اليوم.. الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى موسى النبي
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى موسى النبيّ، وحسب التوراة، هو نبي وقائد خروج بني إسرائيل من مصر "أرض العبودية"، ومشرّع هام.
تأتي الوصايا العشر التي تلقفها منقوشة على لوحين في جبل حوريب في قمة الآثار المرتبطة به، والتي تشكل الأساس التشريعي الأبرز في التراث اليهودي المسيحي . ينتسب موسى إلى سبط لاوي بن يعقوب، وإذ ولد وقضى طفولته وشبابه في مصر في كنف آل فرعون، دعي : بالرجل المصري. كان شقيقه الأكبر هارون، نبيًا مثله، ومعاونًا له في رسالته، ومؤسسًا للسلالة الكهنوتية اليهودية التي استمرت حتى عهد الملك سليمان ثم على رتبة هارون حتى ذريته لغاية اندثار الهيكل الثاني في القرن الأول للميلاد. إن موسى ترك خلافته في قيادة بني إسرائيل إلى يشوع بن نون بناءً على أمر إلهي. تنسب التوارة إلى موسى عددًا وافرًا من المعجزات، كشقّ البحر الأحمر، والعصا التي تحولت إلى أفعى، وضرب مصر بالضربات العشر. توفي موسى ابن مئة وعشرين سنة.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "وعندَما تُساقونَ إِلى المَجامِعِ والحُكَّامِ وأَصحابِ السُّلطَةِ، فلا يُهِمَّنَّكُم كَيفَ تُدافِعونَ عن أَنفُسِكم أَو ماذا تَقولون". قال المخلّص: لا تهتمّوا حين تُستجوبون "كَيفَ تُدافِعونَ عن أَنفُسِكم"، أي لا تهتمّوا بشكل الدفاع. وأضاف أيضًا: لا تهتمّوا "بماذا تَقولون"، وعنى هنا عُمق الأمور الّتي ستكشف للّذين يرغبون في التعلّم.
في الحقيقة، عندما نُساق إلى المجامع من أجل الربّ يسوع المسيح، علينا الاكتفاء بأن نقدّم له نوايانا الحسنة. أمّا الباقي، فالروح القدس يساعدنا في الإجابة: "لأَنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُعَلِّمُكم في تِلك السَّاعةِ ما يَجِبُ أَن تَقولوا".
وقد قيل أيضًا: "كونوا دائِمًا مُستَعِدِّينَ لأَن تَرُدُّوا على مَن يَطلُبُ مِنكم دَليلَ ما أَنتم علَيه مِنَ الرَّجاء" هذا يعني أنّه عند إثارة نقاش أو جدال بين الرفاق، علينا التفكير فيما نجيب؛ ولكن عندما نُساق أمام المجالس المرعبة، يطوّقنا بقوّته مثل السور، ويعطينا الشجاعة للتكلّم بدون خوف. ولكن، بما أنّ ضعفنا يأتي من سببَين، إمّا من تجنّب الشهادة خوفًا من العقاب، وإمّا من جهلنا الذي يمنعنا من إعلان إيماننا، فالمخلّص يحارب هذَين السببَين: الخوف من الألم عندما يقول: "لا تَخَافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسَد"، والخوف من الجهل عندما يقول: "لا يُهِمَّنَّكُم كَيفَ تُدافِعونَ عن أَنفُسِكم أَو ماذا تَقولون".