ترشيحاتى لدراما رمضان
مهما تقادم الزمن، وتغيرت الظروف يظل لرمضان فى مصر طعم خاص، يمزج فى مذاقه بين روحانية الدين وبين متعة الفن، وكان المصرى الحديث يحمل نفس جينات أجداده الذين بنوا المعابد لأغراض دينية وزينوها ببدائع اللوحات الفنية وكأنهم يقولون للعالم إن الفن والدين سيظلان مفتاح تفرد المصريين، وشفرتهم الخاصة بين شعوب العالم، لذلك يظل «رمضان فى مصر حاجة تانية والسر فى التفاصيل» كما يقول المحب لمصر حسين الجسمى.. لهذا السبب ولغيره تحمل دراما رمضان مواصفات خاصة من حيث المضمون، والرسائل، والمسئولية الاجتماعية والأخلاقية للمسلسلات، وقد حرصت الشركة المتحدة منذ ظهورها على تأكيد هذه المعانى، وترسيخها، والحرص عليها، ما أحدث طفرة حقيقية فى الدراما المصرية على مستوى الشكل والمضمون، مع اتباع أسلوب مهنى يقوم على رصد الأخطاء، وإصلاحها، وتقييم الأعمال المنتجة على كل المستويات لمنح الفرصة للأكثر موهبة وقدرة على النجاح، ومنح مزيد من الفرص للأجيال الشابة والمواهب الجديدة.. وبصفتى مشاهدًا من ملايين المشاهدين العرب والمصريين فقد قررت أن أنشر قائمتى للمسلسلات التى أعتزم متابعتها فى شهر رمضان، بناءً على أسباب نفسية أو شخصية أو انطباعية دون أن يعنى ذلك حكمًا نقديًا عليها أو على غيرها لأنها لم تعرض بعد.. كل ما فى الأمر أنها ترشيحات مشاهد قديم.. لأعمال يقدمها نجوم يحبهم.. وأظن أن أول ترشيحاتى سيكون مسلسل «الحشاشين» الذى يقدمه كريم عبدالعزيز نجم جيل التسعينيات وهذا سبب خاص يجعلنى أشاهد كل أعماله، فضلًا عن أن الإخراج لبيتر ميمى وهو مخرج ناجح يملك أدواته، والنص لسيناريست كبير هو عبدالرحيم كمال، والموضوع تاريخى له علاقة بالحاضر، حيث لا يعرف كثيرون أن مؤسس جماعة الإخوان اقتبس فكرة «التنظيم السرى» من جماعة الحشاشين الباطنية، حيث لم يعرف المذهب السنى فكرة التنظيم السرى إلا مع حسن البنا، الذى اقتبس فكرة «الداعية المدنى» من المذهب الإنجيلى المسيحى، وفكرة «التنظيم السرى» من المذهب الإسماعيلى الباطنى، لذلك أضع المسلسل على قائمة مشاهداتى بجدارة، أما المسلسل الثانى فهو «عتبات البهجة» وسبب المشاهدة الأول هو أنه بطولة يحيى الفخرانى الذى ارتبط جيلى بمشاهدته فى رمضان منذ قدم مسلسل «صيام صيام» عام ١٩٧٩ وتحول مع الوقت إلى نجم دراما رمضان بلا منازع، والسبب الثانى أنه عن رواية رائعة لإبراهيم عبدالمجيد، وإخراج مجدى أبوعميرة وهو مخرج بمذاق التسعينيات وزمن الدراما الكلاسيكية، الترشيح الثالث والأكيد أيضًا هو مسلسل «بابا جه» بطولة أكرم حسنى ونسرين أمين، وكلاهما يقدم ضحكًا مختلفًا، وأنا من محبى أكرم حسنى، وأرى أنه أسهم فى صناعة تيار أسميه «كوميديا الطبقة الوسطى»، وأرى فى مضمونه شبهًا مما كان يقدمه الراحل فؤاد المهندس، لذلك فمسلسله فى قائمة أولوياتى، مسلسل «إمبراطورية ميم» فى نفس المرتبة من الأهمية فى القائمة، لأن النص لإحسان عبدالقدوس أعظم من كتب عن الأسرة المصرية كمؤسسة مصغرة من المجتمع، والبطولة للنجم الناضج خالد النبوى ومعه باقة من الشباب الموهوب على رأسهم نور خالد النبوى الذى حقق نجاحًا كبيرًا فى السينما كنجم شباك، وأظن أن وجوده سيكون من أسباب نجاح المسلسل. من المسلسلات التى أراهن عليها أيضًا «حق عرب»، وأظن أن ذلك بسبب بطله أحمد العوضى، فهو يملك كاريزما نجم الشباك، وأظن أنه من النجوم الذين يعملون على المسلسل ككل ويجتهدون فى تقديم عمل مميز، فضلًا عن نجاحه فى بناء علاقة خاصة مع الجمهور من خلال البرامج والسوشيال ميديا، فى قائمة ترشيحاتى أيضًا مسلسل «نعمة الأفوكاتو» لأن مؤلفه ومخرجه قدما العام الماضى عملًا تجاريًا ناجحًا جدًا هو «جعفر العمدة»، وأظن أن الظروف قد تخدم هذا المسلسل بسبب غياب منى زكى واتجاه نيللى كريم للكوميديا هذا العام، دون شك سأتابع مسلسل «الكبير قوى» الذى أصبح من طقوس رمضان الاعتيادية مثله مثل الفوازير، وأصبحت مشاهدته من أسباب البهجة بغض النظر عن سير الأحداث أو الحلقات أو المواقف بداخله، لأنه تحول لمفردة من مفردات رمضان الدرامية، دون شك سأتابع الحلقات الأولى من مسلسل «جودار» بطولة النجم الكبير ياسر جلال، لأن حلقات ألف ليلة وليلة من مفردات رمضان الدرامية منذ عقود، منذ أن كانت حلقات إذاعية يكتبها الشاعر الكبير طاهر أبوفاشا مرورًا بمراحل مختلفة عاصرناها فى الثمانينيات والتسعينيات ومن المهم الرجوع إليها.. يبقى فى القائمة مكان لمسلسلات يقدمها نجوم كبار أمامهم تحد أن يغيروا من جلدهم الدرامى هذا العام، وسأشاهد حلقاتها الأولى وأكتب عنها بكل تأكيد.. كل عام ونحن طيبون وبخير وسلام.