من تبعات الكهربا
قبل أن يلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى بوزير الكهرباء، منذ أسبوعين، كانت الكهرباء تقطع عدة مرات، وفى إحدى المرات، عاد التيار بشدة قصوى، فأصبحت المصابيح زاهية، وسمعنا زنة وكركبة فى الأجهزة، فقطعنا التيار وتبين أن الريسيفر وجهاز التكييف وعددًا من مصابيح النيون قد تلفت ولم تعمل.
أخذت الريسيفر إلى محل الإصلاح القريب منا، استقبلنى الرجل ببشاشة، وأجلسنى على كنبة مريحة، كانت مقعدًا خلفيًا لسيارة بيجو، وكانت فى مواجهتى لافتة مكتوب عليها، أجرة الكشف عشرة جنيهات، ثم شرع فى العمل وبدأ يقيس، وبعد فترة قال: اتركه لى حتى الغد، أخبرته أننى لا استغنى عنه، فقال : اوكى، طيب ممكن بعد ساعة، خرجت، وعدت بعد الساعة فوجدته قد أصلحه، ووضعه بجواره، جربه، فظهرت الصورة، ، سألته عن الأتعاب، فقال : اللى حضرتك تدفعه، ولكننى طلبت منه أن يحدد المبلغ الذى يريده، رفض، وحاولت، وفى كل مرة يرفض، أخرجت ورقة بعشرين جنيها، وناولتها له، نظر إليها وقال:
معلهش حضرتك، غيرنا اليونيت و2 كوندنسر ونظفنا وحدة الباور.
سألته مرة ثانية: عاوز كام. ؟
اللى حضرتك تدفعه.!، أعطيته عشرة جنيهات أخرى، وأخذت الجهاز ومشيت.
هل كان يعتقد أننى سأناوله ورقة بمائة جنيه، وأقول له خلى الباقى عشانك ؟
أما عن التكييف، فقد أخطرت التاجر الذى اشتريته منه، فأرسل اثنين من طرفه، بدءًا يستوجبانى عما حدث، صبرت عليهما وأخبرتهما أن الأمر بسيط، وأننى أغلقت الجهاز، وعندما حاولت تشغيله لم يعمل، كان الجهاز فوق السرير، وفوجئت بأحدهما يصعد على السرير بحذائه القذر ويحاول أن يفك الجهاز.
بدأ أثر حذائه على السرير، أنزلته بعنف، وطلبت منه أن يخلع الحذاء، ورفعت ملاءة السرير ثم المرتبة وجعلته يقف على الخشب، فتح الجهاز وقال : هناك وحدة تالفة، سأخاطب التوكيل، ولكنه خشى من الاتصال لئلا يستهلك مكالمة، فأملانى الرقم، وتكلمت معهم وأخبرتهم بعنوانى.
وبالفعل بعد يومين فوجئت بمن يطرق بابى، واخبرنى أنه مندوب التوكيل.
أدخلته عند التكييف. كان الرجل مؤدبًا، فخلع شبشبه، وطوى المرتبة، ووقف على الخشب، وفتح الجهاز، وشاهد الجهاز، ثم أغلقه، وقرر أن يطلع على الضمان. !بحثت عن الضمان، بين أوراقى، وسألت زوجتى، وشكلنا فريق بحث عن الضمان، والغريب أننا عثرنا على أوراق أخرى كنا نفتقدها، فلم نعثر عليه.
أخبرت الرجل، وكان يشرب عصير المانجو المثلج، فقال إنه سيأخذ رقم الجهاز وسيحاول أن يعثر عليه لدى البائع. ومنه سيعرف تاريخ شرائه، لأن الضمان فترته خمس سنوات. وبالفعل عاد بعد يومين ومعه قطع الغيار التالفة، وأنبوبة فريون، وقام بعمله على أكمل وجه، دون أن يسأل عن الضمان.
فلم أجد بدًا من منحه ورقة مالية بمائة جنيه، تناولها شاكرًا.
■ كاتب