مع اقتراب حلوله.. تعرف على أسماء عيد الغطاس المجيد
تحتفل الكنائس المصرية حاليا بفترة أعياد الكريسماس التي تختتم باحتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الغطاس يوم 19 من يناير الجاري.
وعلى خلفية الاحتفالات أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية عن أسماء عيد الظهور الإلهي.
أسماء عيد الظهور الإلهي
وقال خلالها إنه بخصوص عيد الظهور الإلهي "(ثيوفانيا)، أو الظهور الفوقاني "(إبيفانيا) ، فبادئ بَدْءٍ أن عيد الظهور الإلهي"(ثيوفانيا) والمعروف أيضًا بـ"الظهور الفوقاني" "(إبيفانيا)" هو المعروف في بلادنا - الشرق المسيحي - بـ"عيد الغطاس" أو "عيد معمودية شخص السيد المسيح" أيضًا، حيث أنه هو:
أولاً: عيد الظهور الإلهي "(ثيوفانيا) "، حيث ظهر الثالوث القدوس في أيقونة ومشهد معمودية كلمة الله المُتجسد، حيث انطلق من السماء صوت الآب وظهر الروح القدس بهيئة حمامة وكان كلمة الله حاضرًا في نهر الأردن، ولم يكن هذا إلا أيقونة الظهور الإلهي. ومصطلح "(ثيوفانيا) " هو مصطلح يوناني وهو عبارة عن كلمتين مدغمتين معًا الأولى هي "(ثيوس) " ومعناها "إله، الله" والثانية "(فانيا)" ومعناها "ظهور".
ثانيًا: عيد الظهور (الإعلان) الفوقاني "(إبيفانيا) "، حيث ظهر وأعلن الله عن ذاته من فوق أي من السماء. ومصطلح "(إبيفانيا) " هو مصطلح يوناني وهو عبارة عن كلمتين مدغمتين معًا الأولى هي "(إبي) " وتعني "فوق، على"، والثانية "(فانيا) " ومعناها "ظهور".
ثالثًا: عيد الغطاس، فموضوع الغطاس جاء واشتق من وصف المعمودية، فكلمة المعمودية في اللغة اليونانية، اللغة التي كُتب فيها العهد الجديد هي "(فابتيزما) "، وهي اسم، ومنها يأتي الفعل "(فابتيزو) " ومعناه "أعتمدُ، أصبغ، أطمر، أغطس،..." والكلمتان مشتقتان من "(فابتو) "، وتعني "أغمس، أغمر، أصبغ".
ومصطلح "(فابتيزما) " معناه الصبغة والكلمة مستخدمة عن مَنْ يعملون في الصباغة وجاء منها "(فابتيزتيس) " أي القائم على التعميد والكلمة معناها أصلًا الصابغ ولذلك دُعي يوحنا المعمدان بالصابغ.
فمن خلال الصبغة والصباغة والصباغ نعرف أنه مستحيل أن تُصبغ الملابس بدون غمس أو تغطيس للملابس في الصبغة لوقت.
فالغطاس كوصف وشرح للمعمودية على إنها صبغة الحياة الجديدة وثوب بر المسيح.
رابعًا: معمودية شخص السيد المسيح (كلمة الله).
نزل كلمة الله المُتجسِد إلى نهر الأردن لا ليقبل معمودية التوبة حيث أنه هو الوحيد الذي بلا خطية الذي قال لليهود: "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟" (يو 8 : 46) أي مَنْ مِنْكُمْ يمسك عليَّ خطية؟، لكنه قد قبِلَ معمودية التوبة ليس لسبب إلا ليُقدِس الماء ويجعله مصدرًا لولادتنا منه حينما نعتمد من الماء والروح، ومجيء الروح القدس على هيئة حمامة كان لمَسْح الرب يسوع من جهة الناسوت لأنه بلاهوته في وحدة مع الروح القدس ولكن في تجسُده أصبح رئيس الكهنة والنبي والملك.
أما إيمان الكنيسة عن معمودية الماء والروح التي أسسها السيد المسيح هو كما جاء في رسائل القديس بولس حيث إنها موت ودفن وقيامة مع السيد المسيح، كما في النص "مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ" (كو2 : 12). وأيضًا "فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟" (رو 6: 4). والجدير بالذِكر أن معمودية الرب يسوع كانت بالتغطيس في نهر الأردن، حيث إن نهر الأردن معروف بضفتيه ولذلك قيل عن الرب يسوع "وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ." ( مر 1 : 10 )، والنص اليوناني لهذه الآية ترجمته الحرفية هي: "حينما تمت معموديته كان الماء يُغطيه بالكامل"، وهذا يتناسب مع عقيدة الكنيسة وطقسها من أن المعمودية هي كما ذكرت أعلاه (موت ودفن وقيامة مع المسيح).
الجدير بالملاحظة في النص اليوناني لهذه الآية هو أن كلمة "(أنافَينُون)" ومعناها "صاعد" جاءت اسم فاعل للمذكر المفرد في حالة الفاعل للمضارع من الفعل "(أنافَينو) " بمعنى "أَصعدُ"، ولم تأت الكلمة فعلاً. والكلمة توضح أنه كان في قلب النهر، وبِناءً على ذلك نفهم أن معموديته كانت بالتغطيس، كما تفعل كنيستنا الأرثوذكسية.