انتصار جديد لمصر المحروسة
الشعب المصرى قرر ألا ينزل إلى الشوارع يوم ٢٨نوفمبر ليساعد رجال الشرطة والجيش فى مهمتهم فى مواجهة مخطط الإرهاب، خلت الشوارع فى المدن الكبرى من المارة إلا من عدد قليل من المواطنين الذين قرروا أن يحملوا العلم المصرى ويساندوا رجال الأمن، قام خير أجناد الأرض من رجال القوات المسلحة والشرطة بتأمين الشعب و المنشآت والمؤسسات فى كل محافظات مصر قبلها بأيام، إن الشعب المصرى قد أعطى قراره ضد الإرهاب بكل مسمياته وبكل جماعاته، والتى تتفق فيما بينها وتتشعب ولكنها فى مجملها تنبثق من منطلق وهدف واحد هو تخريب مصر وتدمير مصر وقتل أبنائها و إثارة الفتن والقلاقل وصولاً إلى تقسيم الوطن وإضعافه، لكن الذى حدث يوم ٢٨نوفمبر هو انتصار ساحق لمخطط الشعب المصرى لمرة أخرى، فلقد قرر الشعب المصرى الذى نزل بملايين حاشدة فى ٣٠يونيو٢٠١٣ لإسقاط حكم الإرهاب ألا ينزل من البيوت يوم ٢٨نوفمبر لكشف الإرهابيين وتسهيل مهمة الأمن فى القبض عليهم وتخليص البلاد منهم، إن الشعب المصرى أصبح لديه وعى بأعدائه وبالمعتدين عليه، ولديه معلومات عن هدف المتاجرين بالدين، وعن ممارسات الجماعات الإرهابية التى ترتكبها فى المنطقة من حولنا، كما أن الشعب قد كشف أطراف المؤامرة ويدرك أن الزمام قد أصبح بيده، نعم إن الشعب المصرى يدرك تماماً أنه صاحب مصيره وأن انتصاره فى معركة الإرهاب ضد وطنه تعتمد على التكاتف مع الجيش والشرطة، أن الشعب المصرى يدرك أن لديه رئيساً وطنياً يعمل جاهداً من رفعة شأن بلده بكل إمكانياته، أيضا الشعب المصرى من المؤكد يدرك أن عليه أن يضع ثقته فى جيشه وشرطته، لأن كلاهما يقدمان تضحيات لكى تعيش مصر، إننى ما التقيت بأحد خلال الأسبوعين الماضيين إلا ووجدته كارهاً لكل ما يمت بصلة للإخوان المجرمين، قال لى أحد الشباب، المتخرج من الجامعة لكنه يحب بلده ويعمل فى مجال المبيعات إلى حين الحصول على عمل يتلاءم مع شهادته الجامعية، قال لى: «أنا أكره الإخوان ورغم أننى قد تقدمت لخطبة شابة أحبها فى نفس الشركة التى أعمل بها إلا أننى لا أجد شقة لنتزوج، وليس لدى أى إمكانيات لذلك، وقد عرض على أحد المنتمين إلى الجماعة الإرهابية ان أشارك فى ممارساتهم وفى تظاهرة يوم ٢٨، لكننى رفضت رغم أنه عرض على دولارات كثيرة، ورغم أننى فى أمس الحاجة إلى كل مساعدة مادية لأتزوج ممن أحبها»، انتهى كلام الشاب المصرى الذى حييته على موقفه الوطنى، إن هذا الشاب هو نموذج لملايين غيره يحبون وطنهم ويتحملون مصاعب الغلاء فى الحياة اليومية التى ارتفعت لتتجاوز كل التوقعات، بل وتتجاوز الأسعار فى الدول الأوروبية، إن هذا الشاب المكافح لابد ان تساعده الدولة، و تساعد غيره فى تحسين أحوالهم وحل مشاكلهم المستعصية وأن نحتويهم وأن نعجل بالعمل لبناء الدولة الحديثة التى تقدم فرص عمل للشباب ودعماً لهم فى بداية حياتهم، إن الشباب الذين يحبون مصر أغلبية، والدليل على ذلك أنهم قدموا البرهان بعدم النزول أو الاستجابة لكل دعوات التخريب ولو بإغرائهم بالمال، ولم ينزلوا من بيوتهم ليشاركوا فى التظاهرات مع الجماعات الإرهابية التى كانت تخطط لإحراق المنشآت وحمل المصاحف وإلقائها فى الأرض ثم تصوير رجال الشرطة على أنهم ضد الدين، وتشويه صورتهم واستقطاب شباب من خارج الجماعة لصفوف الإرهاب.
وللحديث بقية