"معلومات الوزراء": الدولة أولت الصناعات الدوائية اهتمامًا كبيرًا باعتبارها من أهم ركائز الأمن القومي
استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، جهود الدولة المصرية نحو التحول إلى مركز إقليمي لصناعة الدواء، مؤكدا أن الدولة أولت الصناعات الدوائية اهتمامًا كبيرًا باعتبارها من أهم ركائز الأمن القومي المصري.
جاء ذلك في التحليل الذي أصدره مركز المعلومات وتناول من خلاله الصناعات الدوائية ومدى ما تمثله من قيمة مضافة للاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى استعراض جهود الدولة المصرية نحو التحول لمركز إقليمي لصناعة الدواء.
مصر أنشأت مدينة الدواء بمحافظة القليوبية
وأوضح أن مصر أنشأت مدينة الدواء بمحافظة القليوبية، وذلك وفقًا لأحدث النظم التكنولوجيا المتطورة عالميًّا في مجال الصناعات الدوائية، لإنتاج الدواء الآمن والفعال باستخدام تكنولوجيا التنظيف الذاتي الإلكتروني.
وبين أن المساحة الكلية للمدينة تبلغ نحو 180 ألف متر مربع، فالمرحلة الأولى منها تقام على مساحة 120 ألف متر مربع، والثانية على مساحة 60 ألف متر مربع، وتتكون من 15 منطقة لإنتاج المحاليل الوريدية، وقطرات العين والأذن، والأمبولات، فضلًا عن إنشاء مصنع لإنتاج بنج الأسنان.
ولفت إلى أن مدينة الدواء المصرية تستهدف إنتاج أدوية أخرى ذات فعالية وبأسعار مناسبة في متناول المواطن المصري، مثل أدوية الكُلى والمخ والأعصاب، وأدوية متعلقة بفيروس كورونا المستجد، وأدوية الأمراض المزمنة، وأدوية السرطان، وأدوية الفيتامينات، يأتي هذا من منطلق إيمان الدولة بأهمية تأمين الوصول الآمن والمستدام للأدوية والارتقاء بنوعيتها وجودتها.
الصناعات الدوائية تُعد قطاعًا مهمًّا
وذكر مركز المعلومات أن الصناعات الدوائية تُعد قطاعًا مهمًّا ومتناميًا للعديد من الاقتصادات، مشيراً إلى تقرير الاتحاد الدولي لمصنعي وجمعيات الأدوية الصادر عام 2022 والذى أوضح أن الصناعات الدوائية عبر العالم توفر وظائف لنحو 5.5 مليون شخص، وأضاف أن صناعة الأدوية هي صناعة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، و قدرت قيمة مبيعاتها العالمية عام 2018 بنحو 1.2 تريليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 100 مليار دولار أمريكي عن عام 2017.
وبين أن التوقعات تشير إلى زيادة متوسط نمو مبيعات الأدوية عالميًّا بنسبة 3 - 6% حتى عام 2023، كما أن النمو في الأسواق الناشئة سوف يكون قويًّا أيضًا، وسوف تقترب مبيعات الأدوية في الصين من مبيعات الأسواق الأوروبية الكبرى في فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة واسبانيا عام 2023، وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي إيرادات الأدوية في جميع أنحاء العالم قد بلغ نحو 1.48 تريليون دولار أمريكي عام 2022.
في الوقت ذاته، فمن المتوقع أن تصل قيمة قطاع الأدوية عبر العالم إلى حوالي 1.5 تريليون دولار أمريكي عام 2023، لافتا إلى وجود العديد من محفزات نمو هذا القطاع، ومن بينها المنصات الرقمية المتطورة، فضلًا عن تحليل البيانات الضخمة، إلى جانب الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي.
وفي مجال إتاحة فرص العمل، أظهر التحليل أن نسبة العاملين في قطاع الصناعات الدوائية عام 2017 مثلت حوالي 0.8% - 1% في بعض الدول مثل سويسرا، وسلوفينيا، والدنمارك، ويتركز معظم الوظائف التي يتيحها هذا القطاع في مجال البحث والتطوير، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يعمل نحو 480 ألف شخص في القطاع، بما يمثل حوالي 0.3% من إجمالي القوة العاملة فيها، وذلك في عام 2018.
وأشار إلى أن أكبر 10 دول مصدرة للأدوية بالعالم عام 2022 هي: المملكة المتحدة، اسبانيا، هولندا، فرنسا، إيطاليا، أيرلندا، الولايات المتحدة الأمريكية، سويسرا، بلجيكا، ألمانيا، في حين تعد أكبر 10 دول مستوردة للأدوية في العالم عام 2022 هي: هولندا، فرنسا، المملكة المتحدة، إيطاليا، اليابان، الصين، سويسرا، ألمانيا، بلجيكا، الولايات المتحدة الأمريكية.
أيرلندا وهولندا من الدول الناجحة في مجال الصناعات الدوائية
ولفت التحليل إلى أن أيرلندا وهولندا تُعدان من الدول ذات التجارب الدولية الناجحة في مجال الصناعات الدوائية، إذ ينمو السوق فيهما بنسبة كبيرة، وتوفر الصناعات الدوائية فيهما العديد من فرص العمل.
و ذكر أن أيرلندا تحتل المرتبة الثامنة بين الدول الأكثر إنتاجًا للأدوية حول العالم، كما تضم 9 من أكبر 10 مصانع للأدوية في العالم، ولقد حظي مجال الصناعات الدوائية بالنصيب الأكبر من استثمار رأس المال، إذ تم استثمار 8 مليارات دولار في بناء مصانع جديدة بها، كان معظمها في السنوات العشر الأخيرة، وهو ما يواكب موجة الاستثمار الكبيرة في مصانع التكنولوجيا الحيوية حول العالم، وقد أهّل ذلك أيرلندا لأن تصبح من اللاعبين الدوليين المؤثرين في صناعة الأدوية عالميا، وتضم صناعة الأدوية في أيرلندا مزيجًا من الشركات العالمية والمحلية، إذ تمتلك نحو 120 شركة أجنبية مصانع لها في أيرلندا، بما في ذلك 9 من أكبر 10 شركات أدوية في العالم، وتعد صناعة الأدوية جديدة نسبيًّا على الاقتصاد الأيرلندي، حيث إن معظم الشركات العاملة في هذا المجال لم يكن لها وجود في أيرلندا إلا منذ الستينيات.
وفي الأصل كانت الصناعة تتركز في إنتاج المواد الفعالة بكميات كبيرة لتصديرها إلى بلدان أخرى لتتم معالجتها وتحويلها إلى منتجات نهائية، وبعد ذلك، تم إنشاء مصانع لإنتاج المنتجات النهائية في أيرلندا، وفي السنوات الأخيرة، أنشأت عدة شركات مراكز بحثية وشاركت أيضا في مشروعات بحثية مشتركة مع الجامعات الأيرلندية.