نصر أكتوبر.. موشيه ديان توقع أن المصريين فى سُبات عميق
تحل اليوم الذكرى الـ50 لانتصارات أكتوبر المجيدة، فبعد نحو نصف قرن من الزمان على عبور الجيش المصري الباسل خط بارليف المنيع، وإدارته إحدى أعقد المعارك العسكرية في العصر الحديث مع المحتل الإسرائيلي آنذاك، تبدلت أبجديات اللعبة وأوراقها الموزعة على طاولة الحرب، حيث تسيد المصريون المشهد، خطفوا الأبصار، استروا الأرض وتحصنوا باتفاقات دبلوماسية، وشرعوا يرتبون أوضاع الإقليم بما يكفل أعظم الربح أو أقل الخسارة لكل الجبهة العربية.
وفي إسرائيل نفسها لم يعد شيئا في محله، فقد تبددت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، بعدما مُرّغ أنفه في التراب، وبعدما انهارت نظريته الأمنية، بعدما مُني بفشل استخباراتي صار مضرب الأمثال طيلة العقود الخمسة الأخيرة.
المصريون بدوا كما لو كانوا في سُبات عميق
وبينما كان وزير دفاع إسرائيل موشيه ديان نفسه على الجبهة، قبل الهجوم المصري المباغت بساعات، إلا أنه حين دقق في منظاره المُكبّر لم يتوقع أي شيء مطلقًا، بدا المصريون كما لو كانوا في سُبات عميق.
وفي السادس من أكتوبر صباحًا وقبيل الحرب بساعات قلائل، عرف الجنود البواسل أن الأوان قد آن وأن الساعة قد أزفت وأنه اليوم بعد سويعات سيعبرون قناة السويس، وفوق رؤوسهم طيران مصري هادر سيدك الدفاعات الإسرائيلية ويشل تفكير تل أبيب.
الأسرى الإسرائيليون
ونجحت القوات المصرية وقتها في أسر عدد من جنود العدو حيث وقع بأيدي المصريين 242 جنديًا إسرائيليًا، وأجرت مصر صفات لتسليمهم بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصليب الأحمر إذ تمت الصفقة مع مصر بين 15/11/1973 و22/11/1973، حيث أطلقت مصر سراح 242 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.
بكاء جولدا مائير
رد الفعل الإسرائيلي على الأسرى كان مفاجئًا حيث ظهر في فيديو ضمن الفيلم التسجيلي يوم النصر الذي أنتجه قطاع الإنتاج الوثائقي بفضائية “dmc” يظهر فيه الأسرى مرتدين بيجامات الكستور المحلاوية وكانت رئيسة الوزراء وقتها جولد مائير في استقبالهم والتي بكت فور مشاهدتها للأسرى الإسرائيليين من الضباط والجنود وهم يرتدون البيجامات الكستور.