عن المعارضة والأهلى والزمالك وحديث "كبير البلد"
لم تكن المعارضة يومًا تعني تسفيه أحلام البلد من الداخل أو من الخارج، ولم تكن تعني بيع البلد للغرباء وقبض الثمن، الثمن الضئيل مهما ارتفع طبعًا، لكن صار بعضها هكذا بالفعل، وما أسوأ المصير!
من أخبارنا المصرية الطيبة: فوز الزمالك، في الأسبوع الماضي، بالكونفيدرالية الإفريقية، ولحاق الأهلي به هذا الأسبوع فائزًا بدوري أبطال إفريقيا، المعنى أن الفريقين المصريين الكبيرين تسيدا القارة كالعادة، وسوف يلتقيان في مواجهة مرتقبة، للعب على بطولة كأس السوبر الإفريقي، والمهم أن الكأس صارت مصرية بداية من هذه اللحظة. منح الفريقان جماهيرهما الغفيرة فرحة غامرة وبلدهما مجدًا رياضيًا جديدًا، يضاف إلى أمجاده الكثيرة بهذا الشأن، وهو أمر مطلوب من المؤسسات الرياضية وسواها، أن تكون سببًا في إسعاد الناس، وأن تزيد رصيد الوطن من العزة والرفعة والشرف.
في افتتاح مشروع محطات رفع المياه الرئيسية العملاقة في توشكى (أحد أهم آمالنا الزراعية)، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، تحدث "كبير البلد" في ما يخص الشأن الداخلي من القضايا والموضوعات الملحة، بادئًا بتفضيل متابعة الحدث من خلال التقنية المذكورة توفيرًا لتكلفة الرحلة (ما يعني الانتصار لوسائل التواصل الحديثة، وضرب المثل في ضغط النفقات)، ومارًا برغيف الخبز والكهرباء والبترول، ومنتهيًا بتوجيه الوزراء إلى الحديث في الإعلام، من أجل مد الجسور مع جميع فئات الشعب، مما ينطوي على ثقة كبيرة في المنظومة الإعلامية، كذلك الحث على تنفيذ رحلات شبابية إلى منطقة توشكى للتعرف على المشروعات هناك.
لم يشأ "كبير البلد" فتح كلام موسع يخص ما يجري في العالم بشكل عام أو في فلسطين بالذات؛ لأنه يدرك أن الحديث العالمي والفلسطيني، وما أوثق ارتباطهما حاليًا، يجري على كل لسان، وليس من جديد فارق يُذكر، والأهم أنه يومئ إلى أن الداخل المصري أولوية قصوى، وأن بوسعنا أن نكون مؤثرين للغاية، عالميًا وعربيًا، عندما نكون أقوياء وأغنياء، بالمعنى الواضح الصريح للقوة والغنى، ولن نكون هكذا إلا بمواصلة العمل والجهد بمنتهى الإخلاص.
بدأت هنا بالمعارضة التي انكشفت أحوالها البائسة المريبة؛ لأننا لا يجب أن نستمع إلى أمثالها بالمرة، وإن صادفنا كلامها المزوق المثير للفتن فإننا يجب أن نتسلح بيقين صد مفحم، والصحيح دائمًا أن نأخذ الكلام من ذي المعلومة التي لا تفتيش وراءها، وحبذا الكبير الذي مصلحته معنا هي الصدق بالبداهة، ثم عرجت على فريقي الكرة العملاقين اللذين عندنا؛ لأن أعمالهما قدوة، ولأننا يجب أن نتمثل بأعمالهما في حيواتنا لننجز إنجازهما المعتبر.
المعارضة التي سفهت أحلام بلدها هي السفيهة، والتي باعت وقبضت هي المباعة في سوق العبيد، ولاعبو الكرة الذين "أكلوا نجيل الأرض" كفاحًا ستصنع أرجلهم تاريخًا باهرًا لن تصنعه الأيدي من سواهم، وأما الدولة المصرية العظيمة الخالدة فستبقى عظيمة وخالدة أبد الدهر، لا يمَّحي الزهو من صفحاتها ولا يمَّحي البقاء، دولة النيل والأهرام والفن والفكر والأدب والناس الودعاء الذين كعقود الفل، ولو قيل إن غيرها يملك مثلما تملك؛ فليس لمالك سواها نفس روحها العبقرية!