أسيوط «3»
دائما محافظة أسيوط، تتقدم اهتمامات الدولة بالأمن، الأمن بنوعيه، السياسى والجنائى.
فمن ناحية الأمن السياسى، تعتبر أسيوط من المناطق الملتهبة سياسيًا، من ناحية تواجد جميع التيارات السياسية فى عاصمة الإقليم، وفيها تتواجد كل الأحزاب، وكل القوى الفاعلة فى الحركة السياسية المتناقضة.
ففيها تجمعات للأقباط، والإخوان المسلمين، والجماعات الإسلامية، والسلفيين، والطرق الصوفية، وبعض تيارات الاشتراكية.
فلا تزال جامعتا أسيوط والأزهر، فرع أسيوط، تشغل مساحات كبيرة من الظهور الإعلامى، فى نشرات التليفزيون، لأعمال التخريب التى يمارسها طلاب الإخوان المسلمون.
ومن ناحية أخرى، فإنه فى أسيوط كانت نشأة الجماعات الإسلامية ،فى السبعينيات، والتى ألقى بذرتها الرئيس السادات مستعينًا ببعض كوادر الإخوان المسلمين، فنشأ هذا التنظيم، تنظيم الجماعة الإسلامية وترعرع فى أحضان جامعة أسيوط.
وفى أسيوط، وأيام حكم الإخوان، وفى مارس 2013 ظهرت الميليشيات الطائفية من أعضاء الجماعة الإسلامية، لحفظ الأمن والنظام، كبديل عن الشرطة المصرية، التى لم تتعاون مع الرئيس مرسى، وظهرت تلك الميليشيات وهى تجوب شوارع أسيوط بزيها الموحد، فوق الدراجات النارية، وهو ما طرح تساؤلات عميقة حول أحقية أى تنظيم، فى إنشاء ميليشيات مسلحة. وما تلا ذلك من مظاهرات للإخوان المسلمين، والتى لا تزال مستمرة أمام جامعتى أسيوط والأزهر حتى يومنا هذا.
وما زال المواطن البسيط يرى بعينه آثار تلك المعارك، وما يترتب عليها من قفل الشوارع ومنع المرور، وتعطيل السير، وارتباك الحركة.
أما الأمن الجنائى فهو الذى يلمسه المواطن العادى بنفسه، وهو الذى يؤثر بالفعل فى المواطن العادى البسيط، ويتأثر به.
ونحن نرى أن الشرطة قد بدأت تتواجد، وأنها استردت جزءًا من هيبتها، وفرضت تواجدها فى الشارع، فى جميع المدن والقري، ولكن على نطاق ضيق،
ولكن مازالت جرائم الخطف مقابل فدية، وخطف الأطفال، والعصابات المسلحة، وفرض الإتاوات والسرقات بإكراه، كلها تشكل مناطق ضغط عصبى على المواطن المصرى وتجعله غير آمن. ومازال المواطن يرى السلاح، فى أيدى الشباب، عند أى بادرة نزاع بين العائلات، ومازال النشالون يمارسون أنشطتهم بين التجمعات فى الأسواق وفى محطات السكة الحديد، وعلى أبواب القطارات، وسيارت الميكروباص.
وعندما ينجح ضابط شرطة فى ضبط المجرمين. ويرفض تقبل وساطات، لمنع تحرير محاضر لأقارب الكبار، أو صبيانهم، أو سائقيهم، أو ميلشياتهم، فإنه بهذا يرسى مبدأ استقرار الأمن، لأن اغلب بلطجية الصعيد، يستندون على عصبيات، لها وظائف تستطيع ممارسة ضغوط.
وبسبب تلك النوعية من رجال الشرطة، تحولت بعض مدن الصعيد خلال فترة ستة أشهر إلى مدن آمنة، وبدأ الناس يشعرون بالأمن الفعلي، لا سلاح، لا رصاص فى الأفراح، لا نشالين، كل من يضبط يحال للنيابة، وكان مثل هذا الضابط يغلق تليفونه عقب كل حملة، ويحيل الجميع للنيابة بلا استثناء. لأجل هذا اكتسب مودة وحب البسطاء والفقراء، وإكتسب عداوة الكبار.وهو ما يسبب استياء عامًا لدى بسطاء الناس.
■ كاتب