رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار مرسلان شامبانياه- المعترف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار مرسلان شامبانياه- المعترف ووُلِد مارسيلان شامبانيا بتاريخ 20 مايو 1789 في مارل، فرنسا. إنّه الولد التاسع لعائلة مسيحيّة. أيقظت أمّه وخالته الراهبة المطرودة من الدير عنده إيمانًا ثابتًا وتقوى عميقة للعذراء مريم. تميّز والده المزارع والتاجر بثقافة تفوق النسبة العاديّة. السنوات الصعبة التي أمضاها في الإكليريكيّة الصغرى في منطقة فيريير (1805-1813) شكّلت بالنسبة إليه مرحلة من النموّ الحقيقي على الصعيدين الإنساني والروحي. في الإكليريكيّة الكبرى بمدينة ليون، كان لديه زميلان هما جان ماري فياني أي خوري آرس المستقبلي وجان كلود كولان الذي سيصبح مؤسّس الآباء المريميّين. بعد سيامتهم بتاريخ 22 يوليو 1816، كرّس هؤلاء الكهنة الشبّان أنفسهم للعذراء مريم ووضعوا مشروعهم تحت حمايتها. 

أُرسِل مارسيلان ككاهن إلى رعيّة لافالا. النشاطات الرئيسيّة في خدمته كانت تتضمّن زيارة المرضى والتعليم المسيحي للأولاد والاهتمام بالفقراء ومرافقة الحياة المسيحيّة للعائلات. بعد أشهر ستّة على وصوله إلى لافالا، جمع مارسيلان تلميذيه الأوّلين؛ أُنشئت رهبانيّة الإخوة المريميّين وسط الفقر والتواضع والثقة الكاملة بالله، تحت حماية العذراء مريم. تمّ إعفاؤه من مهمّته ككاهن سنة 1825، ممّا سمح له بتكريس نفسه كليًّا لرهبانيّته. لكنّ المرض تمكّن من النيل من بنيته القويّة. مرهقًا من كثرة العمل، فارق الحياة في عمر الـ51 سنة بتاريخ 7يونيو1840. أعلن البابا يوحنّا بولس الثاني قداسته بتاريخ 18 نيسان 1999.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كلّما تكلّمت عن الصلاة، أشعرُ وكأنّني أعلمُ بما يخالج قلبكم من تأمّلات إنسانيّة سمعتها غالبًا حتّى في قلبي أنا. لماذا لا نختبر ثمرة الصلاة إلاّ نادرًا علمًا بأنّنا لا نكفّ عن الصلاة؟ يخالجنا شعورٌ بأنّنا خرجنا من الصلاة كما دخلنا إليها؛ فلا يردّ أحد علينا بكلمة ولا يعطينا أحد أيّة إشارة، فكأنّ صلاتنا ذهبت سدًى. لكن ماذا قال الربّ في الإنجيل؟ "لا تَحكُموا على الظَّاهِر، بلِ احكُموا بِالعَدْل . وما هو الحكم بالعدل إن لم يكن حكمَ الإيمان؟، "لأَنَّ البارَّ بِالإِيمانِ يَحْيا" . فاتّبع إذًا حكمَ الإيمان بدل خبرتك، لأنّ الإيمان لا يخطئ في حين أنّ الخبرة يمكن أن توقعنا في الخطأ.

وما هي حقيقة الإيمان إن لم يكن ما وعدَ به ابن الله: "كُلُّ شَيءٍ تَطلُبونَه في الصَّلاة، آمِنوا بِأَنَّكم قد نِلتُموه، يَكُنْ لَكم". إذًا أيّها الإخوة، فلا يستخفِفْن أحدٌ بصلاته! أؤكّد لكم أنّ ذاك الذي تُوجَّه إليه صلاتكم لا يستخِفّ بها أبدًا؛ فهو دوّنها في كتابه حتّى قبلَ أن تتفوّه بها شفاهنا. ليس علينا أن نشكّ في أنّ الله سيستجيبُ طلباتنا أو أنّه سيعطينا ما هو أفضل لنا. "لأَنَّنا لا نُحسِنُ الصَّلاةَ كما يَجب" ، لكنّ الله يعلمُ بجهلنا ويستجيبُ صلاتنا بكلّ محبّة... لذا، "فلتنعَمْ بِالرَّبِّ نَفسُكَ فيُعطِيَكَ بُغيَةَ قَلبِكَ".