سياسى أردنى: وقف حرب غزة وخروج التحالف الدولى من المنطقة سينهى الصراع
أكد الباحث السياسي الأردني رامي الدباس، أن دخول الولايات المتحدة على خط المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط بعد شن ضربات جوية على سوريا والعراق تابعة لإيران وبهذا الشكل الواسع والمفتوح الأمد يُنذر بعواقب قد تكون وخيمة في المنطقة.
وأوضح رامي الدباس في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الطبيعة المعقدة للعلاقة بين العراق والولايات المتحدة تجعل التكهن بأي شيء ممكنًا، فالضربة قد يتسع نطاقها والإجراءات يمكن أن تمتد لتشمل الاقتصاد، وبالمحصلة فإن الوضع السياسي قد يتأثر تبعًا لذلك، لا سيما في ظل اختلاف الرؤى من العلاقة المستقبلية بين البلدين، حيث العراق يسعى لخروج سريع للقوات الأمريكية، ولكن لم يتم تحديد موعد نهائي.
الدباس: وقف التصعيد الإقليمي يتطلب وقف حرب غزة
وأوضح الدباس أن العراق يريد خروجًا سريعًا ومنظمًا لقوات التحالف الدولي ضد داعش عن طريق التفاوض للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه، لكنه لم يحدد موعدًا نهائيًا، واصفًا وجود تلك القوات، وتصرفات الجيش الأمريكي في العراق بأنهما يؤديان إلى زعزعة الاستقرار وسط تداعيات إقليمية، وحرب غزة.
وشدد السياسي الأردني على أن وقف التصعيد الإقليمي، يتطلب أيضًا وقف حرب غزة، كما أن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش لم يعد ضروريًا، مشيرًا إلى أن الدعوات المستمرة منذ فترة طويلة من قبل الفصائل الشيعية، لرحيل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، اكتسب زخما بعد سلسلة من الضربات الأمريكية على الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران والتي هي أيضًا جزء من التحالف.
خيارات بايدن للتصعيد ضد إيران
وأوضح الدباس أنه بناء على كل ذلك سيكون أمام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عدة خيارات الفترة المقبلة منها ضرب الفصائل العاملة في سوريا وهو خيار سهل، حيث لا تربط الولايات المتحدة أي علاقات مع سوريا وهي دولة مستباحة من الكثير من الدول تقصفها إسرائيل وتركيا والأردن وروسيا وإيران والولايات المتحدة، أما الخيار الثاني فهو ضرب الفصائل في العراق وهو خيار آخر وله عواقب سياسية قد تؤدي إلى مزيد من الضغط السياسي العراقي من أجل إخراج القوات الأمريكية من العراق.
وأشار السياسي الأردني إلى أن الخيار الثالث أمام بايدن يتضمن ضرب الفصائل في سوريا والعراق معًا وضرب أهداف داخل إيران نفسها وهذا الخيار الأقل جاذبية، رغم أن الجمهوريين يدعون إليه بقوة الآن، مؤكدًا أنه على الأغلب سيكون الرد- واعتمادًا على تجارب بايدن السابقة وخصوصًا مع الحوثيين وعلى إرث الديمقراطيين مع أزمات مماثلة منذ عهد كلينتون وحتى اليوم- هو ضربات مستمرة ومتعددة قد تشمل العراق وسوريا معًا وتستهدف ليس فقط مخزن سلاح أو منشأة ما أو عدة منشآت، بل مجموعة من البنى التحتية لهذه الفصائل لعرقلة هجمات مستقبلية.
وتابع: "قد تستهدف أيضًا قيادات هذه الفصائل وأفرادها وستتخلى إدارة بايدن هذه المرة عن محاولة تجنب إحداث خسائر بشرية كما حدث سابقًا، ما دامت هجمات الفصائل قد قتلت عسكريين أمريكيين، وهذه المرة ربما يكون الرد استباقيًا بمعنى بدلًا من انتظار الفصيل ليضرب والتصدي للصاروخ أو المسيرة فقد يتم استهداف الخلايا المسئولة عن الضربات قبل تنفيذ عملياتها".
وأكد المحلل الأردني أنه قد يتم توسيع دائرة العقوبات على جهات عراقية وايرانية وسورية الفترة المقبلة لكن كل هذا لا يعني تغييرًا أساسيًا في سياسة إدارة بايدن في المنظقة، بمعنى أنه ليس هناك قرار سياسي بإسقاط النظام الإيراني أو النظام في العراق او النظام السوري، كذلك لا تسعى الولايات المتحدة للدخول في حرب جديدة مع إيران أو العراق أو سوريا، كذلك قد يتم بحث قضية انسجاب القوات الأمريكية من العراق وسوريا بجدية أكبر، وقد تكون نتيجة البحث تسريع عملية الانسحاب أو العكس.
وأوضح الدباس أنه حسب تصريحات أمريكية فإن الرد على إيران سيكون خارج الأراضي الإيرانية، وتشمل مصالح وميليشيات إيرانية في سوريا والعراق واليمن، وسيكون الرد بشكل واسع ويستمر لعدة أيام، لكن إيران أعلنت عن أنها لن تبدأ بالحرب، لكنها سترد علي أي اعتداء عليها، مشيرًا إلى أن التصريحات المتبادلة يرافقها تسيير أمريكا لطلعات لرصد واستكشاف فوق سوريا العراق، فيما بدأت إيران بسحب مستشاريها من سوريا.
وتابع: "إيران تنفي نفيًا قاطعًا علاقتها بمقتل الجنود الأمريكيين الثلاثة في هجوم قاعة البرج 22 على الحدود السورية العراقية وهي محاولة من إيران لتجنب الضربات فيما تضحي بحلفائها في العراق وسوريا واليمن".
وقال المحلل الأردني إن حدثت ضربات أمريكية أوسع الفترة المقبلة فإن الصراع لن يندلع بشكل واسع لرغبة أمريكا وإيران بعدم توسيع دائرة الصراع بين البلدين لوجود مصالح يحرص الطرفان علي إبقائها، حيث لا تريد الولايات المتحدة حربًا مباشرة مع إيران، والدولتان لا تريدان حربًا مباشرة بينهما.