رسائل تصويت المصريين
انتهت المرحلة الأولى من عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية مصر 2024 للمصريين المقيمين فى الخارج، والتى يمكن وصفها بالتاريخية والمشرفة أيضًا، فحرص أبناء الوطن وطيوره المهاجرة على المشاركة رغم صعوبة الانتقال من مدينة إلى أخرى ومن ولاية لغيرها كطبيعة وجود اللجان في السفارات والقنصليات المصرية الموزعة فى 121 دولة، يؤكد مدى الوعى والانتماء الوطنى لدى الناخب المصرى المقيم خارج البلاد، وتفاعله مع الوطن وقضاياه وحرصه على مستقبله.
خروج المصريين للتصويت فى بلاد الغربة وجّه عدة رسائل للعالم أجمع، أولاها تأكيد الانتماء الوطنى لأبناء مصر فى الخارج، وحرصهم على تأدية حقهم الدستورى، وتأكيد الارتباط الوثيق بينهم وبقضايا وطنهم مهما بعدت المسافات ومهما طال غيابهم، فهم نبت أصيل لهذه الأرض لا تنسيهم الغربة حبه والحرص على مستقبله.
شهد العالم أجمع توافد المصريين المقيمين في أوروبا والولايات المتحدة والخليج وآسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية كيف عبّر المصريون عن فرحتهم بالمشاركة فى اختيار رئيسهم القادم دون أى توجيه مسبق من أحد وبرغبة حقيقية فى التواصل والتفاعل مع وطنهم.
والآن جاء الدور على أبناء الوطن فى الداخل، ليبعثوا بالرسالة ذاتها للخارج، لنؤكد أننا من هنا نُعلن تمسكنا بحقنا الدستوري في المشاركة، وأن انتماءنا الوطني يُحتم علينا الخروج والتعبير عن رأينا بحرية مطلقة.
عشرات الفتاوي أطلقها شيوخ وعلماء دين وأزهريون تؤكد على حتمية المشاركة الانتخابية، باعتبارها شهادة وأمانة فى عنق كل مواطن، واعتبار كاتمها آثم قلبه، مستندين لعشرات الآيات القرآنية التى تحث على عدم كتم الشهادة، وعلى أن مراعاة مصالح الأمة واجب يحتمه الدين، وأن المشاركة فى الاستحقاقات الدستورية تزيد من الوعى والانتماء الوطنى وتنمى الشعور بالكرامة والقيمة الشخصية للمواطن.
والواقع أن المشاركة الجماهيرية الكبيرة تُعزز من صورة مصر أمام العالم، وتغلق الطرق أمام المتآمرين، وتُضيع عليهم ذريعة مهاجمة مصر أو الاصطياد في الماء العكر، خاصة في ظل التطورات العالمية الحالية، وانعكاس المواقف الحاسمة لمصر ووقوفها كحائط صد ضد العديد من المؤامرات، التي تحاك ضد أمتنا العربية ومحاولات الإجهاز على القضية الفلسطينية، وها هى الأيام تثبت أنها مؤامرة عالمية تقف مصر حتى الآن وحدها فى مواجهتها بجانب صمود الشعب الفلسطينى البطل، نصر الله فلسطين وحمى الله مصر.