سياسي سوري: زيارة الأسد إلى الصين تركز على التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب
قال الدكتور محمد كمال الجفا، المحلل السياسي السوري، إن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الصين ستركز على التعاون الأمني والتنسيق المشترك لمحاربة الإرهاب ومساعدة سوريا في الخروج من أزمتها.
وأضاف الجفا، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الرئيس السوري يصل اليوم الخميس إلى مدينة خانجو في الصين لحضور افتتاح دورة الألعاب الآسيوية، ويتبع ذلك اجتماعات سياسية بين الوفدين واجتماع قمة ستجمع الرئيسين وكل التوقّعات تشير إلى أنها ستكون زيارة تاريخية ونقطة فارقة في صياغة توازنات القوى الدولية في منطقة الشرق الأوسط.
شراكة استراتيجية قادرة على الصمود
وتابع: "أعتقد أن مرحلة جديدة تنتهجها الصين تتصف بأنها أكثر جرأة وأصرار على تطوير علاقاتها مع الدول التي أرادت لها الولايات المتحدة أن تكون معزولة عن العالم ومحاصرة ومنهكة ومدمرة لأنها فقط لا تتماشى مع السياسات الأمريكية وتأتي في مقدمة هذه الدول سوريا".
وقال الجفا، إن الرئيس السوري يصل إلى الصين بعد أيام من استقبال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والذي حظي برعاية واحتضان كبيرين، وأعلن البلدان في نهاية القمة رفع مستوى العلاقات بينهما إلى “شراكة استراتيجية قادرة على الصمود”، وهذا هو المستوى الأعلى في العلاقات الدبلوماسية الصينية مع دول العالم أجمع، ولا يحظى بهذا النسق من العلاقات إلا ثلاث دول وهي (باكستان وروسيا وبيلاروسيا).
استثناءً أيديولوجياً على صعيد الشرق الأوسط
وأشار السياسي السوري إلى أن الصين اتخذت قرارها بناء على تنسيق هادىء ضمن دبلوماسية الغرف المغلقة واستمر التحضير لهذه الزيارة أشهر، ورهان بكين على سوريا هو رهان جيو سياسي، لا يمثل الاقتصاد والثروات إلا أحد أبعاده، فدمشق لا تملك مقومات الثروات الوطنية في الوقت الحاضر لكنها “استثناءً أيديولوجياً على صعيد الشرق الأوسط، من حيث نمط الخيارات الفكرية والأيديولوجية المحددة للدولة والسياسة السورية، إضافة إلى التنوع الحضاري للمجتمع السوري، وتعدديته الثقافية والاجتماعية وانفتاحه على محيطه”.
وأكد أن سوريا بحاجة ماسة لهذه الزيارة كما هي حاجة الصين لها، ولا بد من تأسيس شراكة استراتيجية بين البلدين تعتمد على المنفعة المتبادلة مستندة على تاريخ حافل بالعلاقات السورية الصينية خلال أكثر من 60 عاما.
أبرز الملفات التي ستركز عليها
وأوضح أن أبرز الملفات التي ستركز عليها الزيارة الملف الاقتصادي والتعاون الأمني والتنسيق المشترك لمحاربة الإرهارب ومساعدة سوريا في الخروج من هذه الأزمة المدمرة التي لا زالت تمر بها عدا عن استشراق المستقبل في دعم البنية التحتية السورية وتأهليها لتكون قادرة على الدخول في مشروع الحزام والطريق، وربما هناك وسطات صينية مع عدد من الدول المحيطة بسوريا وخاصة تركيا، والتي من مصلحتها اليوم إعادة ترتيب العلاقات مع دمشق، خاصة بعد أن تم استبعادها من خط "الجرين لاين" الجديد أو الخط الهندي الخليجي مرورا بالسعودية وبعدها إسرائيل، والذي سيكون له أثر مدمر على تركيا.
وأشار الجفا إلى أن الصين لديها الإمكانيات وتملك قرارها بنفسها ولديها القدرة والرغبة في مساعدة سوريا وتقديم كل ما يلزم لإعادة الإعمار، وحتى يمكن لها أن تقيم منشآت ومعامل ضخمة للمنتجات الصينية والتي يمكنها تزويد أوروبا بكل المنتجات الصينية المنتجة في المدن الصناعية السورية كما يمكن للصين إعادة تأهيل كوادر وإعادة ترميم كثير من المؤسسات السورية التي دمرت خلال السنوات السابقة.
وقال الخبير السوري إن إمكانيات الصين تفوق إمكانيات كل حلفاء سوريا في كل المجالات، وبالتالي سيكون لها دور إيجابي ومهم في إعادة الحياة للاقتصاد السوري ومنشآته الصناعية وبنيته التحتية.