الانتخابات.. فريضة وطنية
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المزمع إقامتها أول ديسمبر الحالي والأيام التالية في الخارج تذكرت ملحمة الانتخابات عام ٢٠١٤، وكنت أيامها أعمل في دولة الإمارات العربية الشقيقة أثناء تولي الصديق المرحوم السيد تامر منصور منصب سفير مصر في الإمارات.
كانت المنافسة علي المنصب الرئاسي محصورة بين السيد عبدالفتاح السيسي والسيد حمدين صباحي.. ورغم أن النتيجة كانت شبه محسومة لصالح السيسي إلا أنها كانت عرسًا ديمقراطيًا في حب مصر.. حيث اختفت الوجوه المأجورة والذقون الطويلة والجلاليب القصيرة وأسفلها الشباشب (المتسخة دائمًا بالأتربة) التي كانت تتزاحم دائمًا باستماتة داخل مقر السفارة المصرية بأبوظبي سواء في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٢ أو في الاستحقاقات الدستورية المصرية التي تلتها.
كانت الصورة مختلفة تمامًا في انتخابات مايو ٢٠١٤.. شبان وشابات في مقتبل العمر، وأسرًا مصرية أصيلة تصحب أطفالها، وزحامًا منظمًا وراقيًا ولافتات وأعلامًا مصريةً تملأ جنبات قاعة التصويت، وأسفرت نتيجة الانتخابات عن فوز السيد عبدالفتاح السيسي علي منافسه السيد حمدين صباحي بنسبة ٩٧٪ في مظاهر حب رائعة.
أتوقع أن تتكرر غدًا مظاهر الحب هذه في كافة الدول العربية والأجنبية من الجاليات المصرية الأصيلة لتدلي بصوتها تأكيدًا لثقتها في القيادة المصرية الحالية، بعد أن أوضحت لنا الأحداث الراهنة بجلاء الحاجة الماسة لقيادة ذات خلفية مخابراتية وعسكرية قوية من أجل استمرار مسيرة البناء ومواجهة التحديات المحيطة من أجل مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة.