"شخص واحد" وأكثر من تطبيق.. مواقف مرعبة مع "النقل الذكى" (شهادات حية)
أصبح اسم تطبيقي وسائل النقل الذكية أوبر وكريم وغيرها من تطبيقات نقل ذكي مثار خوف ورعب الكثيرين، بعد تكرار وقائع التحرش بالفتيات والمخالفات التي شهدتها فتيات وسيدات مصر على أيدي سائقي هذه التطبيقات في الفترة الأخيرة، وكان أبرز ضحاياها الفتاة حبيبة الشماع، وأحدثهم فتاة التجمع التي حاول فيها سائق سيارة أوبر التحرش بها إلا أنه وبسبب رفضها وُجدت غارقة في دمائها على يده وملفوفة ببطانية على الطريق.
أُثبت إهمال شركات هذه التطبيقات العالمية التأكد من هوية السائقين العاملين لديها وسلوكهم والرقابة عليهم، وهو ما فتح الباب أمام دخول العديد من السائقين غير المؤهلين للتعامل مع الجماهير، وغير أهل للثقة من قبلهم، الأمر الذي تسبب في أن أصبح سيدات وفتيات مصر في خوف من تعرضهن للتحرش والأعمال المٌنافية للآداب من قبل هؤلاء السائقين، وهو ما جعل خروج اتجاه عام يطالب بإلغاء هذه التطبيقات في مصر.
إضافة إلى ذلك، تعرضن الكثير من الفتيات والسيدات في مصر على يد بعض العاملين في هذه التطبيقات إلى التحرش، والتي ظهر منها إلى النور فمثل قضايا رأي عام، وبعضها قد لم يجرؤ أصحابها على الحكي عنها خوفًا من المجتمع، فهناك مخالفات أخرى يتبعها عدد من سائقي هذه التطبيقات، والتي تبرهن على الإهمال الصارخ من شركاتهم في الرقابة عليهم أيضًا.
“أ.ق” لغت رحلة والاستعجال جعلها تقبل مضطرة لأخرى
من هذه المخالفات ما تكشفه "الدستور" من خلال شهادات حية لبعض الفتيات والسيدات اللائي قمن بالتعامل مع هذه التطبيقات، والتي تتمثل فيما يقوم به بعض سائقي تلك التطبيقات من جمع العمل بين أكثر من تطبيق نقل ذكي في وقت واحد، والاستقرار أمام العميل بالتطبيق الذي يكون مشواره أقرب إلى السائق نفسه، وهو الأمر الذي يسبب للعميل التوتر والقلق عندما لا يجد السائق ولا السيارة اللذين ظهرا له عند طلبه التطبيق فيجد آخرين ما يجعله لا يستطيع التأكد من هويتهم، وبالتالي لا يمكنه الاطمئنان إلى الركوب مع السائق.
ذلك ماحدث مع الفتاة "أ.ق" والتي أكدت في شهادتها لـ"الدستور"، تعرضها للعديد من الوقائع التي فيها يتبين لها أن سائق تطبيق النقل الذكي يعمل على أكثر من تطبيق في نفس الوقت، ويبدل بينهما بـ"مزاجه وحسب سعر أيهما المرتفع أكثر".
تقول: "تعرضت للعديد من المواقف الغريبة والمُرعبة في تعاملي مع سائقي تطبيقات النقل الذكي"، موضحة أنه قد تمثلت معها في عمل هؤلاء السائقين على أكثر من تطبيق في الوقت نفسه.
تتابع، أن إحدى المرات كانت قد طلبت سائقًا من واحد من تطبيقات النقل الذكي لنقل والدتها من منطقة رمسيس، وكانت حينها قد جاءت من طريق سفر، وبعد اتفاقها على سعر محدد وسائق بعينه وصل السائق ففوجئت أنه قد تغيرت الرحلة لتكون بسعر أعلى، وهو ما جعلها ترفضها وتلغيها.
أضافت أنها عقب ذك طلبت الرحلة ذاتها من خلال تطبيق نقل ذكي آخر، إلا أنها فوجئت بأن السائق نفسه يأتي إليها، وهو ما جعلها تندهش من هذا الأمر، "كيف يمكن أن يعمل نفس السائق على تطبيقين في الوقت ذاته"، إلا أنها وافقت على الخدمة؛ نظرًا لأن والدتها كانت متعبة من طريق السفر.
تكشف أمرًا جديدًا، وتقول إنها رفضت الرحلة تمامًا والامتناع عنها، وذلك عندما حضر إليها سائق وسيارة مخالفين تمامًا عما اختارتها وظهرا لها عبر التطبيق، موضحة أن ذلك الأمر جعلها تشعر بالرعب والقلق، وما ساعدها على إلغاء هذه الرحلة أنها لم تكن مستعجلة.
بينما لم تتمكن "أ.ق" من إلغاء رحلتين أخريتين تعرضت فيهما للأمر ذاته، وذلك لكونها كانت على عجلة من أمرها فيهما، ففي المرة الأولى كانت متأخرة على ميعاد عمل "إنترفيو"، ووجدت سيارة وسائق غير الذين طلبتهما، والثانية كانت قد تأخرت في عملها ليلًا وتريد اللحاق بموعد المترو، فوجدت كذلك سيارة وسائق آخرين غير الذين طلبتهما، إلا أنها وافقت في آخر الأمر على ركوب السيارة.
أوضحت أن أمام قلقها ورعبها لجأت إلى الاتصال بإحدى صديقاتها وإرسال "اللوكيشن" الخاص بها وطلبت منها متابعتها حتى تصل إلى منزلها، موضحة أنها كانت عبارة عن رحلة قلق ورعب بالنسبة لها، ظلت خلالها تفكر ماذا تفعل حال اتضح لها أن السائق متحرش، أو يحاول المراوغة في الطريق لإلحاق أي أذى بها، حتى وصلت في النهاية إلى منزلها وكان الرعب وحده قد أنهكها.
السائق يواجه "ن.ع" بالعمل على تطبيقين في وقت واحد واختياره الأعلى سعرًا
تكشف الفتاة "ن.ع" كذلك في حديثها لـ"الدستور" عن تعرضها لمواقف مشابهة مع سائقي النقل الذكي، موضحة أنه في إحدى المرات كانت قد خرجت وزملاؤها من العمل في وقت متأخر، وهو يقع في منطقة شبه صحراوية في أطراف القاهرة، حيث لم يكن يتوافر مواصلات هناك لنقلهم إلى منازلهم، ما اضطرهم إلى تقسيم أنفسهم إلى مجموعات ثم طلبوا سياراتين من سيارات النقل الذكي من على تطبيقين مختلفين تمامًا.
إلا أنهم فوجئوا بقدوم سائق واحد إلى المنطقة التي تواجدوا بها، وهو السائق ذاته المقرر عبر التطبيقين لكل مجموعة، ما جعلهم يشعرون بالحيرة، فمجموعة قالت هذا السائق الخاص بنا، ومجموعة أخرى قالت الأمر نفسه.
تابعت، أن السائق وأمام أعينهم ألغى الرحلة المشتركة عبر التطبيقين من أحد التطبيقات، واختارها من على واحد منها، والذي فيه كانت سعرها أعلى، موضحًا لهم أنه يعمل مع التطبيقين في وقت واحد، وهو ما يعد مخالفة لأبسط قواعد الأمان في هذه الشركات وهو التأكد من هوية السائق والسيارة ورقمها الذي طلبهم العميل لرحلته.