المخرج محمد الطايع مدير نوادى المسرح: أنتجنا 163 عرضًا تحت شعار «فى كل حتة بمصر»
كشف الفنان محمد الطايع، مدير إدارة نوادى المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، عن أن الإدارة أنتجت ١٦٣ عرضًا مسرحيًا هذا العام، من بين ٢٨٠ مسرحية تقدمت من كل أنحاء الجمهورية، وانعقدت ٦ مهرجانات إقليمية، أثمرت ٢٤ عرضًا تشارك فى المهرجان الختامى لنوادى المسرح.
وانطلقت الدورة الـ٣١ من مهرجان نوادى المسرح بمسرح السامر بالعجوزة، وافتتحها عمرو البسيونى، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتحمل الدورة اسم الكاتب المسرحى الراحل د. علاء عبدالعزيز. وأكد «الطايع»، فى حواره مع «الدستور»، أن نوادى المسرح أصبحت الأكثر إنتاجًا على مستوى الوطن العربى، مشيدًا بقرار زيادة ميزانيات العروض إلى ٨ آلاف جنيه لكل عرض.
■ بعد ٣١ دورة.. ما الأثر الذى صنعته تجربة نوادى المسرح فى مصر؟
- نوادى المسرح من أعرق وأقدم التجارب فى مصر، وفى هذا العام بالتحديد أنتجت عددًا غير مسبوق من المسرحيات، وصل إلى ١٦٣ عرضًا فى موسم واحد، وهو عدد كبير ولا يوجد أى جهة أو مؤسسة مسرحية تنتج هذا الكم من العروض فى موسم مسرحى واحد.
بعد مرور كل هذه السنوات، نستطيع أن نقول إن نوادى المسرح أفرزت أجيالًا من الموهوبين فى كل مجالات المسرح؛ الإخراج والتمثيل والديكور وغيرها، وجميعهم يعملون فى الحقل الفنى.
على مستوى التمثيل، هناك نجوم خرجوا من رحم تجربة نوادى، وكان من حسن حظى أن أخرج لهم ما يقرب من أربعة عروض، أمثال مصطفى أبوسريع وحسنى شتا وأحمد كشك، وهناك نجوم كبار خرجوا من رحم تجربة نوادى المسرح، مثل الفنان إبراهيم السمان والفنان والمخرج عزت زين من الفيوم والفنانة القديرة عارفة عبدالرسول.
نوادى المسرح طوال الوقت تمر بفترات صعود وهبوط، مثل الرسم البيانى، وهو أمر طبيعى لأى تجربة فنية لها تاريخ كبير، وقد استطاعت تجربة نوادى المسرح إثبات وجودها على المستويين المحلى والدولى؛ فهناك العديد من عروض نوادى المسرح نافست عروض المحترفين فى المهرجان القومى، وعروض كثيرة حصلت على جوائز دولية بالمهرجان التجريبى، وهناك عروض مثلت مصر فى مهرجانات دولية بالخارج، وكان تمثيلًا مشرفًا.
■ ما ردك على مَنْ يرون أن نوادى المسرح حادت عن مسارها وفلسفتها الأساسية؟
- على العكس، لم تحد التجربة عن مسارها وفلسفتها الأساسية، بل تطورت؛ فالدكتور عادل العليمى، رحمة الله عليه، مؤسس نوادى المسرح، بعد تسليمه راية التجربة للمخرج الكبير سامى طه، طورها الأخير، وكل مدير لإدارة نوادى المسرح كان يطور من التجربة، ولكن جميعهم لم يحيدوا عن مسارها وفلسفتها الرئيسية.
أصبحت نوادى المسرح هى الأكبر والأكثر إنتاجًا فى الوطن العربى كله، وتقدم لنا هذا العام ٢٨٠ عرضًا على مستوى الجمهورية فى المرحلة الأولى، أى أن نوادى المسرح هى عامل جاذب للفنانين فى كل أرجاء مصر.
وذهبت لجان مناقشات ومشاهدات للأقاليم، لتختار ١٦٣ عملًا مسرحيًا ليجرى إنتاجها، ونظمنا ٦ مهرجانات إقليمية فى هذا الموسم، نتج عنها ٢٤ عرضًا تشارك فى مهرجان نوادى المسرح فى دورته الحادية والثلاثين، والمهداة للراحل الدكتور علاء عبدالعزيز.
■ هل ترى أن نسبة مشاركة عروض نوادى المسرح كافية فى مهرجانى القومى والتجريبى؟
- الهيئة العامة لقصور الثقافة لها ٦ مقاعد فى المهرجان القومى للمسرح، وهو عدد قليل إن نظرنا إلى حجم الإنتاج.
ومنذ عامين، كانت الجائزة الوحيدة التى حصلت عليها الهيئة العامة لقصور الثقافة من الستة عروض التى تمثلها بالمهرجان القومى، هى جائزة لعرض من نوادى المسرح، وهو إنجاز كبير.
وفى العام قبل الماضى بمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، مثل مصر عرض «اسمها أنثى»، من إخراج همت مصطفى، وهو عرض نوادى مسرح، والعام الذى سبقه كان العرض الذى مثل مصر فى المهرجان التجريبى هو عرض «الجوزاء».. أى أن عروض نوادى المسرح دائمًا تمثل مصر فى المهرجانات المحلية والدولية تمثيلًا مشرفًا.
■ كيف رأيت قرار زيادة ميزانيات نوادى المسرح لـ٨ آلاف جنيه؟
- بداية، أود أن أشير إلى أن إدارة نوادى المسرح هى جزء من الإدارة العامة للمسرح، بقيادة سمر الوزير، وهى فى الحقيقة لم تدخر جهدًا لمساندة إدارة نوادى المسرح.
الفنان تامر عبدالمنعم، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، كان صاحب مبادرة مضاعفة ميزانية نوادى المسرح، فقد كانت ميزانية العرض ٢٥٠٠ جنيه، وأصبحت ٥ آلاف جنيه، وفى حفل افتتاح الدورة الحادية والثلاثين فاجأنا بزيادة ميزانية نوادى المسرح؛ لتصل لـ٨ آلاف جنيه، وهو دعم متميز من الفنان تامر عبدالمنعم، بالتنسيق مع عمرو البسيونى، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.
هو قرار جيد جدًا، وسيكون له تأثير إيجابى على كل فنانى نوادى المسرح، وأود أن أوجه الشكر لكل من عمرو بسيونى والفنان تامر عبدالمنعم، على هذا القرار.
■ فى المرحلة الأولى تقدم نحو ٢٨٠ عرضًا.. كيف جرى الاختيار من بينها؟
- هذا الكم من العروض يمثل تحديًا كبيرًا، وفى الإدارة العامة للمسرح أطلقنا شعارًا هذا العام، هو «مسرح فى كل حتة فى مصر»، وتعاملنا فى هذا الموسم مع أكثر من خمسة آلاف مبدع من خلال إنتاج ١٦٣ عرضًا، ما يعنى وجود ١٦٣ مخرجًا و١٦٣ فرقة، وهذا يصنع تحديات كبيرة، واجهناها بنجاح، ونتواصل دائمًا مع كل الأقاليم والأفرع والمواقع، لتيسير خروج العمل المسرحى للنور.
الإدارة لها خبرة كبيرة فى التعامل مع فنانى نوادى المسرح، لذا يكون التفاعل جيدًا فى كل عام، بالتعاون مع رؤساء الأقاليم والأفرع، الذين ساندونا وساعدونا بشكل كبير، ولهم كل الشكر.
■ هل هناك نمط معين لاحظته فى عروض هذا العام؟
- يغلب الطابع السوداوى على بعض عروض نوادى المسرح، خاصة وأن هذه الأجيال لديها شعور دائم بأن تحقيق الأحلام أصبح أكثر صعوبة، لذلك فإن نظرتهم الفنية تبدو سوداوية.