مذبحة مستشفى المعمدانى جريمة لا تغتفر
فى واحدة من أبشع الجرائم الوحشية التى يرتكبها العدو الصهيونى منذ السابع من أكتوبر 2023 ردا على عملية طوفان الأقصى التى قامت بها المقاومة الفلسطينية، ارتكب العدو الصهيونى فى اليوم الحادى عشر للعدوان المتواصل على قطاع غزة مذبحة راح ضحيتها مئات الشهداء ومئات من الجرحى بجانب المدفونين تحت الأنقاض، وذلك بقصف استهدف مستشفى "الأهلى العربى" المعروف باسم المستشفى المعمدانى.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 3500 شهيد وشهيدة معظمهم من الأطفال والنساء وما يقرب من 13 ألف من الجرحى، أثناء كتابة هذا المقال.
كل هذه الجرائم العنصرية يرتكبها العدو الصهيونى بمباركة وشراكة الولايات المتحدة الأمريكية ودعم ومساندة الدول الاستعمارية الكبرى وفى مقدمتها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
لم تكن هذه المذبحة هى الأولى من نوعها التى يرتكبها العدومن أجل تهجير السكان الأصليين من أراضيهم، حيث ارتكب الكيان الصهيونى وعصاباته مذابح كبرى منذ مجيئه إلى أراضى فلسطين العربية عقب وعد بلفور 1917.
لقد قامت العصابات الصهيونية فى عام 1948 بمحو أكثر من 400 قرية وبلدة فلسطينية وتهجير أهالى تلك البلدان إلى خارج فلسطين، وفى التاسع من إبريل عام 1948 قامت العصابات الصهيونية (الأرجون، وشتيرن) بقيادة السفاح مناحم بيجين، بمذبحة دير ياسين، بالاعتداء على القرية، التى تقع غرب مدينة القدس، فى الساعة الثالثة فجرًا، وقاموا بذبح وإصابة 300 من الشعب الفلسطينى، ومنهم النساء والأطفال والشيوخ، ومثلوا بجثثهم وبقروا بطون النساء الحوامل، وذلك لطردهم من أراضيهم ومنازلهم وبث الرعب فى نفوسهم وإجبارهم على الهرب لاحتلال أراضيهم والاستيلاء على ممتلكاتهم. تلك المذبحة التى قال عنها مناحم بيجين فى مذكراته "كثير لامونا على ماحدث فى دير ياسين ولكن لاشك فى أن هذا أعقبه هجرة ضخمة للفلسطينيين إلى الخارج.
وارتكب العدو الصهيونى فى الثامن من إبريل عام 1970 مجزرة مدرسة بحر البقر الابتدائية فى محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية والتى راح ضحيتها 36 تلميذا وتلميذة وعدد من العاملين فى المدرسة وسالت دماء الأطفال الأبرياء لتلون أوراق الكراريس والكتب المدرسية باللون الأحمر شاهدة على جرم ووحشية هذا الكيان الصهيونى الاستيطانى العنصرى.
كما ارتكب الصهاينة مجزرة صابرا وشاتيلا عام 1982 باقتحام المخيمات الفلسطينية فى بيروت والتى راح ضحيتها أربعة آلاف من الفلسطينيين.
مازال مسلسل التهجير القسرى والإبادة الجماعية مستمرا على مدى خمسة وسبعين عاما منذ نكبة 1948، فمنذ بداية العام الحالى 2023 يرتكب العدو الصهيونى جرائم يومية ضد الشعب الفلسطينى، بجانب هجوم المستوطنين اليومى على القرى الفلسطينية والتنكيل بالشباب وقتل النساء والأطفال، وحرق المنازل والممتلكات، هذا بجانب اعتداءات اليهود اليمينيين المتطرفين اليومية على المسجد الأقصى وعدد من المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس.
وتحاول الحكومة "الإسرائيلية" تغيير الوضع التاريخى للمسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا مع إبعاد المسلمين عنه ومنع صلاتهم فيه وذلك باقتحام باحاته وأداء شعائر تلمودية داخله فى انتهاك صارخ للقوانين الدولية الإنسانية التى تنص على حق أصحاب الديانات (المسلمين والمسيحيين) من الوصول الآمن لأماكن عبادتهم وأداء شعائرهم الدينية فى المسجد الأقصى (أولى القبلتين وثالث الحرمين)، والحرم القدسى الشريف، وكنائس القدس المحتلة.
جاءت الحكومة اليمينية العنصرية من أجل التطهير العرقى للفلسطينيين لإنشاء دولة يهودية خالصة وفقا لقانون "القومية اليهودية" الذى أقره الكينيست الإسرائيلى فى عام 1918 بعد مجيء السيد دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكيه واعترافه بأن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية.
بل وجاء دونالد ترامب بمخطط صفقة القرن التى رفضها الفلسطينيون ورفضتها جميع الشعوب العربية لأنها تتضمن تصفية قضية الصراع العربى الصهيونى وتتضمن تنفيذ خطة (أشرف عليها مستشاره وصهره جاريد كوشنر) والتى بموجبها يتم اقتلاع أهالى الضفة الغربية وتوطينهم فى الأردن واقتلاع أهالى غزة من وطنهم وتوطينهم فى سيناء. وبالطبع تم رفض الخطة من جانب مصر ومن جانب الفلسطينيين وتأكد الرفض أكثر من مرة مع محاولات فى 2019.
والآن عقب طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023، على يد المقاومة الفلسطينة وتكبيد العدو الصهيونى خسائر كبيرة بشريا وعسكريا، وفشل العدو استخباراتيا وعسكريا وإعلاميا، أمام المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية الفلسطينية، نشر إيدى كوهين الصهيونى نداءً إلى مواطنى قطاع غزة بالنزوح إلى مصر حفاظا على حياتهم، بما يعنى تصفية القضية الفلسطينية، بتهجير أهالى غزة تهجيرا قسريا. وبالطبع رفضت مصر وأيضا رفض الفلسطينيون ذلك لأنهم ولدوا وسيدفنون على أرضهم ودفعوا أرواحهم ودماءهم للدفاع عن حقهم فى مواجهة العصابات الصهيونية منذ أن جاءت للاستيلاء على فلسطين بموجب وعد بلفور1917.
منذ قيام عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023، ردا على الجرائم اليومية التى ترتكبها الحكومة الصهيونية ويرتكبها المستوطنون المسلحون المحتلون للأراضى الفلسطينية، منذ ذلك اليوم وعلى مدى عشرة أيام يقوم الكيان الصهيونى بالعدوان المستمر على الفلسطينيين العزل حيث ألقى آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل على رؤوس النساء والأطفال والشيوخ وكل أهالى قطاع غزة، كما قام بتدميرالمستشفيات والمساجد، بجانب دك وهدم مدارس الأونروا التى يلجأ السكان إليها هربا من القتل. كما قام العدو الصهيونى بقطع المياة والكهرباء ومنع الغذاء والدواء عن قطاع غزة مما يهدد بموت أهالى القطاع وموت محقق للجرحى والمصابين.
يقوم الكيان بكل جرائمه البشعة تحت أعين وسمع الدول الاستعمارية الكبرى ووسط تأييد الولايات المتحدة الأمريكية الصارخ لإسرائيل حيث قال بايدن "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، وفى نفس الوقت قال الدكتور ستيفن والت العالم السياسى وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد "أدانت أمريكا هجمات حماس كالعادة، واعتبرتها غير مبررة، متجاهلة عن عمد السياق الذى جرت فيه، وكذلك السياسات الإسرائيلية، التى تجعل الفلسطينيين يشعرون أنهم ليس أمامهم خيار سوى اللجوء للقوة، ردا على العنف الذى يتعرضون له بصورة روتينية، إن هجمات الفلسطينيين مفهومة كرد فعل على الظروف التى يعيشونها".
ومن الخزى والعار أن تتم كل هذه الجرائم تحت بصر الحكام العرب المطبعين مع الكيان الصهيونى ولايتحركون لأخذ أى موقف لمساندة الفلسطينيين الذين يدافعون عن الأمن القومى المصرى والأمن القومى العربى ويدافعون عن مقدساتنا المسيحية والإسلامية، يدافعون عن كرامة وعزة الأمة العربية. لقد خرست الألسنة من أجل الحفاظ على العروش والمصالح الخاصة على حساب مصالح الشعوب والأوطان
إن الشعوب العربية تطالب:
الوقف الفورى للعدوان الصهيونى ووقف شلالات الدم فى غزة.
إنهاء الحصار وفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية فورا من غذاء ودواء ووقود ومستلزمات طبية إلى أهالى قطاع غزة.
وقف التطبيع فورا مع الكيان الصهيونى وإغلاق سفارات ومكاتب العدو فى بلداننا العربية وطرد السفراء الصهاينة، واستدعاء سفرائنا من فلسطين المحتلة.
مقاطعة الشعوب للعدو الصهيونى والدول التى تسانده وتدعمه وفى مقدمتها أمريكا وتكون المقاطعة شاملة اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية وفى جميع المحافل الدولية.
توثيق جرائم الحكومة وجيش الاحتلال الصهيونى وتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية من أجل محاكماتهم على جرائم الحرب التى يرتكبونها بحق الشعب الفلسطينى
إننا نرفض ويرفض معنا الشعب الفلسطينى مخطط التهجير القسرى الذى يقوم به الكيان الصهيونى.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب والزوال للمحتل والخزى والعار للمطبعين.