عم بطاطا والخفافيش وغزة
قال الشاعر: «عم بطاطا بيمشى فى حاله.. علشان رزقه ورزق عياله.. غصبّن عنه يقف يتكتّف. بس بكيفه يفك حباله. عم بطاطا لذيذ ومعسل. عمره ما طاطا لغير الله.. لما الدنيا بتقسى يمثل.. إنه خلاص سلّم لأضاه.. قال إيه خلاص سلّم لأضاه. عم بطاطا يزُك الزكّة.. يُعبر سينا ويفتح عكا.. وبيصبر ع الجار السو.. خمسين سنة ويقول دول فكه.. عم بطاطا لذيذ ومعسل».
تذكرت هذه الكلمات التى وصف بها الشاعر الكبير جمال بخيت حال المواطن المصرى العادى وأنا أتابع دخول الشاحنات المصرية لقطاع غزة عقب إقرار الهدنة يوم الجمعة الماضى واستمرار تدفقها فى مشهد حضارى وإنسانى غاية فى الجمال والروعة وتستمر الشاحنات فى التدفق بحوالى 200 شاحنة يوميًا.
«عم بطاطا» وفى وصف جمال بخيت يبدو عليه الطيبة وخفة الدم، يعتز جدًا بكرامته، يصبر لكن صبره محدود ومشروط، ولو زك الزكة هيعبر سينا ويفتح عكا بإذن الله.
وهذا حال المصريين جميعًا، صبرنا محدود ومشروط، عمرنا ما استسلمنا لأحد ولا لأزمة ولم نُهزم ولم نقبل الهزيمة أبدًا، خفة دمنا انعكاس للذكاء والثقة فى أنفسنا وإننا قادرون فى أى وقت على تحقيق ما نريد وقتما نريد.
يحاول الخفافيش من عملاء الأفكار الغربية وسجنائها أن يشككوا فى الدور المصرى وفى قدرتها على الفعل، وجميع من نطق الآن كان يلتزم الصمت طوال الخمسين يومًا الماضية، لم نر تصريحًا له قيمة من الدكتور محمد البرادعى الذى نطق أخيرًا معبرًا عن استيائه من فرحتنا بالهدنة، ولا من الإعلامى «الأمريكانى» حافظ المرازى الذى يحاول إلصاق فكرة إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح بمصر وهو يعرف أنها كذبة وافتراء يراد بهما التشكيك فى الدور المصرى من القضية الفلسطينية وعلى المرازى وحده تفسير إذا كان يملك شيئًا من المصداقية أن يثبت صحة هذا الادعاء ولماذا الآن؟ ولماذ لم يرحب باتفاق الهدنة بمساعٍ مصرية ناجحة؟!.
فى الوقت الذى شهد، وأشاد، العالم أجمع بالدور المصرى، منذ بدء الأزمة وحتى إقرار الهدنة ودخول المساعدات العاجلة والملحة بكل أنواعها من مواد بترولية وأغذية وكل أنواع الخدمات الطبية بما يتجاوز 11 ألف طن من المساعدات المصرية لوحدها وبما يقدر بأربعة أضعاف ما قدمته دول العالم أجمع بما فيها شركاء العروبة من الدول العربية.
ويستمر الشعب المصرى فى عطائه ودعمه المفروض عليه بحكم العروبة والأخلاق والقيم والإنسانية فى تنظيم حملات جمع التبرعات من خلال الحملات الإعلانية التى تحولت جميعها لنصرة أشقائنا، برضا ودعم شعبى كبير للموقف المصرى من القضية الفلسطينية.