"الصحافة المحلية بين الواقع والتجارب العالمية" جديد معتز الجنيدي
صدر حديثًا كتاب "الصحافة المحلية بين الواقع والتجارب العالمية" للدكتور معتز الجنيدي.
يتناول الكتاب تجارب الصحافة المحلية في مصر والعالم من خلال ثلاثة فصول رئيسة، هي: الفصل الأول "الصحافة المحلية في مصر"، الفصل الثانى "خريطة الصحافة المحلية في مصر"، الفصل الثالث"نماذج من الصحافة المحلية والإقليمية في العالم".
من أجواء كتاب "الصحافة المحلية بين الواقع والتجارب العالمية"
يمثل الإعلام المحلي، بكل وسائله– أداة أساسية للوصول إلى المجتمعات المحلية ذات الأوضاع الخاصة، والتي تختلف فيها عن غيرها من المجتمعات داخل الدولة الواحدة.
ونظرًا للقرب بين أطراف العملية الاتصالية، تبرز أهمية هذا المستوى من الاتصال في خدمة قضايا التنمية والتطوير، حيث تلعب الصحافة المحلية دورًا مهمًّا في المجتمع، إذ تعمل على كسر المركزية التي تعاني منها كثير من المجتمعات، كما أنها حلقة الوصل بين المواطن المحلي والمسئولين التنفيذيين.
وعليه فإن أمام القائمين على الصحافة المحلية آفاقًا رحبة للنهوض بالمناطق التي ينشرون عنها ويهتمون بأخبارها، والإسهام في بناء الوعي السياسي والثقافي والتنموي، والمشاركة في رفع المستوى المعيشي للسكان ومحاولة اكتشاف المواهب الشابة وتنميتها في المجتمع.
يمكن للصحافة المحلية أن تكون أكثر ثراء إذا أفسحت المجال لتحقيقات عن ظروف الحياة بدل الاكتفاء بخدمة إخبارية لا تؤدي على الأغلب دورًا، والعمل على إيجاد إعلام محلي يحترم خصوصية المجتمعات، ويعبر بقوة عن المشكلات والتحديات التي يعانيها المواطنون كافة، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية.
وحتى تستطيع الصحافة المحلية القيام بدورها فعليها أولًا أن تتخطى المشكلات والتحديات لتقديم صحافة مهنية متميزة، ومن بين هذه التحديات ضعف المصادر الخبرية المتاحة أو انعدامها في كثير من الحالات، وتحدي الوصول إلى المواطن وفهم رسالة الإعلام الفهم الصحيح، والتحلي بالمصداقية والموضوعية، وعدم مهنية المنتسبين للصحف المحلية وعدم حصولهم على المؤهلات التي تجعلهم جديرين بالعمل الصحفي.
معوقات عمل الصحافة الإقليمية
إن ما يعوق عمل الصحافة الإقليمية يتلخص في انخفاض مستوى الكفاءة لدى نسبة غير قليلة من العاملين المبتدئين من غير المتخصصين أو من يفتقدون الخبرة بالعمل الصحفي بما يترتب عليه غياب الإدراك بطبيعة الدور، إضافة إلى العديد من المعوقات الأخرى التي تحول بينهم وبين الوصول إلى عمل مهني منضبط، والتحدي المهني والأخلاقي، فهناك تراجع مهني بالصحف يتعلق بانخفاض جهد المحررين في التغطية الخبرية، فضلًا عن كيفية إيجاد التوازن بين الحق في النشر، والحق في الحصول على المعلومة دون الإخلال بالقيم المهنية للتغطية الخبرية .
ومعظم هذه الصحف غير مصرح لها لا من قبل الهيئة الوطنية للصحافة ولا من قبل نقابة الصحفيين، ومن ثمَّ فهي تقع تحت طائلة الصحف غير الشرعية بدرجة كبيرة، كما أن القائمين عليها بعضهم فقط نقابي إما رئيس التحرير أو يرأس مجلس الإدارة تحت ستار أن القانون ينص على ذلك، فيكون دوره مجرد اسم فقط، ولكن الصحيفة كلها قائمة على طلبة من أقسام الإعلام أو من لم يجدوا عملًا حكوميًّا أو مؤسسات، ولذا أصبحت الصحافة المحلية مهنة من لا مهنة له. إضافة إلى تحدي كيفية مواكبة التطورات التكنولوجية، خاصة بعد احتلال المواقع الإلكترونية المركز الأول في السبق الصحفي، وتفوقها على الصحافة الورقية، التي أصبحت تنشر أخبارًا حدثت بالأمس، والقارئ اطلع عليها لحظة وقوعها، وما يحدث في العالم الآن هو التحول السريع من صحافة الخبر إلى صحافة المعلومات، وليس أمام الورقية سوى البحث عن مزيد من العمق، بدلًا من أن تظل حبيسة الأساليب التقليدية ذاتها التي دأبت عليها منذ سنوات طوال، إضافة إلى أن التمويل هو تحدٍ آخر يواجه الصحافة المحية، ما أدى لإغلاق الكثير من الصحف بعد تراجع أرقام توزيعها وضعف إيرادات الإعلان لديها، وكل ذلك يلقي مسئولية كبيرة عليها، بل يطالبها بالبحث عن بدائل أخرى للتمويل.