رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كُرمت بالمهرجان القومى للمسرح.. "نجوى عانوس" حارسة الذاكرة المسرحية

تكريم عانوس بمهرجان
تكريم عانوس بمهرجان المسرح

شغلت قضية التمصير وحفظ التراث المسرحي المصري، جانبًا كبيرًا من جهد المؤرخة الدكتورة نجوى عانوس، والتي كُرمت في حفل افتتاح الدورة الـ17 للمهرجان القومي للمسرح المصري - دورة الفنانة سميحة أيوب.

لم تقتصر إسهامات "عانوس" على التمصير وحفظ التراث فقط، بل تعدت إلى الترجمة الأدبية والفنية وغيرها من الأبحاث والدراسات المهمة في الحقل المسرحي.

 نجوى عانوس.. روح مقاتلة

وضمن الإصدارات عن المكرمين في المهرجان، كتاب "نجوى عانوس.. حارسة الذاكرة المسرحية"، إعداد الكاتب عماد مطاوع، والذي يلفت إلى أن "يعقوب صنوع ومسرحه يعد محطة مهمة في مشوار نجوى عانوس، حيث بدأت به رحلتها مع دراسة التراث المسرحي وتسببت الكثير من الأحداث في عودتها إليه بين حين وآخر". وعن محطتها الأولى مع صنوع تقول: سبق وذكرت أن أستاذي الدكتور عزالدين إسماعيل هو من وجهني لدراسة التراث المسرحي، وعندما تخير لي موضوع يعقوب صنوع قال لي: "صنوع عايز سفر لبيروت وفرنسا، وإنتي ثرية تقدري على المصاريف". ومن هنا كانت بداية رحلتي مع يعقوب صنوع، تلك الرحلة التي لم تنته حتى الآن، والتي أعاود قطعها كلما جد أمر جديد يتعلق بتاريخ المسرح المصري وبتراثه وبهويته. 

ويذهب مطاوع إلى أن على كثرة الأبحاث التي قدمتها الدكتورة نجوى عانوس للمكتبة المسرحية العربية، إلا أن دراستها الرائدة حول يعقوب صنوع ستظل علامة شديدة التميز في مسيرتها العلمية وثمة أحداث درامية تجعلها تعود إليها المرة تلو الأخرى. وحول هذه العلاقة بصنوع ومسرحه تقول "عانوس": "تعلمت من أساتذتي أن أركز في بحثي الجديد ولا أترك تأثيرًا لشخصية بحثية قديمة تؤثر على تركيزي، ولهذا عقب انتهائي من رسالة الماجستير حول صنوع، وانشغالي في الدكتوراه بمسرح إبراهيم رمزي، وعقب ذلك بأمين صدقي وبديع وغيرهما من الدراسات، تواري يعقوب خلف ذلك كله، وعند قصد مني، حتى أتحرر منه وأستكمل بقية مشواري في دراسة تراث المسرح المصري، ولهذا عندما جاء لي باحث شاب ـ وقتها ـ كان يريد أن يدرس يعقوب صنوع، أعطيته أعداد المجلة كاملة وقدمت له كل عون، إيمانًا مني بضرورة مد يد المساعدة لكل دارس وباحث، وهذا ما تعلمته من أساتذتي وفعلوه معي وأسعي لتطبيقه وبثه في نفوس تلامذتي، المهم فوجئت بقيام هذا الباحث بأمور غريبة وتشويهه ليعقوب صنوع وإلصاق التهم الكثيرة به، حتى بلغ به الأمر إلي إنكار وجوده من الأساس".

"وكنت أندهش من مسلكه هذا، لكنني لم ألق بالًا، وواصلت انهماكي في أبحاثي، لأنني لا يمكن أن أترك الفرصة لأي شىء أو أي أحد يعطلني عن البحث والكتابة، حتى كان العام 2019 وأثناء إحدي ندوات دورة مهرجان المسرح العربي الذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح، وكانت هذه الدورة في مصر، فوجئت بهذا الباحث وبآخرين يسعون لتزييف تاريخنا الفني وسرقة 35 سنة منه، بحيث روجوا بأن بداية المسرح المصري كانت عام 1905 مع أنه في الحقيقة كانت عام 1870 وهدفهم من وراء ذلك النيل من ريادة مصر المسرحية، وما إن سمعت هذا الكلام انتفضت غاضبة، خاصة بعدما قال لي هذا الباحث: "اثبتي يا دكتورة إن يعقوب صنوع موجود، طب قوليلي من الحلاق بتاعه؟!" صُعقت من هذا الأسلوب واكتشفت مقدار التردي الذي وصلنا إليه كيف نهدر تاريخنا هكذا؟ وكيف نمحو تراثنا بأيدينا ولمصلحة من؟".

وتختتم د.نجوي عانوس لافتة إلى: "وكان لا بد من عمل كتاب جديد عن يعقوب صنوع لإثبات ما هو مثبت، فبدأت رحلة جديدة لعمل كتاب عن صنوع وأن أضع وثائق كي أؤكد ما هو مؤكد".