مركز التجارة العالمي.. إحدى المعالم التي ظلمها التاريخ
مركز التجارة العالمي، هو مجمع يتكون من سبعة مبانٍ تقع في "مانهاتن" بمدينة نيويورك، داخل الولايات المتحدة، وبرجين يحتوي كل برج على 110 طوابق.
قبل انهيار البرجين، كانت الوكالات الحكومية والشركات والمنظمات تتخذ من المركز مقرًا لها، ووصل عدد العاملين بمركز التجارة العالمي قبل انهياره إلى نحو 50.000 عامل.
فكرة بناء البرجين، بدأت عام 1960، عن طريق رابطة منهاتن برئاسة "ديفيد روكفلر"، مع دعم قوي من حاكم نيويورك وشقيقه نيلسون روكفلر.
بدأت أعمال البناء فيه عام 1966، وبدأ المستأجرون في شغل البرج الأعلى الذي يبلغ طوله 417 مترًا عام 1970، والبرج الآخر بطول 425 مترا عام 1972، لكن تم افتتاحه رسميًا عام 1973، حيث تكلف بناؤه 750 مليون دولار.
صممه المهندس المعماري الأمريكي ياباني الأصل "مينورو ياماساكي"، وقامت ببنائه هيئة موانئ نيويورك ونيوجيرسي، وهو أطول برج في أمريكا الشمالية، بطول يصل إلى 1776 قدمًا، وهو ما يعادل 541 مترًا، ليرمز إلى العام الذي حصلت فيه أمريكا على استقلالها.
تعرض المركز لحريق في 13 فبراير 1975، وللتفجير في 26 فبراير 1993، لكن في 11 سبتمبر 2001 تم تدمير جميع مباني مركز التجارة العالمي.
ويعد هذا المبنى الأعلى في نصف الكرة الأرضية الغربي، متجاوزًا برج "ويليس تاور" في شيكاغو بـ14 مترًا، لكنه أقل ارتفاعًا بكثير من أبراج في الشرق الأوسط وآسيا، فضلًا عن أن برج خليفة في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة يعد الأعلى في العالم بارتفاع 828 مترًا.
ومركز التجارة العالمي يتكون من ناطحات السحاب الأكثر أمانًا ومتانة على سطح الكوكب، فقد تم تدعيم أساسات المبنى بالفولاذ، في حين أن مجموعة الطوابق الأولى هي عبارة عن قاعدة خرسانية حديدية مسلحة من دون نوافذ.
تم اختيار ثمانية مشاريع مخصصة للنصب التذكاري لضحايا اعتداءات مركز التجارة العالمي الذين سقطوا في هجمات 11 سبتمبر 2001، وتتضمن بعض المشاريع تأثيرات ضوئية، وأخرى تأثيرات مائية، كما تتضمن مشاريع أخرى أعمدة بيضاء تبدو كأنها لوحات موضوعة على المقابر.
وتشمل المشاريع الثمانية إشارة فردية إلى كل ضحية، بمن فيهم الذين سقطوا في اليوم نفسه في واشنطن حيث تم تفجير طائرة مخطوفة في مقر وزارة الدفاع الأمريكية، وفي "بنسلفانيا" حيث سقطت طائرة مخطوفة أخرى، بالإضافة إلى الضحايا الست الذين سقطوا في الاعتداء على مركز التجارة العالمي عام 1993.
فبعد مضي عشرة أعوام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، بدأت تتشكل ملامح معلم جديد بمدينة نيويورك لتكريم أولئك الذين قضوا في تلك الهجمات، ويرمز النصب للأمل وذكرى فقدان أرواح في ذلك اليوم.
يذكر أن سماء نيويورك كانت صافية في أجواء ذلك اليوم الذي اصطدمت فيه طائرات ركاب مخطوفة بالبرجين السابقين في هجوم منسق على نيويورك وواشنطن في سبتمبر 2001، أسفر عن مقتل نحو 3000 شخص وترك الولايات المتحدة في حالة استنفار تحسبًا لأي حوادث مستقبلية.