ملحمة مصرية.. المبادرات الرئاسية تواجه الأمراض الأكثر انتشارًا
أسهمت المبادرات الصحية التى أطلقتها الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى تحقيق الرعاية الصحية الشاملة من خلال التركيز على مكافحة الأمراض الأكثر تأثيرًا على المواطن بهدف خفض معدلات انتشارها والوفيات، مثل الأمراض المعدية «أمراض الكبد الفيروسى والبلهارسيا والدرن»، والأمراض المزمنة غير السارية «القلب والسكر والفشل الكلوى».
القضاء على فيروس «سى»
تعتبر التجربة المصرية فى التعامل مع «فيروس سى» من التجارب الرائدة التى يحتذى بها على مستوى العالم، إذ انطلقت حملة قومية للقضاء على الفيروس المنتشر فى مصر منذ عام ٢٠١٤، مع بدء استيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة، وفى عام ٢٠١٥، حدثت طفرة حقيقية فى السيطرة على المرض وعلاجه من خلال تطوير منظومة جديدة للعلاج تقوم على إنتاج أدوية محلية مماثلة.
وتمكنت المبادرة من فحص ٥٨ مليون شخص، ووضعت ٢٫٥ مليون مريض على قائمة الأدوية العلاجية، ومنذ عام ٢٠١٨ تم دمج كل من الفحص الروتينى وتحويل الحالات الإيجابية فى جميع الإجراءات الطبية الخاصة بمرضى الأقسام الداخلية فى المستشفيات، والإجراءات الخاصة بالفئات المعرضة لمخاطر مرتفعة، كذلك تم توفير خدمات إجراء فحص عند الطلب للكشف عن الإصابة بفيروس الكبد «بى» والحصول على الأدوية مدى الحياة، حيث استطاعت تحقيق هدف «إعلان مصر خالية من فيروس سى» بعدما كانت من الدول الأعلى عالميًا فى انتشار الفيروس بين المواطنين.
الكشف المبكر عن «الأنيميا» و«السمنة» و«التقزم»
أطلقت هذه المبادرة فى عام ٢٠١٩ واستهدفت فحص نحو ١١٫٥ مليون طالب فى أكثر من ٢٢ ألف مدرسة من المدارس الابتدائية، وتم تنفيذها على ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: من ١٦ فبراير حتى ١١ مارس ٢٠١٩ وتشمل ١١ محافظة
- المرحلة الثانية: من ٦ مارس ٢٠١٩ وتشمل ١١ محافظة
- المرحلة الثالثة: من ٢١ مارس ٢٠١٩ وتشمل ٥ محافظات
وإجمالًا نجحت هذه المبادرة فى فحص نحو ١٠٫٧ مليون طالب حتى نهاية ٢٠٢٠، واستكمالًا لنجاح المبادرة استمرت فى تقديم خدماتها، فقد تم فحص ٤ ملايين طالب بمختلف مدارس الجمهورية حتى مارس ٢٠٢٣.
العناية بصحة الأم والجنين مبادرات صحة المرأة
تم إطلاقها فى مارس ٢٠٢٠ تحت شعار «١٠٠ مليون صحة»، وتمكنت المبادرة حتى مارس ٢٠٢٣ من فحص مليون و٨٢٥ ألف سيدة، حيث تهدف المبادرة إلى الكشف المبكر عن الإصابة بالأمراض المنتقلة من الأم للجنين، وتوفير العلاج والرعاية الصحية بالمجان، كما تستهدف الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس «بى»، وتأتى هذه المبادرة ضمن المبادرات المستدامة فى إطار خدمات الوحدات الصحية ومراكز الأمومة والطفولة، وتفعيل تطوير وتحسين جودة الخدمات التى تقدمها مراكز الرعاية الأساسية.
مبادرات صحة المرأة
بما أن الرعاية الصحية للمرأة المصرية إحدى دعائم التنمية الشاملة، فقد أتاحت الدولة جميع السُبل لدعم علاج المشاكل الصحية التى تواجه المرأة، فقد تم انطلاق مبادرة صحة المرأة للكشف عن الأمراض غير السارية واستهدفت السيدات بداية من ١٨ عامًا، وتتضمن الكشف عن الأمراض غير السارية «السكرى، ضغط الدم، قياس الوزن والطول وتحديد مؤشر كتلة الجسم، ومستوى السمنة أو زيادة الوزن»، إلى جانب التوعية بعوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، بالإضافة للتوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة. ومنذ بداية المبادرة حتى ديسمبر ٢٠٢٢ تم فحص ما يقرب من ٣٢ مليون سيدة ومتابعة ٧ ملايين من خلال خدمات الفحص والمتابعة الدورية السنوية، وارتفعت معدلات تردد السيدات للفحص ضمن المبادرة بنسبة زيادة تصل إلى ٤٤٫٨٪ عن معدلات التردد منذ العام الأول لإطلاق المبادرة، وذلك نتيجة لارتفاع مستوى الوعى بضرورة الكشف المبكر عن أورام الثدى والمتابعة الدورية السنوية، وذلك من خلال الوحدات الصحية والفرق الطبية المتنقلة والرائدات الصحيات.
الكشف عن الأمراض غير السارية
استهدفت مبادرة «١٠٠ مليون صحة» كذلك الكشف عن الأمراض غير السارية بجميع محافظات الجمهورية، من خلال إجراء مسح طبى لـ٥٠ مليون مواطن، تم خلالها تقديم العلاج لـ١٫٨ مليون مواطن مريض بالسكر، و١٠ ملايين مواطن مرضى بالضغط.
اكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال حديثى الولادة
انطلقت المبادرة فى عام ٢٠١٩، وتهدف إلى إجراء اختبارات السمع باستخدام أجهزة متخصصة لجميع الأطفال حديثى الولادة فى جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية، للكشف المبكر عن إصابة الأطفال حديثى الولادة بمشاكل فى السمع وتحويلهم لتلقى العلاج، حيث ثم تقديم خدمات الفحص السمعى لـ٤ ملايين و٦٤٧ ألف طفل حتى مارس ٢٠٢٣.
بالإضافة إلى تحويل ٢٦٠ ألفًا و٧٢٠ طفلًا من إجمالى الأطفال الذين تم فحصهم لإعادة الفحص من خلال إجراء اختبار تأكيدى بعد أسبوع من الفحص الأول وفى نفس الوحدة التى تم فحصهم بها، كما تم تحويل ٢٩ ألفًا و٧٩٩ طفلًا، بعد الاختبار الثانى إلى مستشفيات ومراكز الإحالة بهدف تقييم الحالة بدقة أعلى وبدء العلاج أو تركيب سماعة للأذن، أو تحويل الطفل لإجراء عملية زرع القوقعة لمن تستدعى حالته.
علاوة على زيادة أعداد مستشفيات ومراكز الإحالة السمعية لـ٣٤ بدلًا من ٣٠ مركزًا، بجميع محافظات الجمهورية، وتزويدها بأحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية، لتقديم خدمات مبادرة السمع، وزيادة عدد مراكز فحص الكشف السمعى للأطفال من يوم الولادة وحتى عمر ٢٨ يومًا إلى ٣٥٠٠ وحدة صحية فى جميع محافظات الجمهورية.
القضاء على قوائم الانتظار
ارتكزت إدارة مبادرة القضاء على قوائم الانتظار، التى تم إطلاقها فى شهر يوليو عام ٢٠١٨، ولا تزال تعمل حتى الآن، على توحيد قواعد البيانات بين نظام العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحى لمنع صرف العلاج أو الإنفاق على نفس التدخل من أكثر من مصدر، واحتواء قاعدة البيانات الموثقة على جميع التفاصيل والإجراءات التى تمت طبيًا وماليًا لكل المرضى، وبما يسهل تحديد الاحتياجات الفعلية فى المستقبل، بجانب توحيد مصدر البيانات الموثقة والصحيحة لحجم الإنفاق وإتاحة جميع المعلومات لكل الجهات ذات الصلة بشفافية ووضوح، لدعم اتخاذ القرار على أسس سليمة، وهو ما يمكن من تحديد الاحتياجات الفعلية بدقة. وتقدم المبادرة خدماتها لجميع المواطنين بالمجان، لإنهاء قوائم الانتظار لجميع المرضى، حتى لا يتحمل المريض أى أعباء مادية، حرصًا من الدولة على توفير حياة كريمة للمواطن، وتخفيف معاناة غير القادرين، وإجراء الجراحات العاجلة والحرجة بأعلى جودة وفى أسرع وقت ممكنا فى جميع المستشفيات الحكومية والأهلية والخاصة.
ونجحت الحملة منذ بدايتها حتى مارس ٢٠٢٣ فى إجراء مليون و٥٦٧ ألفًا و٧٨٠ عملية فى ١١ تخصصًا طبيًا، بتكلفة بلغت ١٧ مليار جنيه.
مكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار بالمدارس
بدأت هذه المبادرة فى ٧ فبراير ٢٠١٩ ولمدة ثلاث سنوات ونصف، بإجمالى تمويل بلغ مليار جنيه من صندوق «تحيا مصر»، ويتم تنفيذ المبادرة على ٤ مراحل. تستهدف المبادرة الكشف المبكر على خمسة ملايين تلميذ بالمرحلة الابتدائية، إضافة إلى ٢ مليون من الحالات الأولى بالرعاية، وتوفير مليون نظارة طبية، وإجراء ٢٥٠ ألف عملية جراحية فى العيون.
وتعمل المبادرة على إعادة دمج وتمكين ضعاف البصر، ورفع الوعى لدى المواطنين للوصول بمصر خالية من الإعاقة البصرية التى يمكن تجنبها. وحتى الآن تم إجراء الكشف الطبى لنحو ٦٣٠ ألف طالب، وتوفير نحو ٦٧ ألف نظارة طبية للطلاب بالمجان.
الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوى
تم إطلاق المبادرة الرئاسية لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والاكتشاف المبكر للاعتلال الكلوى بالتزامن مع مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، والتى تستهدف الأشخاص الذين يعانون من حالات الإصابة المرتفعة بالفشل الكلوى أو أمراض الكلى الحادة، وتعمل المبادرة من خلال ٣٦٠١ وحدة رعاية أولية على مستوى الجمهورية لجميع المواطنين فى الفئة العمرية الأكبر من ٤٠ عامًا، إضافة إلى الفئة العمرية التى تبدأ من ١٨ عامًا ممن لديهم تاريخ مرضى متعلق بالأمراض المزمنة، تم من خلالها فحص ٦ ملايين و٤٠٤ آلاف و٢١٣ مواطنًا، وذلك منذ بداية شهر سبتمبر ٢٠٢١ وحتى مارس ٢٠٢٣.