ما تداعيات قرار لجنة التحقيق الإسرائيلية بحق نتنياهو على حرب غزة؟
قال الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إن هناك شبه إجماع في إسرائيل من المؤسسات الرسمية والأمنية والمعارضة، بأن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال، يتحمل ما آلت إليه الأمور في إسرائيل جراء الحرب على غزة ولبنان ويتحمل مسئولية فشل تعامل الجيش مع أحداث 7 أكتوبر إلى جانب أنه يوظف كل ذلك في خدمة مصالحه السياسية الشخصية.
وأشار عمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن كل الشهادات والدلائل تفيد بتورط نتنياهو في جلب الدمار لإسرائيل رغم رفضه تحمل المسئولية عما حدث وإنه فشل في تحقيق الأهداف التي أعلنها منذ بداية الحرب وخاصة إعادة المحتجزين الإسرائيليين إلى ذويهم.
وأضاف عمر أن ما أعلنته لجنة التحقيق الإسرائيلية يثبت تورط نتنياهو وجر إسرائيل إلى كارثة اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وأن حوالي 117 ألف مواطن إسرائيلي غادروا إسرائيل دون عودة وإن مئات شركات الهايتك أغلقت أبوابها ونقلت مقراتها إلى خارج إسرائيل منذ بداية الحرب وهذا كله يتحمل مسئوليته نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل.
حرب غزة أصبحت بلا جدوي
وأكد عمر أن كل المعطيات المعلنة تدين نتنياهو ولكن هل تستطيع المستشارة القضائية من عزل نتنياهو واحالته للتحقيق في كل الشهادات التي قدمت وتثبت تورطه في كل الاخفاقات التي حدثت منذ بداية الحرب حتى اليوم، باعتقادي من صلاحياتها ذلك ولكن في ظل وجود ائتلاف يميني متطرف وقوي ربما يكون هناك صعوبة وأن نتنياهو يقاتل من أجل الافلات من تلك التهم، حتى أنه ذهب للمصادقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان للتخفيف من حدة الهجمة عليه.
وحول تداعيات كل ذلك على الحرب في غزة؛ قال عمر: عمليًا الحرب على غزة أصبحت بلا جدوى سوى عمليات القتل اليومي وأن الجيش أعلنها منذ انتهاء عملية رفح والسيطرة على محور صلاح الدين أنه لم يعد من الفائدة البقاء في غزة وأن نتنياهو يصر على مد عمر الحرب ولكن الان هو في ورطة وربما خروجه من تلك الورطة يتطلب منه تقديم انجاز للجمهور الإسرائيلي والانجاز الوحيد مرتبط بعودة المحتجزين وربما يهرب نتنياهو من أزمته بتجاه تحقيق اتفاق يعيد من خلاله المحتجزين وهذا ربما يكون مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض الذي سيكون من أولى انجازاته مقابل توفير الحماية لنتنياهو من ملاحقة قضائية ربما تلقي به في السجن.
واستطرد عمر قائلا: "إذا استمر نتنياهو في تعنته وتمسكه باستمرار الحرب على غزة ربما سنكون أمام ملاحقات قضائية له مع تطور الأزمات في إسرائيل وهذا ربما يفتح النار على نتنياهو ويؤدي إلى عزله واحالته للتحقيق ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.