الصحف العربية: الاستثمار في أمن مصر يقودها للتربع على العرش العربي
استعرضت صفحات الرأي في الصحف العربية واقع الأزمات التي تمر بها المنطقة، جاء أبرزها تأكيد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بأن موضوع إعطاء الفلسطينيين 1.600 كيلومتر مربع في سيناء لا علاقة له إطلاقا بالرئيس السيسي، وإنما يعود إلى محمد مرسي والإخوان المسلمين، وقد رفضه الفلسطينيون في حينه. ويمكن استعراض أهم القضايا التي تناولتها تلك الصفحات على النحو التالي:
الاستثمار في أمن مصر:
لفت الكاتب البحريني عبدالله الجنيد في "العرب" اللندنية إلى أن الاستثمار في أمن مصر، هو أهم قرار عربي وبإجماع شعبي، مما يمثل نقلة في الثقافة السياسة العربية، وإن ذلك سيمثل أقصر الطرق إلى تحقيق أهداف التخطيط الاقتصادي الاستراتيجي، إذا ارتكز على تنمية الموارد البشرية والذي مثل أكثر الطاقات المهدرة.
وأشار إلى أن مصر ستخطو قريبا خطوات لا تقل أهمية عن الانتخابات الرئاسية، وأولها الاستحقاق البرلماني، وذلك الاستحقاق جزء حرج في مسار عملية الانتقال السياسي، ويجب أن يضطلع البرلمان بما يقتضيه كونه برلمان المربع الأول، وسوف يتحتم على الكتلة الأكبر تشكيل حكومة حقيقية لتستطيع ممارسة الرقابة والمحاسبة، وأن يستمر البرنامج الوطني في الإصلاح الإداري من خلال إعطاء الحكم المحلي سلطات حقيقية لتنمية الاقتصاديات المحلية، لأن مصر أكبر من أن تدار مركزيا، وكل نظم الإدارة المركزية تنتج ثقافة نافرة للتطور.
تحالف عربي جديد:
حلل محمد فهد الحراثي في "البيان" الإماراتية المشهد السياسي العربي، موضحا أن كان في كثير من الأحيان يعتمد على المزاجية وشخصنة العلاقات في الأفراد، ولهذا كانت العلاقات تنتقل فجأة من مشروع وحدة سياسية بين بلدين إلى حرب عسكرية في اليوم التالي.
وأضاف، تحت عنوان "السعودية ــ الإمارات عنوان المرحلة الجديدة" أن العالم العربي يحتاج إلى بعض التفاؤل في واقع أشبه بالتراجيديا السوداء، وهذا الضوء الذي تولده هذه العلاقة ربما يكون بوابة لمرحلة جديدة يستعيد فيها النظام الإقليمي العربي حياته ويحدد مسارا سياسيا براغماتيا يجمع بين الدول العربية من خلال مصالح تربط الشعوب ومؤسسات تحمي العلاقة وتعززها.
من جهته، أكد محمد خلفان الصوافي، تحت عنوان "الخطر أبعد من اليمن!" أن اتجاه دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لتشكيل حلف سياسي جديد مع مصر والأردن هو أمر طبيعي لإنعاش الدور العربي، مؤكدا لـ الاتحاد" الإماراتية، أن تحرك السعودية والإمارات نحو الدول الفاعلة في العالم، مثل فرنسا وروسيا، لتوازن الكفة مع الحلفاء التقليديين، أمر يحسب لهما، ففي عالم السياسة الكل يبحث عن مصلحته.
تحالف ضرب "داعش" وابتزاز سوريا دوليا:
قال علي إبراهيم مطر، في "الأخبار" اللبنانية، إن الادعاء بحق الدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب، لا يعطي الإذن لأي دولة أن تعتدي على دولة أخرى طالما أنها لم تمس بها وبأمنها، فسوريا ليست معتدية إنما معتدى عليها وهي لها المصلحة الأولى بمحاربة تنظيم "داعش".
وأضاف، تحت عنوان "هل يعتبر استهداف "داعش" في سوريا مخالفاً للقانون الدولي؟" إن أي استهداف لـ"داعش" في سوريا، يجب أن يكون وفق مراعاة نصوص القانون الدولي، وضمن حفظ سلامة الأراضي والاستقلال السياسي لسوريا بشكل دائم.. وإلا فإن العمل بعكس ذلك، سيشكل انتهاكاً واضحاً للميثاق الأممي، وسيكون تدخلاً سافراً في شؤون الدولة السورية.
ألمح ربيع بركات، تحت عنوان "سوريا ولعبة الابتزاز" إلى أن الحرب على الإرهاب في سوريا عنوان للعبة ابتزاز أطرافها لاعبون دوليون وإقليميون، موضحا في "السفير" اللبنانية أنه من يثبت أنه الأقدر على المناورة، والأمهر في لعب الأوراق وتغيير الوقائع على الأرض، يحجز لنفسه مكانا مركزيا في مرحلة "ما بعد داعش"، لعشرات السنين على الأرجح.
تساءل عبدالمحسن شعبان في "الخليج" الإماراتية حول قدرة قرار مجلس الأمن 2170 الصادر في 15 أغسطس 2014 وبواسطة التحالف الدولي في القضاء على "داعش" وأخواتها، أم إن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر بالإستراتيجية الكونية وبمجمل العلاقات الدولية، وإعادة تأسيسها على العدل والإنصاف وقيم السلام والتسامح والتعاون الدولي القائم على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.
وأضاف تحت عنوان "صناعة صورة داعش"، أن الأمر يحتاج منا كعرب حل أزمات مجتمعاتنا بالقضاء على الفقر والتخلف والأمية ومواجهة التعصب والتطرف والغلو واحترام الحقوق والحريات، وبتأكيد احترام سيادة القانون ومبادئ المساواة، وذلك كفيل بمنع انتشار الظاهرة "الداعشية"، ورسم صورة جديدة عن منطقتنا، تختلف عن صورة داعش المستوردة.
مواقف إيران و"الإخوان" الملتبسة:
أشار سميح المعايطة، في "الرأي" الأردنية، إلى أن حالة من الإرباك اتسم بها موقف الأخوان من الحرب على إرهاب "داعش"، يعكس حالة الإرباك الداخلي للجماعة وضعف القدرة على بناء تصور واضح لما يجري، وربما ارتبط بتأثيرات التحالفات الإقليمية التي دخلتها الجماعة خلال السنوات الأخيرة.
وقال تحت عنوان "الإخوان حائرون.." إن مواقف حزب الجماعة تحمل الكثير من التناقض، أما الجماعة فإنها تميل إلى صمت الذي لا يمكن تفسيره من منطلق التروي، بل في سياق عدم القدرة على حسم موقف يرضي الأصدقاء ويغضب الأعداء ولا يتناقض مع فكرة المعارضة.
وأفاد بأن الحرب على الإرهاب واحدة من الفرص السياسية التي فشل الإخوان في الاستفادة منها لإعادة إنتاج صورتهم وهم الذين كانوا يقدمون أنفسهم تيارا معتدلا وبديلهم التطرف لكنهم اليوم حائرون، والارتباك عنوان إدارتهم لفرصة قد لا تتكرر.
أكدت آمال عربيد، تحت عنوان "قلق جيوستراتيجي إيراني من الحرب على "داعش""، أن إبران لا تعتمد في الحرب على "داعش" على مقولة عدو عدوي هو صديقي، بل تعتبرها حربا جيوستراتيجية تهدد وجودها، وترسخ تآلف قوى دول كبرى أعلنت الحرب مباشرة على المنطقة وغير مباشرة عليها، مما جعلها تناشد حلفاءها لدعم النظام السوري بالسلاح والمال علنا وضمنا (روسيا والصين)، تخوفا من أي تطور قد يرتد عليها سلبا.
وأضافت في "القبس" الكويتية أن الخطورة تكمن في استطالة الائتلاف الحرب على "داعش"، وتضييع الفرص في القضاء على كل المتطرفين، إن كانوا تنظيمات أو دولاً، لأن المنطق العقائدي واحد وهو إلغاء الآخر، ومخافة تقويض كل الجهود السياسية والعسكرية لإنقاذ الشرق الأوسط طالما بذور الفتنة الطائفية متأججة في منهجية الحكم من الطرفين، ولا يسعى أي منهما إلى التعايش ضمن التعددية والتنوع الفكري والديني والعقائدي.
مواجهة النفوذ الإيراني:
رأت "الوطن" السعودية، أن إيران ليست أسداً مخيفاً، ولكنها أيضاً ليست حملا وديعا، مشيرة إلى أن هذا ما ينبغي أن يترسخ في الوجدان العام للشعوب العربية، والخليجية على وجه الخصوص.
وشددت على أن هذا الرعب من النفوذ الإيراني ليس في محله، وهذا التهويل العربي لدورها الإقليمي غير واقعي، وقالت: إن الحديث عن نشاط السياسات الإيرانية ونفوذها في لبنان والعراق وسوريا، وأخيراً في اليمن؛ يرسخ لدى المتابع أفكاراً مغلوطة عن الجار الفارسي، وكأن إيران قد بلغت شأوا لا يقل عن بريطانيا العظمى قديما أو الولايات المتحدة في هذا العصر.
من جانبه، قال إيريك إدلمان، لـ"الشرق الأوسط" اللندنية إن أمريكا وإيران تقفان على طرفي النقيض في أطياف الساحة السياسية في الشرق الأوسط، كما أن الدوافع الآيديولوجية والانتهازية المطلقة لإيران تجعل منها حليفا غير مرجح بالنسبة للغرب. موضحا تحت عنوان "لا تزال إيران هي التحدي الأكبر لأمريكا" أنه تصادف وجود معارضة متبادلة لجماعة إرهابية سنية متطرفة يجب ألا يحجب عنا التهديد الدائم الذي يشكله نظام الملالي.
اليمن وأزمة الانقسام:
أشار أحمد مصطفى علي، في مقالته اليومية بـ"الخليج" الاماراتية، إلى أن اليمن بأمس الحاجة في الوقت الراهن للمساعدة من دول الجوار والمجتمع الدولي للخروج من دائرة العنف وصياغة دستور فيدرالي وإجراء انتخابات نيابية، موضحا، تحت عنوان "اليمن في مهب الفوضى" أن الأطراف اليمنية كافة تطالب بتغليب المصلحة الوطنية وتجنب التحريض والتصعيد والتمسك بنهج يجنب بلادهم الانزلاق الى الفوضى التي تهدد أمن البلاد واستقرارها.
أما "اليوم" السعودية، فشددت على أن خطر الحوثيين على اليمن، وعلى أنفسهم، أصبح جدياً ويقترب من إدخال اليمن في دوامة دم لن يتمكن الحوثيون من ختمها باحتفالات كالتي أحيوها في صنعاء في الأسبوع الماضي.
ورأت أنه كان يجب على الحوثيين أن يؤمنوا مقدماً أنهم أقلية وأنهم ليسوا كل اليمن، وإذا كان ثمة أطراف تستخدم الحوثيين للقيام بدور خطر، فإن هذا الدور مؤقت، وستتمكن الأغلبية اليمنية من تعديل مسار التاريخ.
القضية الفلسطينية وخطاب نتنياهو في عصبة الأمم:
تحت عنوان "أبو مازن يفتح النار" استعرض جهاد الخازن في زاويته اليومية بـ"الحياة" اللندنية المطالب الفلسطينية، مشيرا إلى أنها تكمن في تحديد وقت لانسحاب قوات الاحتلال، سنتين أو ثلاثاً، بالإضافة إلى وقف النشاطات الاستيطانية وتسوية عادلة لموضوع اللاجئين، وحماية للشعب الفلسطيني من آلة القتل الإسرائيلية، أو عمليات الإبادة، وهو مع هذا كله يطالب دول العالم بعدم مساعدة الاحتلال على الإفلات بجريمته من دون محاسبة.
ونقل عن أبو مازن تأكيده بأن موضوع إعطاء الفلسطينيين 1.600 كيلومتر مربع في سيناء لا علاقة له إطلاقا بالرئيس السيسي، وإنما يعود إلى محمد مرسي والإخوان المسلمين، وقد رفضه الفلسطينيون في حينه.
وتحت عنوان "المملكة ملتزمة بدعم فلسطين"، كتبت صحيفة "عكاظ"، أن المملكة لم تتأخر في أي يوم من الأيام في الالتزام بما اتفقت عليه لدعم القضية الفلسطينية من الناحية المادية أو السياسية والمعنوية في المحافل العربية والدولية، حيث إنها تعتبر دعم القضية الفلسطينية وإيجاد الحلول العادلة لها وفق قرارات الشرعية الدولية وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها، من ثوابت السياسية الخارجية.
علقت صحيفة "المدينة" السعودية، على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، معتبرة أنه بمثابة صدمة للضمير الإنساني برفضه الصريح الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي 67 في الوقت الذي طالبت فيه بالتطبيع مع الدول العربية، وهو ما يشكل تنافض صارخ لبنود المبادرة العربية للسلام التي تبنتها قمة بيروت العربية ربيع العام 2002م، وبما يعتبر عدوان صارخ على الشعب الفلسطيني وانتهاك خطير لحقوق هذا الشعب وللقانون الدولي الأساسي ولقرارات الشرعية الدولية.
وأوضحت أن نتياهو بخطابه هذا الذي يطلق فيه رصاصة الرحمة على أوسلو والمفاوضات وحل الدولتين وخيار السلام بعد أن كشف بين السطور عن الملامح الحقيقية لوجه إسرائيل البشع، إنما يظهر هذه الدولة العنصرية أمام العالم على حقيقتها كدولة احتلال تمارس الإبادة الجماعية ضد شعب شبه أعزل.
لفتت صحيفة "الشرق" السعودية، إلى أن العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، تراوح في مكانها مع استمرار قادة إسرائيل في تجاهل الاتفاقات التي عُقدت مع الفلسطينيين، وبشكل خاص اتفاق أوسلو الذي وُقِّع عام 1993 ونص على أن تبدأ مفاوضات الحل النهائي الذي يقر بحل الدولتين.
وأشارت إلى مشروع قرار فلسطيني مدعوم عربيا سيقدم إلى مجلس الأمن خلال أسابيع يطالب بوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 كأساس لإنهاء الصراع استنادا لحل الدولتين.
قضايا عربية أخرى:
تقسيم السعودية..
قالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها: منذ السبعينيات، والمملكة تتعرض لحملات مبرمجة، وبأساليب تعطى شكل الحقائق، وبتقارير، كما يزعمون، موثقة بأنها تمر بأزمات حادة قبلية ومذهبية واجتماعية؛ حيث رسموا سيناريوهات وخططا تتوقع تقسيمها إلى أربع أو خمس دول أعطيت مسميات وحكاما وقوانين على أسس جغرافية.
وأشارت إلى أن السبب في ذلك يكمن في أن الممركة تعتبر محرك الطاقة النفطية في العالم، وأكبر مخزون نفطي يرقد تحت أرضها.
حل الأزمة اللبنانية..
يرى الكاتب إلياس بجاني أن حل الأزمة في لبنان يكمن بعودة المواطن اللبناني لينابيع المحبة والإيمان والرجاء، مطالبا، تحت عنوان "ضرورة إنهاء وضعية لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل"، المواطن اللبناني الخروج من وضعية التزلم والغنمية والتبعية حتى لا ينتهي مذبوحاً في المسالخ.
وأوضح في مقالته بـ"السياسة" الكويتية، تحت عنوان "ضرورة إنهاء وضعية لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل" أن الأهم هو السعي الحثيث للتحرر من نفوذ وسلطة وهيمنة قيادات وسياسيين ورجال دين اسخريوتيين وطرواديين وتجار هيكل من جماعات ثقافة العثمانيين البالية المحللة، دون خجل أو وجل، تغيير الطرابيش وتقبيل الأيدي ونقل البنادق من كتف لآخر وانتظار جثث الأعداء على ضفاف الأنهار.