حادث عرضى أم مقصود.. من يقف وراء استهداف طابا؟ (خاص)
قالت نرمين سعيد كامل، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الأمن القومي المصري قد يكون الأكثر تأثرًا بشكل سلبي من التصعيد المستمر في قطاع غزة ليس فقط بمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وإنما من خلال الضربات المتكررة التي تعرضت لها الحدود المصرية منذ بدء التصعيد، وكذلك الضربات التي تم توجيهها للجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وحول الحادث الذي شهدته مدينتا نويبع وطابا الجمعة عن طريق إسقاط جسم مجهول في نويبع وسقوط طائرة مُسيرة بجوار مستشفى طابا وتعرض ستة أشخاص للإصابة، قالت كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد المسئول عن الحادثين اللذين لا يمكن فصلهما بحال من الأحوال عن بعض.
وتابعت "كامل": "حتى قبل صدور نتيجة التحقيقات فإن التكهنات تصب في عدد من الخانات أولاها مرتبطة بوجود حالة من التصعيد فوق منطقة البحر الأحمر خصوصًا أن منطقتي نويبع وطابا بعيدتان عن نقاط التصعيد في غزة، حيث إن المدينتين تقعان في جنوب سيناء مما يشير إلى أنه قد يكون هناك طرف ثالث حاول استهداف إسرائيل، ولكن القذائف ضلت طريقها إلى جنوب سيناء خصوصًا أن هذه الأطراف كانت قد استهدفت دولًا أخرى في المنطقة بقذائف ومسيرات".
نرمين كامل: قد توجد أطراف أخرى تحاول استهداف الدولة المصرية
وأوضحت كامل أنه على الجانب الآخر فإن الحكومة اليمينية المتطرفة التي تسيطر على إسرائيل قد تكون راغبة في جر المنطقة إلى حالة حرب عن طريق ارتكاب أفعال استفزازية خصوصًا أن إسرائيل اعتذرت قبل أيام عن استهداف فرد من قوات التأمين المصرية على الحدود بعد إصابته عن طريق الخطأ من إسرائيل، ولكن هذه الرواية قد تكون بعيدة الاحتمال خصوصًا أن إسرائيل تريد الحفاظ على حالة السلم مع مصر، ولا ترغب في انتهاك اتفاق السلام عمدًا، ولذلك بادرت بالاعتذار سريعًا بعد الحادثة الأولى، كما أن جنوب سيناء وتحديدًا طابا تستضيف العديد من الإسرائيليين الذين جاءوا للسياحة، مع التأكيد على أن الإدارة المصرية تتصرف بحكمة ووعي شديدين، ومن العبث محاولة استفزازها إلا أنها تحمي في نفس الوقت الأمن القومي بكل السبل.
وأضافت "كامل" أما الرواية الثالثة فهو أن الضربات تمت عن طريق حماس أو الفصائل الفلسطينية بطريق الخطأ خصوصًا أن مصر أبدت موقفًا غاية في الإيجابية ناحية القضية الفلسطينية منذ بدء العملية في غزة، وكان آخر هذه التحركات الإيجابية قمة السلام التي انعقدت في القاهرة وربما تسفر التحقيقات عن وجود أطراف أخرى مدعومة من دول معينة لمحاولة استهداف الدولة المصرية وجرها إلى رد فعل غير محسوب.