموقف القطري ليس جديدا، واستدعاء السفير القطري للتشاور أمر متوقع، والمهم الآن الموقف المصري، خاصة أن القاهرة اليوم تنظر حولها فلا تجد أي وساطة وتجد تصعيدا غير مبرر من جانب قطر وتصميم على العداء، فما يكون من مصر سواء أن تصعد هي الأخرى في خطابها الدبلوماسي، وقد يصل الأمر إلى حد القطيعة.
وأكد أنه إذا لم تتدخل السعودية للتهدئة ومحاولة تقريب وجهات النظر مرة أخرى، ومحاولة استئناف الملك سلمان بن عبد العزيز، مساعي العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله، يمكن أن تنهار المصالحة.
وأضاف مصر ربما تحاصر وتطوق الحركة القطرية من خلال دعم إماراتي مباشر، خاصة أن الإمارات تنسق مع مصر في العمليات العسكرية بهدف عزل قطر في نطاقها الخليج.