الكنيسة المارونية تواصل احتفالاتها بـ أسبوع بشارة العذراء مريم
تستكمل الكنيسة المارونية اليوم الخميس، احتفالاتها بـ أسبوع بشارة العذراء.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
عندما رجع الرّب يسوع المسيح من الهيكل ومن أورشليم إلى الناصرة مع أهله، مكث معهما هناك حتى بلغ سنّ الثلاثين "وكانَ طائِعاً لَهُما" .
لا نجد في الكتب شيئًا مذكورًا عن أعمال المسيح في صباه
لا نجد في الكتب شيئًا مذكورًا عن أعمال المسيح في تلك الآونة، وهذا يدعونا للتعجّب... لكن انتبه وستدرك أنّه رغم أنه لم يفعل شيئاً، فإنّه قد فعل العجائب. والواقع أنّ كلّ فعل صدر عنه كان يظهر سرّه. وكما تصرّف بفعل قوّة عظيمة، كذلك سكت بفعل قوّة عظيمة وبقيَ في المعتزل والظلال بفعل هذه القوّة. إن معلمنا الكليّ القدرة، الذي سيرشدنا في طرق الحياة، بدأ منذ أن كان صغيرًا بأعمال قويّة ولكن بطريقة غريبة، غير مسبوقة ومذهلة بطريقة أظهرته للبشر كشخصٍ جاهلٍ وعديم الجدوى...
لقد واظب على العيش بتلك الطّريقة ليحكم عليه البشر كشخص دون المستوى؛ وهذا ما قصده النبيّ بقوله: " أَمَّا أَنا فدودَةٌ لا إِنْسان عارٌ عِندَ البَشَرِ ورَذالةٌ في الشَّعْب". هل فهمتم إذاً ما كان يفعله بعدم فعله أي شيء؟ لقد جعل نفسه وضيعًا...؛ أتعتقدون أن هذا شيء يُستهان به؟ وهذا بالتأكيد ما نحتاجه نحن وليس هو. أنا لم أعرف شيئًا أصعب وأكبر من هذا. وبدا لي كأنّه وصل إلى أعلى درجات السموّ حيث أنّه، من كلّ قلبه ومن دون خداع، لم يبحث إلا عن جعل نفسه وضيعًا وألا يُحسب له حساب وأن يعيش في الازدراء التام. وهذا انتصارٌ أعظم من السيطرة على مدينة ما.
الله إذًا الذي أَلْهَمَ أسفارَ العَهدين وألَّفَها، قد رَتَّبَ الأمورَ بحكمتِهِ، كي يحتَجِبَ الجديدُ في القديمِ ويَتَّضِحَ القديمُ في الجديدِ. فمع أنَّ الربّ يسوع المسيحَ قد أسَّسَ في دمِهِ العهدَ الجديدَ ، غير أنَّ أسفارَ العهدِ القديمِ كلّها، وقد دخلت في صلب البشارةِ الإنجيليّةُ، تكتَسِبُ كمالَ معناها وتُظهره في العهدِ الجديدِ ؛ وبدورها هي تُنيرُهُ وتشرحُهُ.