غزوة 2011 وعبور 2024
يتساءل البعض عن أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية وعلاقة الإدلاء بالصوت الانتخابي بالواجب الوطني والالتزام الديني، وعلاقه كل ذلك بمستقبل مصر ومكانتها بين الأمم، فالبعض يرى أنه لا رابط بين ما سبق اللهم إلا الظهور اللائق بشعب مصر في هذه المرحلة المهمة وفي نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين حيث التطور الديمقراطي الذي التحقت به معظم الدول بما فيها دول نامية حديثة العهد بالاستقلال الوطني وبالديمقراطية عمومًا، عكس مصر دولة الحضارة والحضور الدولي والإقليمي.
ونعود مع بعض قليلًا لعام 2011 حين اعتبرت جماعة الإخوان الإرهابية خوضها للانتخابات بمثابة "غزوة"، والغزوة في القاموس العربي وفي مفهوم الجماعة هي الحرب على الكفار.
وقد سجلت الذاكرة الوطنية هذا المعنى على لسان الشيخ محمد حسين يعقوب أحد رموز تيار الإسلام السياسي والمتحالف وقتها مع جماعة الإخوان، حين وصف الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي أُجري فى شهر مارس عام 2011 بأنه "غزوة الصناديق"، مؤكدًا ما أسماه وقتها بـ"انتصار الدين"، وقال يعقوب بمنتهى الجرأة والتبجح: كان السلف يقولون بيننا وبينكم الجنائز، واليوم يقولون لنا بيننا وبينكم الصناديق، وقالت الصناديق للدين (نعم).
هكذا ترى جماعات الشر الانتخابات في مصر، وهكذا يوظفون الدين لمصلحتهم ويستغلون العاطفة الدينية في خدمة أغراضهم ومطامعهم.
أما نحن فنقول للجميع إن المشاركة فى الانتخابات والإدلاء بالصوت واجب وطني، والفرق بيننا وبينهم واضح وضوح الشمس.
فرؤيتنا لمصر أنها الوطن الرابط بين المصريين جميعًا، كل المصريين، بغض النظر عن الاختلاف في الدين أو الانتماء السياسي، جميعنا في حب الوطن على قلب رجل واحد.
هم يرون الانتخابات غزوات، ونحن نراها حقًا دستوريًا وواجبًا وطنيًا، وعملية عبور بالوطن لبر الأمان، ونحن نراها منافسة في سباق سياسي وليس دينيًا، نتنافس على حب الوطن هدفنا خدمته ومستقبله ومستقبل أبنائه.
هم يعتبروننا كفارًا ونحن نعتبرهم شركاء في وطن واحد، الفيصل بيننا هو القانون، فإن وضعونا في خانة الأعداء اليوم، فنحن ننظر لمستقبلهم وأبنائهم في الغد.
وحالة التربص بمصر لا تقتصر على جماعات الشر وحدها، فمصر في هذه المرحلة تواجه تحديات ومخاطر داخلية وخارجية كبيرة علينا جميعًا أن نكون على قدر مسئولية المرحلة بما يعكس صورتنا الحقيقية أمام العالم، بالمشاركة الانتخابية الإيجابية التي تليق بمصر وشعبها، والتي تُسهم في بناء المستقبل وتحبط أي مؤامرات.
نثق في قوة الدولة المصرية وقدرتها على مواجهة التحديات، وصد أي خطر، فمهما كان حجم المؤامرات ومهما تنوعت مصادر الخطر وقوته فلن تتأثر الدولة المصرية، لكن التزامنا تجاه وطننا وحرصنا على حاضره ومستقبله ومكانة بلدنا وقوتها بين الأمم يحتم علينا المشاركة في عملية العبور الجديدة بمصر ضد أعداء مصر الحقيقيين في الانتخابات الرئاسية مصر 2024.