انتخابات الناشرين المصريين
وسط أجواء إيجابية، جرت، أمس، انتخابات اتحاد الناشرين المصريين، بهدف انتخاب ستة أعضاء جدد من إجمالى أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الاثنى عشر.. أهمية الانتخابات هذه المرة أنها ستسفر عن انتخاب رئيس جديد للاتحاد بعد اعتذار رئيس الاتحاد السابق الأستاذ سعيد عبده عن عدم الترشح.. كان من اللافت للنظر إقدام عدد من الأسماء الكبيرة على الترشح ربما للمرة الأولى، مثلما فعل الناشر والسياسى فريد زهران، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى والمرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية.. كان من اللافت أيضًا تنوع أسماء المرشحين ووجود ممثلين لدور النشر الكبرى فى قائمة المرشحين، فضلًا عن تنوع فى الأجيال والانتماءات الفكرية المختلفة، وهو ما يَعد بأداء مختلف لاتحاد الناشرين بعد فترة هدوء أخذ فيها الاتحاد على عاتقه تطهير ساحة النشر من التيارات الإرهابية المتسترة خلف دور نشر عديدة، وقد نجح فى ذلك بالفعل.. من جهة أخرى تنبع أهمية صناعة النشر فى مصر من عدة اعتبارات اقتصادية قبل أن تكون ثقافية أو معنوية، وأهم هذه الاعتبارات أن الكتاب المصرى يحتل مرتبة متقدمة فى قائمة الصادرات المصرية للعالم العربى، وأن الصناعة تشكل مصدرًا للعملة الصعبة، وبالتالى تستحق نظرة مختلفة من جهات تشجيع الصادرات المصرية، سواء عبر إعفاءات من جمارك الورق الموجّه لطباعة كتاب التصدير، أو عبر أشكال أخرى للتعاون والتشجيع.. من المعروف أيضًا أن التوزيع فى الداخل المصرى يشكل محفزًا للصناعة على الاستمرار، ومن ثم على التصدير، وما يمكن أن تقدمه الدولة ببساطة هو نقاط توزيع جديدة للكتاب فى محطات المترو والمونوريل وكل المناطق والمدن الجديدة، التى يمكن أن تشكل مصدر ربح يغطى نفقاتها ويسهم فى إنعاش صناعة النشر المصرية دون دعم مادى مباشر من الدولة.. ليس سرًا أيضًا أن عددًا من دول الخليج الشقيقة تسعى لاستقطاب الناشرين المصريين لنقل شركاتهم إليها ضمن رغبتها فى تدارك ما فاتها فى مجالات الفنون والثقافة، ورغم أن هذا ليس سيئًا على إطلاقه؛ إلا أنه مؤشر على حساسية صناعة النشر وكونها صناعة استراتيجية تشكل مكونًا أساسيًا للقوى الناعمة المصرية، فضلًا عن مردودها الاقتصادى.. أما على المستوى المعنوى، فإن كل كتاب مصرى يحمل صورة طه حسين والعقاد والحكيم ونجيب محفوظ ومئات المبدعين المصريين، هو إشارة تميز لمصر تقول إنه كانت لدينا ثقافة ومثقفون منذ عشرات السنين فى العصر الحديث ومنذ آلاف السنين فى سالف العصور.. حظ جيد لكل المرشحين فى انتخابات الاتحاد ومهام استراتيجية ومختلفة ستكون على قائمة أعمال رئيس الاتحاد الجديد.. حظ سعيد للجميع ولمهنة النشر فى مصر.