موارنة مصر يحتفلون بذكرى مار ضومط المعترف
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار ضومط المعترف، وتكاثرت الأخبار عن سيرة هذا القديس المنتشرة عبادته قديمًا وحديثًا في لبنان وسوريا. ويذكر بالواقع قديسان باسم ضومط أو دوميط. عاش الأول في القرن الرابع في بلاد فارس. يقال انه كان وثنيًا وتنصّر ثم ترهب في نصيبين وعاش على جبل قورش واجترح المعجزات، وخاصة شفاء المرضى. أمَر بقتله يوليانوس الجاحد سنة 363. السيرة الثانية هي أن ضومط كان وزيراً من وزراء الامبراطور البيزنطي فالنِس الأريوسي.
كان أولًا يحث الملك على اضطهاد الكاثوليك فابتلاه الرّب بداء المفاصل. عاد عن ضلاله وتنسّك فشفى الله على يده المرضى بداء المفاصل وأصبح شفيعًا للمصابين بهذا الداء. وكان انتقاله الى الحياة الأبدية في أواخر الجيل الرابع. إن هذا القديس مشهور في الشرق والغرب، ويُعيِّد له السنكسار اللاتيني في 5 تموز وفي 7 أغسطس. متفق عليه عند الجميع أنه كان راهبًا متنسكًا وهو شفيع المصابين بداء المفاصل.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يقول الكتاب المقدّس: "إنّ الفقر يجعل الإنسان متواضعًا"، وبدأ الرّب يسوع المسيح التطويبات قائلًا: "طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات" .. أتريدون أن تسمعوا مديح الفقر؟ لقد عاش الرّب يسوع الفقر بنفسه، هو "مَن لَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه. كما قال رسوله بولس: "فُقراءَ ونُغْني كَثيرًا مِنَ النَّاس، لا شَيءَ عندَنا ونَحنُ نَملِكُ كُلَّ شيَء." ؛ وقال بطرس: "لا فضّة عندي ولا ذهب"... علينا ألاّ ننظر إلى الفقر كعار لأنّ لا شيء في العالم يساوي الفضيلة التي يمنحنا إيّاها الله. فلنحبّ الفقر إذًا إن أردنا أن نملك ملكوت السماوات: "إذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني".
لا أحد أغنى من أولئك الذين يختارون الفقر بإرادتهم ويحبّونه بسعادة؛ فهم يكونون أغنى من الملوك. قد يخشى الملوك من أن يعوزهم ما هو ضروري لهم؛ أمّا الفقراء الذين نتحدّث عنهم، فلا شيء يعوزهم ولا يخافون شيئًا. سوف أسألكم إذًا أيّ منهما هو الأغنى؟ مَن يخاف دائمًا أو مَن يملك القليل ويتصرّف كمَن يملك الكثير؟ أسألكم أيّ منهما هو الأغنى؟ مَن يخاف أو مَن يعرف كيف يستفيد من القليل كما لو كان يعيش بالوفرة؟.
إنّ المال يجعلك عبدًا؛ فهو "يعمي أعين الحكماء" ... تقاسموا أموالكم إذًا مع الفقراء وستسمعون يومًا هذه الكلمة المباركة: "تعالوا، يا مَن باركهم أبي، فرثوا الملكوت المعدّ لكم منذ إنشاء العالم".