الأوبزرفر: استقالة نتنياهو ورحيل حكومته المتطرفة ضروري لإنهاء حرب غزة
أكدت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، أنه كان من الواضح قبل وقت طويل من عملية طوفان الأقصى، أن إسرائيل في حاجة ماسة إلى تغيير القيادة، وهذه الحاجة أصبحت ملحة الآن، حيث يتعين على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يستقيل في أقرب وقت والتوقف عن المزيد من الإخفاقات وخلق الأزمات لإسرائيل أكثر.
إخفاقات نتنياهو السبب الرئيسي في أزمة غزة
وتابعت أنه كان يتعين على نتنياهو أن يستقيل بسبب الإخفاقات الأمنية التي تسببت في عملية طوفان الأقصى، وبدلا من ذلك، ألقى باللوم على الآخرين، وقال رئيس وزراء الاحتلال إن الأزمة تتطلب منه البقاء وقيادة حرب لتدمير الإرهابيين، وقد وعد مرارًا وتكرارًا بتحقيق "النصر الكامل" وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. لكنه فشل مرارا وتكرارا في تحقيق ذلك.
وأوضحت الصحيفة أن أعمال العنف المستمرة لم يسبق لها مثيل، وحماس لم تهزم، وما زال العديد من الأبرياء في الأسر، والحكومة والبلاد منقسمتان حول التكتيكات والتسوية طويلة الأمد، ما يعني أن نتنياهو يجب أن يرحل.
وأشارت إلى أن غزو واحتلال غزة، الذي بدأ في أواخر أكتوبر، يتحول الآن إلى كارثة بالنسبة لإسرائيل، وهي بالفعل كارثة بالنسبة للفلسطينيين، حيث استشهد ما يقرب من 25 الف فلسطيني، وفقًا لأرقام وزارة الصحة المحلية، وحذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن 2.2 مليون شخص يواجهون ظروف المجاعة، والتي تفاقمت بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة وعرقلة المساعدات الإنسانية، كما أن معظم المنازل في الشمال غير صالحة للسكن، وتعتبر غزة الآن أخطر مكان على وجه الأرض بالنسبة للأطفال، إن مثل هذا البؤس لا يوصف ويشكل عارا للجميع.
كما أشارت إلى أن الكارثة التي تجتاح إسرائيل تطورت بشكل أبطأ في أعقاب الصدمة المباشرة التي وقعت في 7 أكتوبر - ولكنها، من نواحٍ عديدة، ليست أقل وجودية، حيث يعترف الرئيس يتسحاق هرتسوج بأن الجمهور لم يعد يشعر بالأمان، واهتزت الثقة في القيادة السياسية للبلاد، المنخفضة بالفعل، وفي قواتها الأمنية ووكالات الاستخبارات بشدة.
وأدت "الحرب الشاملة" التي يشنها نتنياهو في غزة إلى تأجيج الصراع في الضفة الغربية المحتلة، مع حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وتواجه إسرائيل الآن صراعًا متعدد الساحات قد يستمر لعدة أشهر ويؤدي إلى سقوط المزيد من القتلى.
واوضحت الصحيفة أن حرب نتنياهو أدت إلى انتكاسة عملية التطبيع بموجب اتفاقات إبراهيم بين إسرائيل ودول الخليج العربية، حيث عزلت البلاد دوليًا إلى درجة غير عادية، وفقًا للتصويتات الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما تواجه اتهامات في محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية، وهو ما تنفيه، كما أن العلاقات مع الدول الأوروبية الصديقة، التي ترفض دعواتها الحماسية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، متوترة للغاية، ومن الجدير بالذكر أن نتنياهو الآن في نزاع مفتوح مع الولايات المتحدة، الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل، ومقدم المساعدات ومورد الأسلحة.
وأفادت بأنه أصبح من الواضح للجميع تقريبا أن اعتماده على الوزراء المتطرفين اليمينيين يشوه عملية صنع القرار المعقولة، ويشعر العديد من الإسرائيليين بالفزع من سلوك نتنياهو الأناني والمدمر، حيث تتزايد الضغوط الداخلية من أجل تغيير رئيس الوزراء وتغيير حرب إسرائيل واستراتيجيات ما بعد الحرب.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الجمهور لم يعد يثق في نتنياهو ويريد رحيله. كما تراجعت مكانة حزبه الليكود أيضا، ومن الواضح للجميع تقريبا أن اعتماد رئيس الوزراء على الوزراء المتطرفين اليمينيين للحفاظ على تماسك ائتلافه يشوه عملية صنع القرار المعقولة. وتطالب أحزاب المعارضة بإجراء انتخابات مبكرة.