كتّاب ونقاد: الدراما التلفزيونية أعادت الرواية المصرية إلى الواجهة
حصدت الأعمال الدرامية المأخوذة عن أعمال روائية الصدارة في المتابعة خاصة في السنوات الأخيرة كان من أبرزها أفراح القبة وذات وواحة الغروب وغيرها من الأعمال الدرامية التي أعادت الرواية المصرية إلى الصدارة مرة أخرى نشهد هذا العام أكثر من مسلسل مأخوذ عن رواية مصرية منها: "عتبات البهجة للروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد وإمبراطورية ميم للروائي إحسان عبد القدوس في التقرير التالي نحاول الإجابة عن سؤال: هل تعيد الدراما الرواية المصرية إلى الواجهة؟
قال الكاتب الصحفي محمود الشربيني "بالطبع هذا إثراء للرواية ولمؤلفيها، فعندما تتسع قماشة العرض أمام الجمهور، فتنتقل النصوص من دائرة جمهور القراء إلى نطاق جمهرة المشاهدين فمما لاشك فيه أنه يثري الاثنين الرواية والروائي والأخير بحاجه لجمهور عريض يغريه بالاستمرار ويدفعه نجاحه في الاستحواذ على ذائقة الجمهور أن يكرر التجربة مرارا وتكرارًا، فمن المهم جدا الا نتجاهل حق المبدع في التحقق.
أشار إلى ان "ثمة قيمة اخري مهمة جدا وهي أن الأعمال الدرامية المأخوذة عن إهمال روائية تتسم بسمات عديدة ..و ميزات كثيرة.. أولها الموضوعات والأفكار الجادة والتي تهم الناس .. حتي ولو كانت ذات طابع رومانسي ..فحتى اختبار العاطفة، و ممارسة العشق والوقوع في الحب مسألة مهمة و لطالما في ذروة احساس مجتمعنا بالجفاف العاطفي كانت تأتي أعمال درامية مفاجئة تعيدنا إلى عصر الرومانسية فتجد المجتمع كله مقبلا عليها.
وتابع الشربيني "يضاف إلى ذلك أن الكاتب الذي يبدع رواية أو نصا ما حتى ولو مسرحيا فإن محاولته تتسم بالعمق الشديد لأن المبدع الحقيقي لديه سقف من الإجادة لا يقل عنه.
وأكد الشربيني أن "الحقيقة أن المبدعين هم الأقدر على تقديم المجتمع بروح وثابة وبنظرة ثاقبة ولديهم دوما الرؤية ووجهة النظر. وهذه اهم دعائم بنية المجتمع. ولأن الشيء بالشيء يذكر فإننا لو قارنا نصوصا قدمت من دون أن نستلهم من رواية سنجد أن الكاتب -عدا نوعية من المؤلفين مثل وحيد حامد واسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبد القوي لا يتحسب لأشياء كثيرة وربما يقول لنفسه "مسلسل يفوت ولاحد يموت "فيقدم تيمات مكررة عن القنوات والعصبجية والمخدرات والثأر والصراع على العاهرات و خالتي صفية والدير، وواحة الغروب لبهاء الطاهر وذلك بعكس من يستلهمون من كتاب الروايه.. فحت اليوم مسلسل ذات لابراهيم اصلان يضرب به الامثلة وربما لايحضرني كثير من اسماء الأعمال الدرامية المستلهمة من الروايات.. لكنها بالفعل كثيرة ومميزة.
من جهتها قالت الكاتبة والسينارست هناء عطية: "يحتاج العمل الادبي لكي يتحول إلى عمل تليفزيوني او سينمائي إلى اسلوب خاص في السرد و قدرة على قراءة ما بين السطور الموجودة في العمل الأدبي لتتسع الرؤية لتشمل العمل الدرامي السردي سواءً بالسينما او التليفزيون مع الأحتفاظ بإيقاع خاص مغاير لإيقاع العمل الأدبي و هنا تكمن الخطورة في السرد الدرامي لأنه قد يتعرض العمل الأدبي للتطويل الذي يخفي ثراءه او في احياناً قليلة يضيف إليه من القيمة مثلا " فيلم الموت في فينسيا " و الذي اصبح الفيلم اكثر جمالاً و ثراءً من الرواية.
وعن مسلسل عتبات البهجة وإمبراطورية ميم، ففيهما بالتأكيد ما يثري العمل التليفزيوني أكثر من الدراما السائدة التي تعرض بالسنوات الأخيرة.
من جهتها قالت المخرجة الشابة جميلة ويفي إن الأدب دائمًا يضفي عمقاً وأهمية للسينما والتليفزيون وأن الأعمال التليفزيونية المأخوذة عن الأدب، بالتحديد اذا كانت المعالجة السينمائية أو التلفزيونية تضيف للعمل الأدبي أو الرواية ولنا في ذلك امثلة كثيرة، أما عن الأعمال التليفزيونية المأخوذة عن أعمال ادبية ، فأنا أرى أن هذا يضفي تنوع و غنى للمشاهد و شعبية ايضاً للعمل الأدبي ، فالمؤكد ان جمهور التليفزيون اكثر اتساعاً من جمهور الأدب، تحديداً في السنوات الأخيرة.