"تفريغ قطاع غزة من السكان".. تفاصيل مخطط الاحتلال الإسرائيلى قبل 50 عامًا
فضحت صحيفة "الدستور" الأردنية قبل نحو 50 سنة مخططات الاحتلال الإسرائيلية التي تهدف لتهجير 400 ألف مواطن فلسطيني من قطاع غزة إلى خارج الأراضي المحتلة بنقلهم إلى سيناء، وكان أول من اقترح ذلك صاحب أول المشاريع الاستيطانية بعد الاحتلال عام 1967، الوزير في تلك الحكومة يغيئال آلون، والذي جاء بمقترح نقل اللاجئين إلى ثلاث مناطق من العريش، بتمويل يهودي، على أن تبدأ المرحلة الأولى بـ50 ألفاً، والخطة نفسها هي التي سعى عدد كبير من قادة حكومات الاحتلال المتعاقبة على تطبيقها لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها والقضاء على أي محاولات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967.
"بدء تفريغ قطاع غزة من السكان".. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "الدستور" قبل سنوات تفاصيل المخطط الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية باتجاه الأردن وسكان قطاع غزة باتجاه مصر، وهو ما رفضته القاهرة وعمان في تصريحات رسمية صادرة عن قيادة البلدين.
في العام يونيو 1967، ومع احتلال إسرائيل قطاع غزة، برزت قضية وجود 400 ألف لاجئ فلسطيني في القطاع كعائق ديمجرافي يمنع حكومة الاحتلال من ضم القطاع والتهامه. ما جعل هذه القضية حاضرة وبقوة على طاولة الحكومة الإسرائيلية التي بدأت تناقش خياراتها، والتي كان أولها مشروع توطين اللاجئين في العريش، فيما ذهب وزراء عدة في تلك الحكومة إلى توسيع الخيارات بالتوطين في مساحات أخرى من سيناء.
فيما وقف الوزير في حكومة الاحتلال إلياهو ساسون عند علاقة مصر بقطاع غزة، وشدد على ضرورة منع مصر من التدخل في القطاع فلولا "وجود 400 ألف لاجئ لما سمحت مصر للشقيري بإقامة منظمة عسكرية وكتائب محاربين.. ما يهمني هو التأكيد على سلخ قطاع غزة عن مصر".
ورغم عدم نفاذ المخطط، إلا أنه بقي حاضرًا وبقوة في العقل وسلوك السياسيين الإسرائيليين، ففي العام 1971، اقتلع أرئيل شارون 12 ألف لاجئ من القطاع ووضعهم في محطات لجوء أخرى في سيناء. لكن مصر بقيت على موقف صلب تجاه هذه المحاولات، وأصبح رفض التوطين في سيناء جزءًا راسخًا من العقيدة الأمنية والسياسية للدولة المصرية.