حنان منير: لا يمكننى الاستغناء عن يحيى الطاهر ويوسف إدريس
شغف الكتب والقراءة، ارتباط يجمع بين المبدع وكتبه، التي يعتبرها جزءا من كيانه وعالمه والخطوة الأولي في طريق الإبداع، فلا يمكن لمبدع أو كاتب أو مثقف، أن يضع خطواته الأولي في عالم الإبداع دون أن يكون قد قرأ قبلها مئات الكتب لعشرات من المبدعين الذين سبقوه.
لا أستغني عن أعمال يحيي الطاهر ويوسف إدريس
عن شغف الكتب والقراءة، تحدثت المترجمة حنان منير، لـ"الدستور"، قائلة: "كنت أعتمد على مكتبة أبي وما تحويه من قراءات عديدة ومختلفة في فترة صباي وحين سافرت إلى ألمانيا وأنا بعمر الثامنة عشرة لم أجد وقتها كتبا باللغة العربية في المدينة التي كنت أسكن فيها، ولم أكن جيدة في اللغة الألمانية بعد مما جعلني ألجأ لشراء كتب باللغة الإنجليزية ثم بدأت في اقتناء الكتب باللغة الألمانية المبسطة حتى أجدتها وكان من السهل أن أقرأ أي كتاب بها.
وعن أهم الكتب في مكتبها تابعت منير: لا أستطيع حصر أهم الكتب التي اقتنيتها بعد وفاة والدي، حيث ورثت معظم محتوى مكتبته العامرة، لكن من الممكن القول بأن مجموعة الأعمال الكاملة للكاتب يحيي الطاهر عبدالله وكذلك الأعمال الكاملة للكاتب يوسف إدريس من الكتب المقربة للغاية من قلبي ولا أستطيع الاستغناء عنها.
واستكملت منير حديثها مع "الدستور" حول شغف الكتب والقراءة موضحة: لدي بعض الكتب المكررة في مكتبتي مثل كتاب النبي لخليل جبران وكتاب الخيميائي لباولو كويلو ورواية نور ليوسف زيدان لأنها أهديت لي بعد أن اقتنيتها بالفعل. لم أفكر أبدا في الاستغناء عن مكتبتي ولا كتبت وصية بشأنها بعد.
فقدت مكتبتين في عمري لظروف خارجة عن إرادتي، وآخرهما كانت عظيمة وبها إصدارات مهداة من كتاب مهمين وأصدقاء راحلين مما أثر في نفسي كثيرا وأصابني بحزن شديد.
وواصلت: أشترى أحيانا بعض الكتب وتهدى لي في أحيان أخري ولكني لا أستطيع قراءتها للأسف بسبب ضيق الوقت الذي تلتهمه الترجمة التي أعمل بها عن آخره. عادة ما أذهب إلى معرض الكتاب وأنفق فيه ما أملك حينها لعدم قدرتي على التحكم في المحبة الشديدة في اقتناء الكتب، والتي أكاد أجزم أنها إلى حد ما مرضية. أعير بعض كتبي للأصدقاء ولكن ليس كلها، ولا أفضل استعارة الكتب منهم مخافة سهوي أو ضياع الكتاب مني دون إرادتي.
حنان منير، قاصة ومترجمة، فضلًا عن ترجمتها الأحدث لرواية "المسلة السوداء" صدرت لها مطلع العام الجاري ــ 2024 ــ بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، وعن نفس الدار "يسطرون"، مجموعة قصصية تحت عنوان "شهوة الحكي.. نصوص حرة".