رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: نتنياهو يبحث عن مكاسب سياسية بتوسيع المواجهة مع لبنان

نتنياهو
نتنياهو

تطورات خطيرة تشهدها الساحة اللبنانية خلال الأيام القليلة الماضية، بعد سلسلة من الاستهدافات الكبرى لحزب الله داخل الأراضى المحتلة، وما تبعها من رد عنيف لجيش الاحتلال الإسرائيلى الذى هدد بتوسيع دائرة الحرب.

من جهتها، قالت القناة الـ١٢ الإسرائيلية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى يستعد لهجوم كبير على لبنان، وإنه أعلن التأهب الكامل على الحدود الشمالية، وأعد خططًا لتحرك محدود لن تنشر تفاصيله لأسباب تتعلق بالرقابة العسكرية.

وقال الكاتب والمحلل السياسى اللبنانى، محمد الرز: «من المعروف فى مسارات الحروب أن كل طرف يستخدم أقوى أوراقه حال اقتربت لحظات التفاوض وخيمت أجواء نهاية القتال فى الميادين»، لافتًا إلى أنه «بعد المشروع الذى طرحه الرئيس الأمريكى جو بايدن، ببنوده الثلاثة اتسع نطاق العدوان الإسرائيلى على لبنان».

وتابع: «هددت تل أبيب باستهداف مدينتى صيدا وصور المركزيتين فى الجنوب اللبنانى، فى حين كثف حزب الله عدد صواريخه فى مناطق الجليل المحتل، ووصلت إلى مدينة كريات شمونة شمال فلسطين المحتلة».

وأوضح «الرز»، لـ«الدستور»، أن هناك معلومات أوصلتها إحدى الدول العربية إلى حزب الله تفيد بأن مجلس الحرب الإسرائيلى قرر وبتصديق من رئيسه، بنيامين نتنياهو، توسيع نطاق الحرب على الشريط الحدودى اللبنانى، وكذلك على سهل البقاع اللبنانى الذى يختزن صواريخ المقاومة ومسيراتها.

وأشار إلى أن هذا التصعيد المتبادل يعنى أمرين، أولهما أن الكيان الإسرائيلى سيواصل حربه على لبنان، حتى ولو تم التفاوض والاتفاق على وقف إطلاق النار فى غزة، وثانيهما أن موضوع ما بعد الحرب تم فتح الحديث عنه.

وتابع: «لذلك فإن طرفى الحرب بين إسرائيل وحزب الله يسعى كل منهما إلى تعزيز مواقعه وتشديد الضغط على الآخر، ليأتى كل منهما إلى طاولة المفاوضات، اقترب موعدها أم ابتعد، وهو يحمل أوراق قوة لتحقيق أهداف الحرب، وهى بالنسبة للكيان الإسرائيلى إعادة مواطنيه إلى مستوطناته شمال فلسطين المحتلة، وعددهم حوالى ١٠٠ ألف».

من جانبه، اعتبر «الرز» أنه بالنسبة لحزب الله فأهدافه هى مساندة المقاومة فى غزة، وإجلاء الاحتلال الإسرائيلى عن المناطق اللبنانية المحتلة فى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجانب اللبنانى من قرية الغجر.

واختتم المحلل السياسى حديثه قائلًا: «السؤال المطروح هو: هل تستطيع إسرائيل أن تحقق فى لبنان ما عجزت عن تحقيقه فى غزة، وهل يقدر جيشها المنهك فى غزة جنوب كيانها على شن حرب ضد لبنان فى شمال هذا الكيان».

من جهته، أكد خالد المعلم، أمين الإعلام فى حزب الاتحاد اللبنانى، أن الفترة الأخيرة شهدت تطورًا كبيرًا لعمليات قصف «حزب الله» مستعمرات جديدة فى شمال فلسطين المحتلة، بعد أن خرق الاحتلال عدة مرات ما يسمى بقواعد الاشتباك، وقصف أهدافًا خارج نطاق نهر الليطانى.

واعتبر أن حزب الله نجح فى استعادة الاهتمام الدولى بهذه الجبهة بعد تصاعد وتيرة العمليات النوعية وتهجير المستوطنين، ما يشكل ضغطًا على حكومة «نتنياهو» الأمر الذى يشير إلى دلالات عدة، خاصة مع زيادة تأثير حزب الله وتطور عملياته العسكرية بقصف مواقع داخل الأراضى المحتلة، بينما توسعت الضربات الصهيونية فى لبنان.