نيويورك تايمز: الهجمات فى البحر الأحمر وعلى إسرائيل تعزز مكانة "الحوثيين"
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، إن جماعة "الحوثيين" اليمنية، التي تطلق صواريخ باتجاه إسرائيل وتهاجم السفن التي تبحر عبر البحر الأحمر، تكتسب شعبية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتبني نفوذًا إقليميًا يمكن أن يساعد في توسيع قوتها في الداخل.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن ضربة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران لناقلة نرويجية يوم الإثنين بصاروخ كروز، هي واحدة من أولى ضرباتها الناجحة بعد أسابيع من التهديدات، وتمثل تصعيدًا كبيرًا.
وتابعت: "في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث تركت الحرب في غزة المواطنين يغلون بالغضب من إسرائيل والولايات المتحدة- وفي بعض الحالات، من حكوماتهم المدعومة من الولايات المتحدة- أشاد الناس بالحوثيين باعتبارهم إحدى القوى الإقليمية الوحيدة الراغبة في التصدي للحرب وتحدي إسرائيل بما هو أكثر من الكلمات القاسية".
في هذا الإطار، نقلت الصحيفة آراء بعض الخبراء؛ حيث قال خالد نجيم، الذي يعمل في شركة مستلزمات طبية في صنعاء، العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون: "ما فعلوه أعطانا كرامة، لأنهم فعلوا ذلك في وقت كان الجميع يتفرجون فيه مكتوفي الأيدي".
وقال يوئيل جوزانسكي، زميل أبحاث كبير في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إن تلك الحملة حوّلت الحوثيين من قوة محلية وإقليمية إلى قوة ذات تأثير عالمي.
الهدف حصة أكبر من اليمن
وقال جوزانسكي، وهو مسئول إسرائيلي سابق في تصريح للصحيفة: "في نهاية المطاف، ما يريدونه حقًا هو حصة أكبر في اليمن، وربما يريدون القيام بذلك من خلال التحول إلى مشكلة عالمية".
وقال فارع المسلمي، زميل أبحاث يمني في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس، مجموعة الأبحاث التي يوجد مقرها في لندن: إنه الآن على وجه الخصوص، عندما يكون الحوثيون على وشك التوصل إلى اتفاق سلام مع المملكة العربية السعودية من شأنه أن يعترف بسيطرتهم على شمال اليمن، لذا فإن الحرب في غزة تمثل "فرصة هائلة لهم للحصول على الشرعية في المنطقة".
وأضاف المسلمي: "في الوقت الحالي، يخلط كل من في المنطقة بين اليمنيين والحوثيين، وبالنسبة للحوثيين، هذا أفضل شيء يمكن أن يحدث".
وسيطر الحوثيون، وهم مجموعة قبلية منفصلة، على جزء كبير من شمال اليمن منذ اقتحامهم صنعاء في عام 2014، وزادوا قدراتهم العسكرية تدريجيًا وحققوا فوزًا فعالًا في الحرب ضد التحالف الذي تقوده السعودية، والذي أمضى سنوات في محاولة هزيمتهم، والآن بعد أن هدأ القتال الأعنف في الحرب الأهلية في اليمن إلى حد كبير، تعمل الجماعة المسلحة بشكل متزايد كحكومة أمر واقع.
ووصفوا هجماتهم الأخيرة بأنها حملة تضامن مع 2.2 مليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار والقصف الإسرائيلي لغزة، والتي تم إطلاقها ردًا على هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس.
وفي البيانات التي أعلنوا فيها عن هجماتهم، أطلق الحوثيون على أنفسهم اسم "القوات المسلحة اليمنية"، متجاهلين وجود حكومة معترف بها دوليًا وجماعات مسلحة أخرى متمركزة في جنوب البلاد.
والثلاثاء، نشر محمد علي الحوثي، العضو البارز في حركة الحوثيين، تحذيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي يوضح مخاطر السفر في البحر الأحمر، وطلب من السفن عدم السفر إلى "الموانئ المحتلة في فلسطين" والاستعداد للاستجابة لأوامر "البحرية اليمنية".