رسالة للغرب!
الرسالة موجهه لشعوب الدول الغربية:
فى حكمته قال عبدالله بن المقفع فى ترجمته للكتاب الحِكمى الشهير: (كليلة ودمنة) «من أمن العقوبة أساء الأدب»، مرسلًا الكثير من المواعظ والعبر والحكم على ألسنة الطيور والحيوانات.
مقولة ابن المقفع تنطبق حرفيًا على حالة دولة العدو الصهيونى التى ابُتلينا بها قبل منتصف القرن الماضى بوعد إنجليزى حقير أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق بإنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين العربية.
من يومها لم تتوقف عصابات بنى صهيون عن ارتكاب كل أنواع الجرائم والمذابح، قتل وذبح وسرقة وفجر وعربدة، لم يجلس الصهاينة يومًا على مائدة مفاوضات إلا بعد هزيمة عسكرية، أو إذا ضُرب «علقة موت» من يد عفية بلغتنا العربية يد تحمل السلاح.
حصل ذلك خلال حرب 48 فحرر قطاع غزة وآلت إدارته للحكومة المصرية وحررت الضفة الغربية التى حررتها الجيوش العربية فى نفس الحرب، لم ينسحب العدو من أرضًا محتلة من تلقاء نفسه أبدًا، كما حدث فى سيناء بعد «علقة» أكتوبر73 وجنوب لبنان مرات عديدة كان آخرها عام 2006.
سلوك الجبناء نعرفه نحن العرب بمقولة «اللى يخاف ولا يختشى» وهو ما تفعله دولة الاحتلال الصهيونى بحماية أمريكية بلغ بجاحته أنه وقف مدافعًا عن جرائم الإبادة الجماعية والقتل والتخريب بـ 45 «فيتو» كان آخرها الاعتراض على هدنه إنسانية من العدوان المستمر على شعب غزة الأعزل.
وبدعم من ألمانيا التى نراها ذليلة أمام الابتزاز الصهيونى، أما صاحبة الوعد المشئوم بريطانيا، التى خضعت للحركة الصهيونية وتحولت من دولة عظمى إلى دولة تابعة للسيد الأمريكى ومعها فرنسا التى تبحث عن دور يضمن لها اتقاء شر الصهيونية (من بين 250 رهينة أو أسير أجنبى، قتل 39 فرنسيا وفقد 9 آخرون خلال عملية طوفان الاقصى يوم 7 أكتوبر داخل الأراضى المحتلة، حسب حصيلة صادرة عن وزارة الخارجية الفرنسية. وغادر غزة عبر معبر رفح، 34 فرنسيا بعدما أصيب المركز الثقافى الفرنسى بضربة «إسرائيلية»، كما أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا.
ولا تختلف إيطاليا عن فرنسا التى خضعت للصهيونية حتى أصبح أمن «إسرائيل» أهم عندهم من الرهائن الإيطاليين والمفقودين فى غزة.
وهؤلاء جميعا يستنكرون على الشعب الفلسطينى حقه فى الدفاع عن أرضه، وحقه فى إقامة دولته وحقه فى الدفاع عن نفسه ضد الهمجية الصهيونية وآلات القتل والاعتقال التى لم تتوقف يومًا فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل والمحاصر.
فقد تأبى دولكم الغربية المتشدقة بالديمقراطية والمسوقة لفكرة حقوق الإنسان أن يكون للمواطن العربى الفلسطينى حق فى الحياة، وحق فى الحماية من القتل والذبح والتشريد.
هذا خطابنا للغرب فهل يفهم لغتنا، فلتنقل لهم سفاراتهم فى بلادنا تلك الاسئلة: من أين أتى يهود «دولة اسرائيل» ولماذا؟.
ألم يتجمعوا على أرض فلسطين من بلدان العالم أجمع، ألم يأت بنو إسرائيل من بلدان أوروبية وأمريكية وإفريقية كـ بولندا وإنجلترا وروسيا وهولندا وأمريكا وإثيوبيا وغيرها.
فبأى حق يُطرد المواطن العربى الفلسطينى من أرضه ويأتى بدلًا منه آخر أوروبى أو إفريقى بقوة السلاح ليسكن بدلًا منه فى داره ويسرق منه أرضه، وحين يدافع الفلسطينى عن نفسه يصبح إرهابيًا.
فآلاف الأطفال يُقتلون بقنابلكم فى بيوتهم ومدارسهم فى المستشفيات وسيارات الإسعاف وحتى معسكرات الإيواء.
القتلة الهمج يدعون الدفاع عن النفس، فهل الدفاع عن النفس بقتل 4 آلاف طفل ومثلهم من النساء؟.
هل الحرب على الآمنين فى منازلهم وهدمها بقنابل عنقودية وضربها بالفسفور الأبيض الحارق والمسبب لأمراض السرطان تعتبر دفاعًا عن النفس؟.
هل هذه هى ديمقراطيتكم، وهل هذه هى مبادئ حقوق الإنسان التى تدافعون عنها، هل يحق لكم بعد ذلك أن تدعوا الدفاع عن حقوق الإنسان والحيوان والنبات والأطفال والمرضى وكل الحقوق تُنتهك بأسلحتكم؟.
يا من تؤمنون بالإنسانية. أين هى إنسانيتكم مما يحدث فى غزة، ألم تسألوا أنفسكم يومًا أين هى دولة فلسطين قبل أن تدينوا شعبها. مهما قلنا لن تفهمونا فلن تفهمون لغتنا.
فالذى يوافق ويدعم بأمواله وأموال ضرائبه ثمن القنابل التى تقتل شعبًا أعزل يدافع عن أرضه لا يحق له أن يتكلم باسم الإنسانية مرة أخرى، هذه رسالتنا إليكم لعلكم تفقهون.