نتنياهو العالق.. الهجوم الإيراني يضع إسرائيل في ورطة دولية غير مسبوقة
أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، عالقة اليوم ما بين الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني وإغراق منطقة الشرق الأوسط في حرب شاملة لا طائل لها، وعزلة دولية غير مسبوقة لإسرائيل، أو الرد بشكل محدود، ولكن هذا يعني انتصار إيران وإظهار بأنها الطرف الأقوى.
نتنياهو ما بين العزلة الدولية وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة أو الصمت أمام إيران
وتابعت الشبكة الأمريكية أنه في تحول نموذجي بعد عقود من حرب الظل بالوكالة، تنسف طهران استراتيجية إسرائيل للردع، وقال قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، "لقد قررنا إنشاء معادلة جديدة، سوف ننتقم من إسرائيل".
عندما واجهت إسرائيل تهديدات وجودية في الماضي، نفذت أكثر الغارات جرأة التي شهدتها المنطقة على الإطلاق. وفي عام 1981، وتحت غطاء من السرية الشديدة، قاموا بقصف المفاعل النووي العراقي في أوزيراك قبل أن يصبح جاهزًا للعمل. وعلى نحو مماثل، في عام 2007، قاموا بقصف المفاعل النووي التابع للرئيس السوري بشار الأسد قبل أن يتم بناؤه.
وأضافت الشبكة أن النقطة المهمة هي أن إسرائيل لن ترسل برقية تحذيرية كما فعلت إيران في نهاية الأسبوع، وقبل تنفيذ هجوم غير مسبوق ردًا على غارة إسرائيلية مشتبه بها على القنصلية الإيرانية في دمشق، سوريا، في وقت سابق من هذا الشهر.
وتابعت أنه بصرف النظر عن الأعضاء الأساسيين في حكومة الحرب الإسرائيلية - رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت وأكبر منافس سياسي سابق لنتنياهو بيني جانتس - جلس أكثر من عشرة أشخاص آخرين إلى الطاولة في عمق كيريا، مقر الدفاع الأمني الشديد الحراسة في إسرائيل لتحديد خطوتها التالية.
وخارج هذه القاعة، يواجه نتنياهو ضغوطا هائلة من ائتلافه الحاكم اليميني المتشدد، حيث يطالب بتسلئيل سموتريش باستعادة الردع، ويدعو وزير الأمن القومي إيتامار بن جفير رئيس الوزراء إلى الجنون.
وخارج إسرائيل، حيث يدين الحلفاء الهجوم الإيراني إلا أنهم يحثون إسرائيل على ضبط النفس، خصوصًا وأن العديد منهم يرفض بشكل كبير معاملة نتنياهو المميتة للفلسطينيين في غزة منذ اندلاع الحرب الوحشية في 7 أكتوبر.
في غضون ذلك، قال نتنياهو في بيان عبر حساب X الخاص بمكتبه، "يجب على المجتمع الدولي أن يواصل الوقوف موحدا في مقاومة هذا العدوان الإيراني الذي يهدد السلام العالمي".
وتابعت الشبكة أنه من المرجح أن تحاول خطوة نتنياهو التالية تثبيت العقوبات، وتوجيه الضربة قبل أن تطغى العناوين الرئيسية السلبية في غزة على النوايا الحسنة الدولية التي يحصدها الآن.
وأضافت أن الساعة تدق، ويحتاج نتنياهو إلى شيئين، الوقت للتحضير لضربة مفاجئة كبيرة، والوقت لتجميع الدبلوماسية الدولية، وبينما يسير كلاهما على إيقاعات مختلفة، تواجه فطنته السياسية التي نسفتها حرب غزة أحد أصعب الاختبارات حتى الآن.
وأشارت إلى أن نتنياهو يدرك تمامًا أنه خسر الدعم الإقليمي ويشعر بغضب القادة العرب من استراتيجيته في غزة، وتحذيراتهم غير المباشرة بأن أي هجوم على إيران لن يمر مرور الكرام.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن استمرار اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي حتى اليوم، منذ الهجوم الصاروخي الإيراني تكشف مدى تعقد الوضع، ويبقى السؤال الأكثر أهمية هو ما إذا كان نتنياهو سيكون قادر على اتخاذ القرار الصحيح وتجنب إشعال فتيل الحرب الإقليمية أو إغراق نفسه في عزلة لا مثيل لها، وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين.